مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني والبنك الوطني العماني يوقعان مذكرة تفاهم للتعاون البيئي

الرؤية - محمد قنات

وقع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني والبنك الوطني بمقر المكتب في منطقة الخوير مذكرة تفاهم مدتها ثلاث سنوات متواصلة، وذلك من أجل التعاون البيئي المشترك بين الطرفين في مجال الحياة البرية، تتركز بنود المذكرة على دراسة وضع انتشار الوعل العربي في الجبال المتاخمة لمحميّة السرين الطبيعية البالغ مساحتها 780 كم مربع.

وقال الشيخ الدكتور عبد المجيد بن صالح بن محمد الدرمكي مساعد مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني إنّ الدراسة التي سينفذها المكتب تركز بشكل كبير على انتشار الوعل العربي المهدد بالانقراض، ووضع دليل علمي للطرق التي يسلكها وأماكن التكاثر، وتحديد أنواع المراعي التي يتغذى عليها ومساقي المياه، حيث سيتم تركيب أطواق إلكترونية على بعض الحيوانات يتم من خلالها تتبع الحيوان عبر الأقمار الاصطناعية وسيتم جمع كافة البيانات المسجلة بعد انتهاء مرحلة الأطواق .

وأضاف أن هذه الدراسة سوف تمكن الاختصاصيين والباحثين العمانيين العاملين في المكتب -ضمن الاختصاصات التي يتولى تنفيذها مكتب حفظ البيئة- من رصد كافة المعلومات الموثقة والبيانات المتعلقة بحياة الوعل العربي وموائله الطبيعيّة ودراسة أيكولوجية هذا الكائن الحي في مناطق انتشاره، الأمر الذي سيتيح لنا توثيق هذه البيانات والإحصائيات الدقيقة محليًا وإقليميًا ودوليًا باعتبار هذا الكائن رمز حضاري للسلطنة، وفي نهاية المطاف ستسهم الدراسة بشكل فاعل في عملية صون الحياة الفطرية ومفرداتها في السلطنة.

من جهته، قال أحمد المسلمي، الرئيس التنفيذي للبنك الوطني العماني: "يسعى البنك الوطني العماني دوماً إلى دعم كافة الأنشطة والمبادرات التي تسهم في حماية البيئة والحياة الفطرية في عمان، ونشر التوعية بأهمية وقوف المجتمع العماني بكافة أطيافه خلف هذه الجهود. وتأتي شراكتنا مع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني لتنسجم مع هذه السياسة، ولتلبي دعوة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - -حفظه الله ورعاه- لتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص في السلطنة، بهدف النهوض بالدولة والمجتمع والبيئة العمانية على جميع المستويات".

فيما قالت لين الأتاسي، رئيسة إدارة الاتصالات المركزية والمسؤولية الإجتماعيّة بالبنك الوطني العماني: "يمثل الوعل العربي أحد الحيوانات المحمية والمهددة بالانقراض في سلطنة عمان. ويعكس وجوده في جبال السلطنة وهذا التنوّع الثري الذي تحفل به الحياة البرية في عمان، والتي تتعرض لتهديد متزايد نتيجة الزحف العمراني والصيد غير المشروع. وباعتبارنا إحدى أكبر وأعرق المؤسسات الوطنيّة في السلطنة، فقد وضعنا على عاتقنا مهمة جسيمة تتمثل في السعي إلى حماية الحياة الفطرية لتبقى ذخراً لنا ولوطننا ولأولادنا من بعدنا، وتعد مذكرة التفاهم هذه خطوة هامة على هذا الطريق، وينْصبُّتركيزنا الأساسيمنوراء ذلككلهإلى تقديممساهمات إيجابية مستدامة لمجتمعنا؛ لأجلك- لأجلالوطن."

ومن جهته أوضح هيثم بن سليمان بن حميد الرواحي أخصائي حياة برية أنّ من البنود التي تشملها المذكرة، تدريب مجموعة من الكوادر العمانية المتخصصة من موظفي ديوان البلاط السلطاني بمكتب حفظ البيئة والجهات الحكومية الأخرى، وكوادر من البنك الوطني العماني؛ على طرق التعامل مع ثروات البيئة العمانية ككل ومفردات الحياة البرية بشكل خاص، وتشجيع السياحة البيئية الداخلية والأنشطة المرتبطة بها، بالإضافة إلى غرس ثقافة الاهتمام بالبيئة العمانيّة بالشراكة مع القطاع الخاص، والحصول على مواد تعليميّة تساهم في رفع الوعي البيئي عن حياة الوعل العربي ووضعه في السلطنة، فضلا عن الوصول لمعلومات موثقة بالصور والفيديو عن أماكن انتشار الوعل العربي ومواقعه ورصد تحركاته والتهديدات التي تواجهه ومساراته وموائله الطبيعية وكثافة الغطاء النباتي في مواقع الدراسة المقترحة، كما أنّه سيتم رفع تصور واضح عن آلية تطوير محمية السرين وغيرها من المحميات التي يشرف على إدارتها مكتب حفظ البيئة من النواحي السياحية والترفيهية لتصبح مزارات حقيقية يقصدها مختلف شرائح المجتمع بكافة فئاته بما يتناسب مع تشريعات وقوانين المحميات الطبيعية في السلطنة .

الجدير بالذكر أنّ هذا التعاون بين مكتب حفظ البيئة والبنك الوطني العماني يجسد مثالاً جيّداً للشراكة الحقيقة التي دعا إليها صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله - بين القطاعين الحكومي والخاص سعيًا لخدمة عمان وحماية ثرواتها الطبيعية.

تعليق عبر الفيس بوك