شباب: للمكفوفين أيضا شروط في شريكة وشريك الحياة.. جمال الصوت والمستوى التعليمي في الصدارة

◄ الفارسي: الرحمة والمودة عوامل مشتركة يبحث عنها الشاب الكفيف والمبصر

◄ العمري: هناك كثير من الصعوبات تتعلق بثقافة المجتمع عند الإقبال على خطوة الزواج

◄ الغفلي: كثير من المكفوفين حاصلين على درجات علمية عالية دون فرص مناسبة في الارتباط

مسقط - رضا الحضرمي

قال عددٌ من الشباب والمكفوفين إن اختيار فاقد البصر لشريكة حياته أمر بالغ الصعوبة، ويتوقف على كثير من المعايير، وليس كما يعتقد البعض من أن فقدان البصر يقلل من الشروط الواجب توافرها في شريكة الحياة، أو شريك الحياة بطبيعة الحال. وأوضحوا أنه حتى إذا جاء عامل الجمال في مرتبة تالية، يبقى جمال الصوت وتمتع الشريك بثقافة ووعي وقدرة على التحمل والعطاء في المراتب الأولى. وناشدوا الجمعيات والجهات المعنية العمل على تنظيم دورات ومحاضرات للتوعية باحتياجات وتحديات فئة المكفوفين في ذلك المجال.

وقال راشد الفارسي: إنَّ الكفيف حاله كحال أي شخص يضع اشتراطات معينة في فتاة أحلامه، لكن لا يركز على الجمال في المقام الأول؛ فهناك أمور عديدة يركز عليها الكفيف؛ من أهمها: طيبة القلب فيمن يرغب باختيارها؛ لأن الرجل بشكل خاص والكفيف بشكل عام ينشد طيبة القلب والرحمة المتبادلة بين الزوجة والزوج، أما الجمال فيأتي ثانيا، كذلك جمال الصوت لأن الكفيف سماعي في الأساس، فيعشق المرأة التي تمتلك صوتا جميلا، ليس بالضرورة يكون صوتا رقيقا لكن فيه جمال وعذوبة. وأكد أنور عوض أنه لا يختلف الكفيف عن غيره من الرجال في اختيار شريكة حياته، إلا أنه تركيزه يكون على السلوك وأسلوب الحديث وحسن وجمال الصوت.

تناسب المستوى التعليمي

وقال علي العمري: إنَّ الكفيف مثل أي شاب يطمح للارتباط بالفتاة التي يحلم بها، والتي تتناسب مع مستواه التعليمي، لكن دائما ما تواجهنا صعوبات كبيرة عند رغبتنا بالزواج، وأكثرها تتعلق بثقافة المجتمع، والنظرة القاصرة للكفيف، لذلك تجد بعض المكفوفين يرتبطون بأي فتاة حتى لو كانت هناك فروقات كبيرة بينهم، كالسن أو المستوى التعليمي. وأشار إلى قول بشار بن بُرد: يا قومي أذني لبعض الحي عاشقةٌ والأذنُ تعشَقُ قبلَ العين أحيانا. وقالوا بمن لا ترى تهذِي؟ فقلت لهم الأذنُ كالعين توَفِّي القلبَ ما كانا.. ففي البيت الأول يصرح لنا بشار بأن الأذن قد تقود صاحبها وتجذبه للعشق قبل عينه أو بدلا منها، فكما أن للوجه علامات عند الابتسام والتجهم والعُبوس والمرح والخجل والتمرد، فإن لصوت الإنسان خصائص تميزه عند أي من تلك المشاعر أيضا، فيستشعر الكفيف بانفراج الشفتين عند الابتسام وبحة الصوت عند الخجل وضم الأسنان عند العبَس وسرعة الكلام وكثرته عند المرح والسرور وقلة الكلام وحدّته عند التجهم والغضب وبطء الكلام وتقطعه عند التأمل والتفكير وما إلى ذلك. أما البيت الثاني، فيلخص لنا حوارًا دار بين عامة القوم وبين الشاعر الكفيف، فلما تعجب منه قومه ورموه بالهذي عندما أضحى يصرح بعشقه، ثبت لنا أن مضمون الثقافة الإنسانية هنا وهناك لا يكاد يقنع بأن للكفيف حسًّا مرهفًا، وأن له قدرة كبيرة على الحب وجذب المحبوب، فقولهم "لا ترى" و"تهذي" يربط بين الرؤية والحب، فمن رأى أحب، ومن لم يرَ هذه! وهو قانون خاطئ، لأن "الأذن تعشق قبل العين أحيانا" فكم من ناظر لا يحب بقدر ما يبغض، وكم من سامع أحب قبل أن يرى.

