تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب للفائزين بها في دورتها الرابعة

◄ الفائزون: الجائزة دليل على حرص جلالة السلطان على دعم وتشجيع الإنجاز الفكري والمعرفي

◄ وزير الثقافة الجزائري: انعكاسات إيجابية للجائزة على تنمية روح المنافسة في الوسط الثقافي

◄ الريامي: الجائزة تأكيد على الدور التاريخي للسلطنة في تشكيل الوعي الجمعي الثقافي المحلي والدولي

رَعَى مَعَالي يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، أمس، حفلَ تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الرابعة 2015م، وهي الدورة التقديرية التي خُصِّصت للعرب عمومًا في مجالات دراسات اللغة العربية والخط العربي وأدب الطفل بفندق إنتركونتيننتال مسقط.

وتضمَّن الحفلُ عرضَ فيلم وثائقي حول الجائزة ودوراتها الماضية والمراحل التي مرَّت بها واللجان التي أشرفتْ على فرز الأعمال المتنافسة بها قبل رفعها إلى لجان التحكيم، كما قُدِّم في حفل التكريم أوبريت "الجواهر الثلاث تحتفي بكم"، والذي يجسِّد مجالات الجائزة الثلاث الثقافة والفنون والآداب، بعدها تم تسليم الجائزة للفائزين، وقد فاز بالجائزة الأستاذ الدكتور عبدالسلام المسدي من الجمهورية التونسية عن مجال دراسات اللغة العربية، والدكتور محمد سعيد شريفي من الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عن مجال الخط العربي، والدكتور محمد الغزي من الجمهورية التونسية عن مجال أدب الطفل. وحصل كل فائز على مبلغ وقدره مائة ألف ريال عماني ووسام السُلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب، كما تم في ختام الحفل تدشين مجالات التنافس في الدورة الخامسة من الجائزة والمخصصة للعمانيين فقط.

مسقط - الرُّؤية - العُمانيَّة

يُذكر أنَّ مجموع المتنافسين على الجائزة في هذه الدورة بلغ 408؛ منهم: 119 متنافسًا في دراسات اللغة العربية، و83 متنافسًا في الخط العربي. أما في أدب الطفل، فقد بلغ عدد المتنافسين فيه 206 متنافسين.

وكان سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، قد استقبل، صباح أمس، بمكتبه، الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب. وأوضح سعادته -خلال اللقاء- بالضيوف أنَّ الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي، يأتي تأكيدًا للدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي؛ بحيث يعتبر نافذة لرؤية جلالته المستقبلية ممزوجا بالدبلوماسية الثقافية بعيدا عن السياسات والصراعات.

وقد شمل البرنامج المعد للضيوف زيارة تعريفية لعاصمة الثقافة الإسلامية استقبلهم فيها سعادة الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية، بمكتبه، أمس الأول، وهنأهم على استحقاقهم للجائزة، وتطرق بالحديث عن أهمية مدينة نزوى ودورها التاريخي والثقافي في مختلف الحقب الزمنية، متناولاً أهم المنجزات المتحققة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -رعاه الله. هذا، وقد قام الفائزون بالتعرف على أهم المعالم العمرانية التراثية والثقافية عبر جولة استهلوها بزيارة مركز نزوى الثقافي، والذي جاء ضمن الاحتفاء بنزوى عاصمة الثقافة الإسلامية 2015، كما قاموا بزيارة إلى سوق نزوى ذي المعالم التراثية والمنتوجات التقليدية التي ينفرد بها السوق، مختتمين جولتهم بزيارة إلى جامع السلطان قابوس بالولاية.

انطباعات الفائزين

وقد أعرب الفائزون بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب عن تقديرهم العالي وامتنناهم لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ولعطاء جلالته البناء والصادق وجهوده المتواصلة -أعزَّه الله- في دفع العطاء الإنساني الفكري في مختلف المجالات، خاصة الثقافة والفنون والآداب.

وأوضحوا -في تصريحات لوكالة الأنباء العمانية- أنَّ للجائزة قيمة معنوية كبرى للفائزين بها وغير الفائزين، وهي تدلل على حرص جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- على دعم وتشجيع الإنجاز الفكري والمعرفي وتحفيز همم العلماء والمفكرين والباحثين.

