تركيا تواصل بناء جدار فاصل على حدود سوريا.. و"جيش الإسلام" يكلّف قائدًا جديدًا خلفا لعلوش

بيروت - وكالات

أنهت السلطات التركيّة، بناء أجزاء كبيرة من الجدار الفاصل، في المناطق المتاخمة للحدود السوريّة، للحيلولة دون وقوع حالات تهريب وتسلل غير شرعي، بولاية هاطاي الجنوبيّة. وتقوم قوات حرس الحدود التركيّة، بإجراء دوريات مكثفة على مدار اليوم، في مناطق "ييلاداغ"، و"ريحانية"، و"ألتن أوزو"، فيما تستمر أعمال بناء جدار على طول الحدود مع سوريا في تلك المناطق، وذلك ضمن إطار التدابير الأمنية المُتخذة في هذا الصدد. وأنهت السلطات التركيّة، بناء جدار بطول 11.5 كيلو متر، في منطقة الريحانية، ممتدة من بلدة "بوكولماز"، إلى بلدة "بيش أصلان"، مرورًا ببلدة "كوشاكليك". ويبلغ عرض الجدار مترين، وارتفاعه 3 أمتار، فيما يزن اللوح الأسمنتي الواحد المستخدمة في بناء السور، 7 أطنان.

وفي منطقة يايلاداغ، المحاذية لمحافظتي اللاذقية، وإدلب السوريتين، أنهت السلطات التركية، عمليات حفر خندق بطول 5 كيلو مترات، وعمق 2.5 متر، فيما يستمر العمل لبناء جدار يبلغ طوله 9 كيلو مترات.

وبالتزامن مع هذه الإجراءات، تعتزم السلطات التركية، بناء جدار على طول منطقة "ألتن أوزو"، المتاخمة للحدود السورية، بطول يصل إلى 10 كيلو مترات، ليبلغ إجمالي طول الجدار الفاصل بين ولاية هاطاي التركية، والمناطق السورية، 80 كيلو مترًا. ويشار إلى أنّ قوات حرس الحدود التركية، ألقت القبض على 150 ألف شخص، حاولوا عبور الحدود بطرق غير شرعية، منذ بداية العام ٢٠١٥. كما أحبطت السلطات التركية، تسلل مقاتلين أجانب، يحملون الجنسيّات البريطانية، والعراقية، والصينية، والكويتية، والفلسطينية، والروسية، والإيطالية، واللبنانية، والبلغارية، والأذربيجانية، عبر الحدود، أثناء محاولتهم الالتحاق بصفوف تنظيم "داعش" الإرهابي.

وفي سياق آخر، أعلن جيش الإسلام، أحد أبرز فصائل المعارضة السورية، أمس، تعيينه "أبو همام البويضاني"، خلفاً لقائده "زهران علوش"، الذي قتل في غارة روسية على ريف دمشق.

وعلم مراسل الأناضول من مصادر محلية في الغوطة الشرقية، أن جيش الإسلام عين البويضاني خلفاً لعلوش، الذي قتل في غارة روسية بمرج السلطان بغوطة دمشق الشرقية.

وكان علوش (مواليد عام 1971) تعرّض للاعتقال والسجن في عام 2009، بسبب نشاطاته السياسية، وخرج من السجن، في 22 يونيو 2011، أي بعد بداية الثورة السورية بنحو ثلاثة أشهر.

وفي بداية العمل المسلح ضد النظام، شكّل علوش "لواء الإسلام" عام 2012، ثم أعلن في سبتمبر 2013، عن توحّد 43 لواءً وفصيلًا وكتيبة في كيان واحد سمي بـ "جيش الإسلام" وتولى قيادته.

ويتركّز وجود جيش الإسلام، في غوطة دمشق الشرقية ومنطقة القلمون الشرقي شمال دمشق، وبنسبة أقل في ريف إدلب الشمالي، وساهم بشكل كبير في إخراج عناصر تنظيم داعش من الغوطة والقلمون، عقب معارك عنيفة مع التنظيم، خسر فيها الكثير من مقاتليه.

وقالت المصادر إنّ طائرات روسية استهدفت مقرًا سريا للجماعة التي تمثل أكبر فصيل للمعارضة المسلحة في المنطقة ولديها آلاف المقاتلين.

ويُنظر إلى مقتل علوش (44 عاما) بوصفه ضربة شديدة لسيطرة المعارضة على الضواحي الشرقية لدمشق المعروفة باسم الغوطة. ويقول خبراء عسكريون إن تشرذم قوات المعارضة يساعد أيضا على تعزيز سيطرة الرئيس بشار الأسد على باقي المنطقة.

وقُتل عدد من قادة الجماعات المسلحة منذ بدأت روسيا حملة جوية واسعة في 30 من سبتمبر دعما لحليفها الرئيس السوري بشار الأسد الذي تعرضت قواته لسلسلة انتكاسات في وقت سابق من العام. بيد أنّ موسكو تصر على أنّ غاراتها تتركز على مهاجمة الدولة الإسلامية.

وقالت مصادر في المعارضة إنّ الغارة التي نفذتها طائرات روسية أطلقت عشرة صواريخ على الأقل على مقر سري للجماعة التي تعتبر أكبر فصيل للمعارضة في المنطقة وتشير تقديرات المخابرات الغربية إلى أنّ عدد مقاتلي جيش الإسلام يتراوح بين 15 و20 ألف رجل.

وقال الجيش السوري إنّ علوش قتل بناء على معلومات مخابرات على الأرض. وألقت المعارضة اللوم على طائرات التجسس الروسية المتقدمة التي قالوا إنّها قلما تغادر أجواءها.

وقال مصدر بالمعارضة إنّ جيش الإسلام اختار أبو همام البويضاني أحد كبار قادته الميدانيين قائدًا جديدا له.

ويعتبر جيش الإسلام الأكثر تنظيمًا بين الجماعات المسلحة ويتولى بالفعل إدارة الغوطة الشرقية منذ عام 2013 حينما تكوَّنت الجماعة من اندماج عشرات من ألوية المعارضة المسلحة.

وقالت مصادر المعارضة إنّ علوش قتل أثناء اجتماعه مع قادة آخرين للمعارضة في منطقة مرج بالغوطة التي كانت هدفا لهجوم كبير للقوات السورية في الأسابيع القليلة الماضية.

تعليق عبر الفيس بوك