إيران تستدعي القائم بالأعمال السعودي احتجاجا على إعدام النمر.. والصدر يدعو إلى إغلاق سفارة السعودية في بغداد

دبي - رويترز

أثار إعدام السعودية للقيادي الشيعي البارز الشيخ نمر النمر تحذيرات من ردود الفعل ضد أسرة آل سعود الحاكمة وهدد بمزيد من التصعيد في موجة الصراع الطائفي بالمنطقة. ووصف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى إعدام النمر بأنّه "خطأ فادح" واعتبره حزب الله اللبناني "اغتيالا". وقال آية الله أحمد خاتمي وهو قيادي شيعي بارز في إيران إن ما حدث سيكون له تداعيات ضد أسرة آل سعود "ستمحوها من صفحات التاريخ".

وقال التلفزيون الحكومي الإيراني إن إيران استدعت القائم بالأعمال السعودي في طهران أمس للاحتجاج على إعدام نمر النمر رجل الدين الشيعي البارز في المملكة.

ودعا الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر أمس لمظاهرات في دول الخليج والعراق احتجاجًا على إعدام الشيخ نمر النمر في السعودية.

وقال الصدر على موقعه الإلكتروني "أطلب من شيعة السعودية.. أن يتحلوا بالشجاعة للرد ولو بالمظاهرات السلمية بل وشيعة الخليج كافة ليكون رادعا للظلم والإرهاب الحكومي مستقبلا." وأضاف "أدعو للتظاهر أمام مقرات ومصالح السعودية.. مظاهرات غاضبة.. كما وأهيب بالحكومة الإحجام عن فتح السفارة السعودية في عراقنا الحبيب فليس للظالم مكان بيننا."

وأعدمت السعودية 47 شخصًا بينهم النمر الذي تتهمه حكومة الرياض بإذكاء العنف ضد الشرطة. ويقول أنصاره إنه كان معارضا سلميا دعا لمنح الأقلية الشيعية في المملكة مزيدا من الحقوق.

وتظاهر عدد من الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية أمام منزل النمر في القطيف وردد المحتجون "يسقط آل سعود" بينما تجمع عشرات في مملكة البحرين التي يحكمها السنة أيضا والمتحالفة مع السعودية.

وفي إيران المنافس الإقليمي للسعودية ظهر رجال دين ومسؤولون في وسائل الإعلام في تغطية مستمرة لرثاء النمر والتبشير بسقوط حكم آل سعود. وحذر زعماء شيعة بالعراق والكويت ولبنان واليمن من تداعيات عملية الإعدام في إشارة إلى أن الصراعات الطائفية قد تزداد اشتعالا.

وفي يوم شهد إعلان التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن نهاية الهدنة في القتال ضد جماعة الحوثيين قالت هذه الجماعة إنّ محاكمة النمر كانت صورية.

وأعدم ثلاثة شيعة آخرون إلى جانب النمر لكن العدد الأكبر ممن نفذت بحقهم الأحكام أمس كانوا ممن يعتقد أنهم جهاديون على صلة بتنظيم القاعدة الذي يعتبر الشيعة مرتدين ولطالما استهدفهم في هجمات.

واتهمت جماعات شيعية في المنطقة السعودية باستخدام الإرهاب ذريعة لإعدام النمر وهو رجل دين شيعي دعا لاحتجاجات سلمية في خطب بثت عبر الإنترنت.

وتقول حكومة السعودية إن النمر أمر أنصاره بمهاجمة الشرطة وإنه يقف وراء سلسلة من عمليات إطلاق النار وإلقاء القنابل الحارقة التي قتلت العديد من رجال الشرطة خلال احتجاجات ضد الحكومة في القطيف في 2011 و2013.

وقال حسين جابر أنصاري المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية "تساند الحكومة السعودية الإرهابيين والمتطرفين التكفيريين بينما تعدم وتقمع المنتقدين داخل البلاد." وقد تضر موجة الإدانات بجهود السعودية لتشكيل تحالف إسلامي ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأعلنت الرياض عن هذا التحالف الشهر الماضي لكنه لم يضم أيا من القوى الشيعية. ودعا أعضاء بالبرلمان في العراق ذي الأغلبية الشيعية الحكومة لقطع العلاقات مع السعودية بعد يوم واحد من إعادة فتح سفارة المملكة في بغداد التي ظلت مغلقة منذ 1990. وقال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي إن إعدام النمر "سيطيح بالنظام السعودي" بينما قال عضو آخر بالبرلمان إن ما حدث ستستفيد منه الدولة الإسلامية. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية يوم الاثنين الماضي إنها مستعدة لإجراء مباحثات مع السعودية بعد أشهر من التوتر المتصاعد لكن فرص التقارب تبددت فيما يبدو الآن بعد أن اصطف المسؤولون ورجال الدين لإدانة المملكة

وعبر مسؤول بوزارة الخارجية الألمانية عن القلق أمس بشأن إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية وشدد على أن بلاده تعتبر عقوبة الإعدام صورة غير إنسانية من صور العقاب.

وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "إعدام نمر النمر يذكي مخاوفنا الحالية من زيادة التوتر وتعميق الخلافات في المنطقة." وغالبية من نفذت بحقهم أحكام الإعدام أمس وعددهم 47 شخصا من السنة الذين أدينوا بارتكاب هجمات لتنظيم القاعدة في السعودية قبل عشر سنوات إضافة لأربعة من الشيعة الذين أدينوا بالضلوع في قتل رجال شرطة.

تعليق عبر الفيس بوك