وبيَّنوا أنَّ ما شاهدوه خلال الزيارات التي قاموا بها خلال اليومين الماضيين لعدد من المعالم الثقافية والفنية والتراثية في مدينتي مسقط ونزوى، يؤكد بجلاء الأهمية الخاصة التي يوليها جلالته -أعزَّه الله- بالتراث الثقافي للسلطنة بمختلف أشكاله ومضامينه؛ لما له من أهمية ودور في النهوض بالحياة الفكرية والفنية والإبداع.

وقال الأستاذ الدكتور عبدالسلام المسدي من الجمهورية التونسية -الفائز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، عن مجال "الثقافة في مجال دراسات اللغة العربية"- عندما تمَّ الاتصال بي لإخباري بما انتهت إليه لجنة التحكيم في جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، أحسست أنَّ الثقافة العربية بخير، وأنَّ للمثقف العربي الذي ينخرط في ميثاق الفكر النقدي الحر منزلة في مجتمعنا، وأنَّ حظوظه لا تقل عن حظوظ مثقف الولاء، ثم أيقنت أن بين الذين يُنتجون الأفكار والذين يصنعون القرار تواطؤا نبيلًا يبتغي الارتقاء بصورة الأمة العربية كي يُعاد إليها مجدْها أيام كان حُكامها هم الذين يسعون إلى العلماء يُقربونهم ويسترضونهم ويطلبون منهم النصح والمشورة.

وأضاف: جوائزنا العربية الكبرى لها في التمثلات الذهنية الشائعة مَظهران: المظهر الأول مجتمعي وفيه الترشيح والتحكيم والإعلان، وفيه أيضا الاحتفال، والتبريك، وهذا كله يندرج ضمن التظاهرات التي تؤثث حيوية المجتمع الثقافية، وفيه كذلك السخاء الذي كثيرًا ما يُعوض المبدعين عما يعيشونه من زهد أو عزوف عن مباهج الحياة، وكثيرًا ما يحملون أهلهم وذويهم عليه، وقليلون هم الذين يتصورون روح المعاناة وجوهر المكابدة التي يحياها مَن أدركتهم حِرفة الأدب ويضطلعون بأمانة الحَرف وتبِعات الكلمة. وأوضح أن المظهر الثاني مظهر معرفي خالص؛ حيث لا مجال لنهوض المجتمعات اقتصاديا وسياسيا ما لم يكُن في أولوياتها النهوض بالآداب والمعارف وكل فنون الإبداع والابتكار؛ إذ لا يقل زهو السياسي بعُلمائه عن زهو العالم بساسته كلما أدرَكهم الفلاحُ وحالفهم التوفيق.

من جانبه، قال الدكتور محمد بن سعيد شريفي -الذي فاز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها الرابعة، عن مجال الخط العربي- إنَّ المجالات التي تهتم بها الجائزة هي مجالات مهمة تمس حضارتنا وإسلامنا وعروبتنا، وهي تحفز وتدعو إلى مزيد من العمل للحفاظ على تراثنا وأصالتنا.. وأعرب عن تقديره الكبير لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- على جهود جلالته واهتمامه السامي بمجالات الثقافة والفنون ودعمه وتحفيزه للمفكرين والعلماء؛ وبالتالي نشر ثقافتنا والاهتمام بتراثنا وحضارتنا.

وقال الدكتور محمد محمد الهادي الهذيلي الغزي من الجمهورية التونسية -الفائز بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، في مجال الآداب، الذي خُصِّص لأدب الطفل- إنَّ هذه الجائزة من الجوائز الاستثنائية في وطننا العربي؛ لأنها تهتم بكل حقول المعرفة في مجالات الإبداع الفكري، وتلك المجالات من مجالات الجائزة تتغير من عام إلى آخر لتشمل كل مجالات الإبداع.. وأضاف: هناك اهتمام كبير باللغة العربية في السلطنة وتجديدها وتطويرها، ولا يمكن أن نجدد تلك اللغة وأن نطورها إلا بمخاطبة الطفل بلغة أخرى جديدة، لغة تجعله يهتم بلغته ويطورها؛ حيث إنه لا معرفة بلا حروف، وعلينا أن نزرع في الطفل حب اللغة حتى يستطيع أن يبدع بلغته.

