التعجيل بمسعى الحل السلمي

إعلان الأمم المتحدة بالأمس عن أنّها تستهدف إجراء محادثات بين الأطراف المتحاربة في سوريا في 25 يناير المقبل في جنيف؛ أمر يشيع بارقة تفاؤل في النفوس، ويبعث على الأمل؛ في إمكانية أن يبرز إلى السطح مسعى جاد لإنهاء الحرب المستمرة في سوريا منذ نحو خمس سنوات.

نقول ذلك، رغم أنّ ضبابية المشهد السوري على الأرض لا تغري بالإفراط في التفاؤل، كما لا تشجع على ذلك انقسامات الفرقاء السوريين وتعدد توجهاتهم، إضافة إلى التدخّلات الإقليميّة والدوليّة على الساحة السورية. فكل هذه العوامل تربك الحسابات، وتجعل من الصعب الرهان على نجاح هذا المسعى السلمي. ولكن من المهم أن تتأصل القناعة بضرورة الحل السلمي للصراع سواء لدى الأطراف المتحاربة، أو المجتمع الدولي الذي ينبغي أن تتعاظم جهوده أكثر من ذي قبل لإطفاء هذا الحريق الذي قضى على الأخضر واليابس في سوريا، ويهدد بأن تمتد ألسنة نيرانه إلى الجوار والخارج ليخلف خسائر أفدح مما هو حاصل الآن.

ينتظر ألا يضيّع العالم وقتًا، ويبدأ الشروع في الإعداد لهذه المفاوضات وبصورة تكفل نجاحها؛ وفقًا للحيثيات والبنود التي أقرها مجلس الأمن الدولي بالإجماع في قراره المتخذ في 18 ديسمبر الجاري، والذي يعد بمثابة خارطة طريق دوليّة لعمليّة السلام في سوريا، متضمّنا الموافقة على الخطة التي سبق وأن تفاوضت عليها القوى الكبرى في وقت سابق في فيينا والمشتملة على الدعوة إلى وقف إطلاق النار وإجراء محادثات بين الحكومة السوريّة والمعارضة، ووضع إطار زمني مدته عامان لتشكيل حكومة وحدة وإجراء انتخابات؛ على أن يتزامن مع ذلك قيام الأمم المتحدة بدراسة خيارات لمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار.

أقل من شهر يفصلنا عن الموعد المضروب لانطلاق محادثات السلام السوريّة، وهو حيز زمني وجيز وضيّق، الأمر الذي يلقي على كاهل الجهات ذات العلاقة بهذا المسعى السلمي، مسابقة الزمن لتهيئة الأجواء لإنجاحه بما يكفل وضع حد للوضع الكارثي الذي ترزح تحته سوريا ويعاني من جرائه السوريون أشد معاناة.

تعليق عبر الفيس بوك