وادي ضم في عبري.. وجهة سياحية لمحبي المناظر الطبيعية في أحضان الشواهد الأثرية

البرك المائية العميقة تشكل شلالات تنحدر من بحيرة السد

عبري - العمانية

يعد وادي ضم واحدًا من أهم الأودية القديمة ذات الطابع السياحي بولاية عبري نظرا لما يتميز به من مناظر طبيعية في ظل وجود المياه والأشجار وارفة الظلال على ضفافه. ويقع وادي ضم أسفل جبل شمس من الجهة الغربية كما يقع في الجزء الشرقي من ولاية عبري بوادي العين ويبعد عن مركز الولاية حوالي 75 كيلومتراً. وهو المصدر الرئيسي لوادي العين الذي ينحدر من الجزء الغربي لسلسلة جبال الحجر مما يكسبه خصوبة دائمة وجرياناً مستمرا على مدار الأربعة فصول المناخية. ويمتاز وادي ضم بنقوش قديمة وكتابات صخرية على الصخور والجبال التي تحيط به.

ويتخذ الكثير من السياح من وادي "ضم" وجهة سياحية لهم ولأسرهم ولضيوفهم من داخل وخارج السلطنة، ويشهد الوادي توافداً سياحياً ملحوظاً مع الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة ومع ما حبا الله تعالى به هذا الموقع من ولاية عبري من مقومات الجذب السياحي الطبيعية . ويستقطب الوادي العديد من السياح من مختلف محافظات السلطنة وكذلك السياح الزائرين من الدول الشقيقة والصديقة، وكوجهة من وجهات السياحة المحلية في بلادنا الغالية تنساب المياه في مجرى الوادي بصفائه مع إخضرار المزروعات وانسياب المياه وتدفقها بين الصخور على طول مجرى الوادي .

ويغذي الوادي عين فلج ضم التي تنبع من داخل كهف حيث يتبادر للزائر للوهلة الأولى أنه فلج غيلي لكنه في الحقيقة ليس كذلك، وقد شق الآباء والأجداد هذه العين داخل كهف عميق يتخلل الفلج ما يعرف (الثقاب) ونظراً لبعد العين عن البلد ووعورة الصخور وعدم نفاذ الماء منها فقد قاموا بإسالة الفلج بالوادي بدلا من عمل القناة التي يكسرها الوادي عند جريانه وعلى بعد 1.5 كيلومتر قاموا بربط الفلج عند مدخل البلدة لذا سوف تتخيل الفلج على أنه غيلي ولكن في الحقيقة هو داودي. إضافة إلى وجود البرك المائية العميقة التي تتشكل عبره شلالات جميلة خاصة الشلال الكبير الذي ينحدر من بحيرة السد وتتجمع المياه المنسابة من أعالي الجبال لتشكل بركاً مائية يقصدها السياح من هواة السباحة لممارسة هوايتهم في جو طبيعي بديع .

وفي وادي "ضم" تقضي الأسر مع الأطفال أوقاتاً ممتعة في جو يشعر فيه الزائر والسائح وكأنه وسط حديقة غناء، كما أنّ التنوع والثراء السياحي لوادي ضم يكمن في المياه والأشجار التي تمثل مكوناً طبيعياً للسياحة وفي ضفاف الوادي وهناك النقوش والكتابات على الجبل والصخور المحيطة بوادي ضم السياحي البديع.

وتعد بلدة ضم معلما سياحيا وتراثيا حيث يصمد حصن ضم الشهير كمعلم بارز من المعالم التاريخية لبلدة ضم ويقف الحصن شامخاً على قاعد صخرية تمتاز بالمتانة والقوة والاتّساع وفي علو وارتفاع كبير والأبراج في الحصن أيضًا مرتفعة وفي وضعية تتيح كشف جميع أنحاء البلدة . ومن يزور الحصن من سياح وزوار يستحضر التاريخ ومهارة وبراعة الأجداد في الهندسة المعمارية والبناء، لذلك فإن وجود مثل هذه المعالم السياحية في ربوع بلادنا الغالية فرصة للترويج السياحي الذي يُسهم وبشكل كبير في استقطاب وجذب السياح ممن يعشقون الماء والخضرة الممزوجة بعبق التاريخ العُماني حيث تصمد القلاع والحصون والأبراج والحارات القديمة شاهداً على مكنونات عمانية تليدة ذات جذور غائرة في أعماق التاريخ العُماني المجيد الحافل بالأمجاد ونبراساً دائماً لكل خير وفضيلة .

تعليق عبر الفيس بوك