ومضى يقول: الجائزة التفتت إلى الأجيال القادمة؛ فكانت موجهة للطفولة ضمن مجالاتها، وهي دعوة للمبدعين العرب أن يهتموا بهذا المجال الذي عادة لا يهتم به المبدعون بقدر ما يهتم به رجال التعليم، وينبغي للكتابة الموجهة للطفل أن ينهض بها المبدعون الكبار مثل أي مجال فني آخر؛ لأننا اذا أحسنا الكتابة إليهم فهم الذين سيحملون مشاعل العلم والإبداع في المستقبل".

لجان التحكيم

وجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب جائزة يمنحها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- سنويًّا منذ العام 2012م، تكون عامًا للعرب عمومًا وفي العام الآخر للعمانيين فقط.

وقد ضمت لجان التحكيم النهائي كوكبة من أساتذة اللغة العربية والخط العربي والنقاد المشتغلين بأدب الطفل من داخل السلطنة وخارجها، يمثلون عددا من المدارس الفكرية المختلفة.

وقد ضمت لجنة التحكيم النهائي لمجال الدراسات في مجال اللغة العربية كلًّا من: الأستاذ الدكتور الشاهد بوشيخي الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية بالمملكة المغربية، والأستاذ الدكتور المختار كريم أستاذ العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة تونس بالجمهورية التونسية، والدكتور محمد بن سالم الحارثي تخصصي أول بحوث ودراسات بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم.

أمَّا لجنة التحكيم النهائي لمجال الخط العربي؛ فضمَّت كلًّا من: الدكتور يحيى فرغل أستاذ علوم لغوية بجامعة عين شمس، والدكتور محمد شقرون أستاذ الحضارة بكلية العلوم الإنسانية بالجمهورية التونسية، والعوض مصطفى مدرس تربية فنية وفنون الخط العربي من جمهورية السودان.

وضمَّت لجنة التحكيم النهائي لمجال أدب الطفل كلًّا من: الأستاذ الدكتور أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي والأدب المقارن بجامعة القاهرة بجمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور خالد ميلاد أستاذ بكلية الآداب والفنون بجامعة منوبا بالجمهورية التونسية، وعزيزة بنت عبدالله الطائية المشرفة العامة لمادة اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم.

مناخ ثقافي ومعرفي مشرف

وقال سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم: إنَّ "جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب استطاعت منذ انطلاقتها في العام 2012 حجز مقعد المراقب الجيد للمشهد الثقافي العربي باستحقاق؛ فأرقام الأعمال المقدمة للمنافسة تزداد مع كل دورة؛ مما يجعلني أقول مطمئناً إنها تسير بخطى ثابتة نحو إيجاد مناخ ثقافي ومعرفي مشرف لنا كعمانيين، وهذا هو مسعى اهتمام ورعاية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- صاحب فكرة ورعاية هذه الجائزة والداعم الأول للمثقفين والفنانين والأدباء.

وأكد في كلمة له نشرها ملحق أعده المركز بمناسبة الاحتفال بتسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، أنَّ هذه الجائزة انطلقت من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بالإنجاز الفكري والمعرفي؛ فهي جاءت تأكيداً على الدور التاريخي للسلطنة في تشكيل الوعي الجمعي الثقافي المحلي والدولي عبر إتاحة الفرصة لصناع المشهد الثقافي العماني والعربي -للتنافس على شرف الجائزة- مُوجدة بذلك حراكاً تطوريًّا للمشهد الثقافي العماني والعربي، خصوصاً وأن الجائزة المرصودة قادرة على تحفيز همم من يصنعون ذلك المشهد.

كما أكَّد أنَّ "الثقافة هي القوة الناعمة التي تعتمد عليها الدول في محاربة أشكال التطرف فهي الذراع الأكبر والدرع الصلب الذي يحتمي خلفه عقل الإنسان عندما يستشعر المجتمع أنه بحاجة إلى جرعات من الاطمئنان على سلامته؛ مما يجعل ممن يناط إليه مهمة تشكيل تلك الثقافة أمام مسؤولية كبيرة خصوصاً في ظل ما تشهده المنطقة من حالة طالت حتى الثقافة، ونحن هنا نؤكد على أهمية بث روح السلام وحالة التفاهم والتسامح؛ فهذا ما عوَّدنا عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- المؤكد على تلك القيم، والتي بالتأكيد تأتي الثقافة والوعي المتشكل عنها في الخطوط الأولى الأمامية كمحارب للتطرف".

