شدوا العزم إلى حصن الحزم

ناصر الجساسي

عندما قفلنا عائدين أنا وأبنائي إلى ولايتنا الغالية عبري من الرحلة السياحيّة الداخلية القصيرة التي قضيناها في عطلة المولد النبوي الشريف؛ سألت أبنائي أي الأماكن التي ذهبنا إليها أعجبتكم أكثر؟ كنت أسألهم وكلي يقين أن الإجابة هي: الألعاب أو مركز التسوق أو البحر..!

كانت إجابتهم: لقد استمتعنا بجميع الأماكن لكن كانت المتعة حاضرة أكثر في حصن الحزم؛ فقام كل واحد منهم بشرح وحكي ما رآه داخل الحصن؛ ابتداءً من الباب الضخم لمدخل الحصن والفلج انتهاءً بغرف الأطفال بالطابق الأخير..

إنّ التحسين الذي أجرته وزارة السياحة وإدخال التقنيات الحديثة على حصن الحزم أنطقت جدرانه وممراته وغرفه المبهرة فاستمتع بها الأطفال قبل الكبار، وجعلهم يعيشون أجمل اللحظات في الحصن برفقة المرشد الآلي بلغاته الخمس والشخصيات التي صنعها في بعض مواقع الحصن كالسجن ومصنع الأسلحة، وغرف الأطفال حتى يتبادر إلى ذهن الزائر للحصن أنّه يعيش حقاً في تلك الحقبة من الزمن. بالإضافة إلى روعة التصميم والبناء المعماري الفريد سيستمع الزائر لحصن الحزم لعدد من القصص والأحداث التاريخيّة التي وقعت منها قصة سقوط الخيل في البئر، وقصة المرأة العجوز التي حملت المدفع لأعلى الحصن، والذي سمي المدفع نسبة إليها. حصن الحزم ليس مجرد حصن؛ هو قصر شيّده الإنسان العماني ليعيش فيه وحصن حصين يدفع عن نفسه وقومه الاعتداءات الخارجية؛ حتى يبقى شامخاً على مر العصور

نأمل من الجهات المعنية إدخال التحسينات والتقنيات على المواقع التاريخية الأخرى بالسلطنة.. شدوا العزم إلى حصن الحزم واصطحبوا معكم أبناءكم ليتعرّفوا على التاريخ العريق، وروعة الإنسان العماني عبر الأزمنة وحبّه للأرض التي ينتمي إليها وإبداعه في شتى الميادين فإنّ زيارة المواقع التاريخيّة تعزز الهوية الوطنية للجيل الناشئ، وترسّخ في عقولهم وقلوبهم أهميّة المحافظة على المكتسبات الوطنية ونقلها للأجيال الأخرى. يقيناً سوف تكون زيارتكم لحصن الحزم تاريخية وستنقلون تفاصيلها إلى أهلكم وأصدقائكم من داخل عمان وخارجها.

لا ننسى أن نوجه شكرنا إلى وزارة التراث والثقافة ووزارة السياحة على الجهود والإمكانيّة والطاقات التي سُخرت في حصن الحزم حتى يكون من أفضل وأجمل الوجهات التاريخية والسياحية بالسلطنة.

nss_1976@live.com

تعليق عبر الفيس بوك