وقد يواجه الكفيف صعوبة في حال كانت لديه شهادات متدنية في المستوى التعليمي؛ لأنَّ المجتمع ربما ينظر لهذا على أنه أصابه العمى مرتين، ولا شك أن من حصل على شهادة جامعية ربما يكون له النصيب الأوفر إلى حدما؛ لأنَّ مشكلة الزواج مشكلة عامة، ولكن ربما الشهادة والتميز تكون شافعة له. وقال علي العمري: أعتقد أنَّ المستوى التعليمي له دور كبير في تقبل الأهل لفكرة الزواج من أساسها؛ لأنَّ الشخص المثقف الواعي سيكون قادر على تخطي الصعوبات، وإثبات عدم صحة الاعتقادات السائدة لدينا.

وقال محمد الغفلي: إنَّ المشكلة ليست في المستوى التعليمي، ولكنها تكمن في مدى قناعات الأسر في القبول.. هناك ممن المكفوفين حاصلين على درجات علمية عالية، إلا أنهم يواجهون رفض بعض الأسر دون ما أي سبب.

وقال فيصل الكهوجي: إنَّ الشهادة الجامعية إحدى الحوافز التي تعطي الكفيف الأولوية على الكفيف غير الجامعي في فرصة زواجه، ولكن بشكل عام توجد أفضلية بسيطة للكفيف الجامعي على غيره، ولكنه لا تعطيه الأفضلية على غير المكفوفين حتى لو لم يكونوا جامعيين؛ فالعبرة في رفض الكفيف من قبل أسرة الفتاة المتقدم إليها، والذي غالبا يكون بسبب كف البصر بغض النظر عن مستواه التعليمي، والشواهد كثيرة للكثير من المكفوفين.

مراعاة المجتمع

وكم من كفيف تزوَّج من يُحب أو من اختارها قلبه الإجابة عن هذا التساءل من خلال وجهة نظري هم قلائل؛ وذلك بسبب عدم تقبل المجتمع للكفيف، فكم من كفيف أحب وعشق، ولكن قوبل ذلك الحب بالرفض من قبل الأهالي بداعي أنه كفيف وهم يطمحون لتزويج ابنتهم من رجل سوي، ظنا منهم أنَّ الكفيف لا يصلح للزواج؛ لذلك قال علي العمري: نلاحظ غياب مثل هذه المواضيع عن وسائل الإعلام.. ربما يعود السبب إلى حساسية الموضوع اجتماعيا، رغم انتشاره.. فالكفيف يعاني أشد المعاناة عند البحث عن فتاة أحلامه.

وقال فيصل الكهوجي إنه من الجيد مناقشة الأمر بعد أن ظل لسنوات مجرد طرحه أمر مستهجن، أما عن الفائدة من الطرح، فهو جانب توعوي وقد يتم مناقشة بعض المقترحات والحلول التي يمكن تنفيذها لكسر حاجز الزواج عند بعض الأسر، والذي يكون أحد طرفاه من ذوي الإعاقة وشخصيا لا أفضل طرح الموضوع بشكل غير منظم أو دون وجود حدود ومعايير علمية وإجتماعية للطرح؛ فبعض البرامج قد تستخدم هذا الموضوع للفرقعات الإعلامية وليس لمناقشة الموضوع فعليا. والزواج في نهاية الأمر هو قسمة ونصيب من الله تعالى؛ سواء كان للكفيف أو المبصر؛ فيجب على الكفيف أن يُؤمن بأنَّ هذا الأمر مرجعه إلى الله تعالى، ومع هذا الأخذ بالأسباب واجب ومطلوب من الكفيف؛ سواء كان ذكرا أو أنثى، وقد ذكرنا سابقا الكثير من الأسباب التي تساعد وتُعين الكفيف في الحصول على فتاة أحلامه.

تعليق عبر الفيس بوك