وأضاف بأن "الإنسان هو محور التنمية والاهتمام في عمان، والتحدي الحقيقي الذي أمامه هو المحافظة على ما حققه في مسيرته التي قادها باني عمان -رعاه الله- ومن تلك المكاسب ما علمه وعرفه وما قوى ملكته ليرقى وينتج لينطلق إلى آفاق أرحب ومستقبل أفضل، وهذه الجائزة ما هي إلا إسهام في حركة الإنسان العماني الفكرية والعلمية حتى تكون للجيل الصاعد بيئة تتراكم فيها معرفته، ويشعر أيضا بإسهاماته الحضارية في الارتقاء بالوجدان الإنساني، وتأكيداً على مساهمة عُمان في رفد إرث الماضي والحاضر والمستقبل الإنساني؛ فمن الإنسان أولا وإلى الإنسان أولا".

تقدير الإبداع

ومن جانب آخر، قال مَعَالي عزالدين ميهوبي وزير الثقافة الجزائري: إنَّ تأسيس جوائز تقديرية للعمل الثقافي الإبداعي هو سُنَّة حميدة تشكل فيها جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب علامة مضيئة؛ وذلك لما لها من انعكاسات إيجابية جدًّا على تنمية روح المنافسة في الوسط الثقافي، ومن ثم إعطاء دفع قوية لحركة الإبداع في شتى مناحي الفن والإنتاج الفكري والإبداعي، كما أنها في كل الأحوال حافز مهم لمزيد من التألق والإبداع.

وأشار إلى أنَّ الوزارات والهيئات التي تعنى بالثقافة في الوطن العربي لها بكل تأكيد المسؤولية الكبرى في دعم وتشجيع الحركة الثقافية من خلال وضع آليات قانونية ومؤسساتية تساعد المثقف على الإبداع والابتكار وتفتح فضاءات ثقافية لأفراد المجتمع كي يعبروا فيها ومن خلالها عنه موروثهم الثقافي والحضاري ومكونات شخصيتهم، وكذا طموحاتهم وتفاعلاتهم مع حركة الإبداع العالمية.

وأضاف بأنَّ هذا الدعم يتجلَّى من خلال تشجيع إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية في ميادين الفن والأدب والمسرح والسينما والفنون التشكيلية، وعقد الندوات الأدبية والعلمية على مدار السنة، وهذا المجهود كله يصب في الرفع من الحس الثقافي للمواطن العربي وتمكينه من إثبات ذاته والاعتزاز بانتمائه الحضاري وهويته العربية.

وأكد معاليه أنَّ المجتمع هو من ينتج الثقافة؛ فيكُون دور الوزارات تأمين شروط النجاح والإشعاع.. مشيرا إلى أنَّ المنطقة العربية تشهد اليوم احتقانا وأحداثا مؤلمة تهدد كيانها، وذلك نتيجة انتشار ثقافة التشدد ونكران الآخر والابتعاد عن مبادئ الوسطية والتعايش التي كانت وما زالت صمام الأمان لمجتمعاتنا العربية.

وقال وزير الثقافة الجزائري إن للثقافة العربية تراكمات أدبية ومعرفية أنارت بها مسار الإنسانية عبر العصور، وهي قادرة اليوم -بفضل مثقفيها النيرين- على رفع التحديات التي يواجهها المجتمع العربي، من خلال نشر ثقافة التسامح والانفتاح والقدرة على العيش سويا على اختلاف معتقداتنا في أمن وسلام كما كان أسلافنا.

وحول فكرة الاستثمار في الثقافة، قال: "إن الثقافة في وقتنا الحاضر أصبحت محركا اقتصاديا مهما في جميع دول العالم إذ أضحى هذا القطاع منتجا للثروة و مشغلاً للعمالة، ونظرا لتنوع مشاريع هذا القطاع وتكاليفه الباهظة أصبح من المفيد اشراك القطاع الخاص في هذا المجال لترقيته أكثر فأكثر بشرط أن تحتفظ الدولة بحق ضمان الخدمة العمومية الثقافية، إضافة إلى أنَّ انفتاح الثقافة على القطاع الخاص والمجتمع المدني هو مطلب ديمقراطي يعطي القطاع دفعا أكبر على مستوى الإبداع والتنافس، ويخفض من الأعباء المالية للدول العربية التي تواجه تحديات كبرى في مجال التنمية".

دعم الثقافة والأدب

وتهدفُ جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية؛ باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني، والإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري وفتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد وتكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، إضافة إلى تأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية.

تعليق عبر الفيس بوك