جمعية البيئة العُمانية تتابع الحيتان الحدباء في بحر العرب عبر الأقمار الاصطناعية

مسقط - الرؤية

نجحت جمعيّة البيئة العُمانيّة وللمرة الأولى في مياه خليج مصيرة بتثبيت أجهزة لتتبع ثلاثةٍ من حيتان بحر العرب الحدباء عبر الأقمار الاصطناعيّة. وتأتي هذه العملية ضمن دراسة مسحيّة تهدف إلى التعرّف أكثر على سلوكيّات هذه الثدييات المعرّضة للانقراض وهي بدعم من كلّ من شركة النهضة للخدمات ش.م.ع.ع، وشركة ميناء الدقم. وستتيح الأجهزة متابعة حركة هذه الحيتان الفريدة لعامة الناس، كما ستوفر لفريق الباحثين معلومات مهمّة عن أنماط تحرّكها وغذائها وتزاوجها من أجل وضع الحلول المناسبة للحدّ من العوامل المُضرّة بها ويتمّ تنفيذ هذا المشروع في تعاونٍ مشترك بين عدّة جهاتٍ محليّة ودولية تشمل كلّاً من وزارة البيئة والشؤون المناخيّة، ووزارة الزراعة والثروة السمكيّة، والإدارة الوطنيّة للمحيطات والغلاف الجوي، ومعهد أكوالي، وجمعيّة المحافظة على الحياة البرّية وشركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية، وجامعة إكستر.

وفي تعليقها على هذا الإنجاز الجديد، قالت سعاد الحارثي، مديرة البرامج في جمعيّة البيئة العمانية: "إنّ حصولنا على فهمٍ أعمق لطبيعة تلك الحيتان يعدّ جانباً رئيسيّاً للحفاظ على حياتها وحمايتها من الانقراض. كما أنّ الحفاظ على مظاهر التنوع الحيويّ يمثّل أحد أهم المحاور التي ينصب عليها تركيز الجمعية، وقد جاءت هذه الخطوة الإيجابيّة في وقتٍ حسّاس مع وجود أقل من 100 من حيتان بحر العرب الحدباء". وأضافت: "ومن خلال تضافر جهود كافة الأطراف المعنيّة، فإنّني على ثقة من قدرتنا على حماية هذه الكائنات المميزة ومنح أجيالنا القادمة فرصة للاستمتاع بهذا الإرث الطبيعيّ العُماني الغنيّ".

وقام فريق مُكوّن من عشرة أفراد من موظفي الجمعية والمؤسسات المشاركة، إضافة إلى المتطوعين المستقليّن، بتحديد أماكن وجود الحيتان وتثبيت أجهزة التتبع عليها. وستقوم هذه الأجهزة بإرسال إشارات لاسلكية تستقبلها الأقمار الصناعية لتحديد أماكنها بدقة على مدى عدّة مرّات في اليوم الواحد، وذلك من أجل وضع خرائط تُظهر كيفية ومسار تنقلاتها اليومية. وتمّ إطلاق هذا البرنامج البيئي المتميّز والأول من نوعه على مستوى المنطقة في عام 2014، حيث يقوم فريق الباحثين برفع تقارير سنوية إلى الهيئة العلمية ضمن المفوضية الدوليّة لصيد الحيتان (IWC) بهدف تعزيز الجهود الوقائيّة الرامية إلى حماية هذه المخلوقات الهادئة والرائعة.

من جانبها قالت لميس داعر، المديرة التنفيذية لجمعية البيئة العمانية: "لا يفوتني أنّ أتوّجه بالشكر الجزيل لكلّ من شركة النهضة للخدمات ش.م.ع.ع. وميناء الدقم على دعمهم وتمويلهم لهذا المشروع. كما أثمّن جهود شركائنا المميزين على إلتزامهم وعملهم الجادّ في سبيل إنجاح هذه المبادرة. وفي هذا السياق، فلن نتمكن من الحفاظ على مخزوننا الغنيّ من الثروات الطبيعية في عُمان دون تآزر الجميع وتعاونهم وتكاتف جهودهم، وهذه هي المنهجية الاستراتيجيّة التي نحرص على اتباعها في الجمعية".

وعن أهمية هذه الدراسة، قال أندرو ويلسون، الباحث المتخصص في علوم البيئة البحريّة ومدير الميداني للمشروع بشركة المحيطات الخمسة للخدمات البيئية: "إنّ ما قمنا به يعدّ إنجازاً كبيراً ونجاحاً باهراً، حيث تمكنا من تثبيت الأجهزة على الحيتان خلال الأيام الثلاثة الأولى من الحملة. وقد تمكّنا من مشاهدة 26 مجموعة من الحيتان على مدى فترة الدراسة، وكان من بينها أكثر من 21 مجموعة من حيتان بحر العرب الحدباء". وأضاف: "لقد أظهرت الإشارات المرسلة بأنّ هذه الكائنات تتحرك ضمن مناطق تشهد نشاطات تنمية صناعيّة مختلفة مثل عمليات استكشاف النفط والغاز. وهذا ما يزيد من مسؤوليتنا تجاه دعم المجهودات الحكومية والخاصة من أجل صياغة مجموعة من التدابير الوقائية لرعاية هذه الحيتان وصون بيئتها الحيويّة".

الجديرٌ بالذكر أنّه منذ بدء دراسة وحماية هذه الحيتان في عام 2011, تعد هذه ثالث عملية ناجحة لتثبيت أجهزة التتبع عبر الأقمار الاصطناعية على هذه الحيتان، حيثّ جرى تنفيذ الحملتين السابقتين في مياه محافظة ظفار.

تعليق عبر الفيس بوك