رافد للتألق الثقافي والإبداع الفكري

 

جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب -التي احتُفِل أمس بتتويج الفائزين في دورتها الرابعة- تجسِّد اهتمامَ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي؛ بما يُؤكِّد على الدور التاريخي للسلطنة في تشكيل الوعي الجمعي الثقافي المحلي والدولي؛ من خلال تكريم صُنَّاع المشهد الثقافي العماني والعربي، وتحفيزهم على الإبداع؛ بما يُعزِّز الحراك الفكري والفني، ويسهم في تطوير المشهد الثقافي العماني والعربي.

ويأتي هذا الاهتمام السامي من منطلق الإدراك الواعي بأنَّ الثقافة والأدب والفن باتا يشكلان أحد العوامل الفعَّالة للارتقاء بالوجدان، وصارت تعتمدهما العديد من الدول باعتبارهما قوة ناعمة ودرعًا صلبًا يتحصَّن به العقل البشري من خطر التطرُّف، ويستخدمه كوسيلة لدحر الإرهاب ونبذ الأفكار المتطرفة.

فالجائزة -ومن خلال قيمتها المعنوية والمادية الكبيرة- أضْحَت علامة فارقة في مسار التحفيز للأدباء والمثقفين والفنانين العمانيين والعرب، والذي أقبلوا للتنافس على الجائزة بصورة غير مسبوقة، وتوضِّح ذلك أعداد المتقدمين للجائزة في دوراتها الأربعة المنصرمة. وفي الدورة الأخيرة التي جَرَى تكريم فرسانها مساء أمس، تنافس على الجائزة 408؛ منهم: 119 متنافسًا في دراسات اللغة العربية، و83 متنافسًا في الخط العربي، أما في أدب الطفل فقد بلغ عددهم 206 متنافسين، وتزداد المنافسة في كل دورة عن سابقتها، في دليل أكيد على أنَّ الجائزة أصبحت محطَّ أنظار المبدعين في المجالات الأدبية والثقافية والفنية في السلطنة، وفي جميع أنحاء عالمنا العربي.

... إنَّ الجائزة وبعد أنْ رسَّختْ مكانتها على الساحة الأدبية والثقافية محليًّا وعربيًّا، لتستشرف المستقبل وهي أكثر عَزْما على تنمية روح المنافسة، ورفد حركة الإبداع في شتى مناحي الفن والإنتاج الفكري من أجل مزيدٍ من التألق والإبداع.

تعليق عبر الفيس بوك