أهالي الخابورة يعبرون عن قلقهم بشأن ظاهرة نفوق الدلافين على شواطئ الولاية

ناشدوا وزارتي "الزراعة" و"البيئة" تنظيف الشواطئ المتأثرة حفاظا على صحة المواطنين

الرُّؤية - خالد الخوالدي

عبَّر عددٌ من أهالي الخابورة عن قلقهم بشأن ظاهرة نفوق أعداد كبيرة من الدلافين على شواطئ الولاية، مؤخرا.. وتساءلوا عن الأسباب البيئية التي ساهمتْ في انتشار هذه الظاهرة خصوصا على شواطئ الولاية، وناشدوا الجهات المعنية العمل على رصد أسباب تلك الظاهرة ومعالجة أسبابها؛ حفاظا على الحياة البحرية بالولاية ومختلف شواطئ السلطنة.

وقال خليفة بن مبارك البلوشي إنه من المعلوم أنَّ الدلافين من الكائنات البحرية الصديقة للإنسان، وهي تشكل بيئة بحرية مميزة؛ لذلك يجب علينا جميعا المحافظة عليها.. واعتبر نفوقها على شاطئ ولاية الخابورة في الآونة الأخيرة كارثة تستوجب الانتباه لخطورتها. وأضاف البلوشي بأنَّ نفوق مثل هذا النوع من الثدييات بشكل جماعي له عدة أسباب؛ أذكر منها: نقص الأوكسجين خلال فترة المد الأحمر، وبقع الزيت التي تخلفها السفن العابرة مما يسبب اختناقَ الكثير من الأسماك ونفوقها على الشواطئ، إلى جانب ظاهرة ما يسمى "الانتحار الجماعي للدلافين" حيث تندفع أسراب منها نحو اليابسة ولا تستطيع العودة إلى البحر مرة أخرى، فضلا عن عمليات التحويط من قبل الصيادين بشباك لا تفرق بين الأسماك الصغيرة أو الكبيرة وباقي الكائنات البحرية المسموح والمحظور صيدها.

وقال خليفة البلوشي إنَّه من الناحية الصحية، فإنَّ جميع الكائنات البحرية النافقة تشكل خطرا على البيئة وعلى صحة الإنسان بسبب انبعاث الروائح الكريهة؛ لذلك نطالب جهات الاختصاص -وفي مقدمتها البلديات- القيام بالعمل اللازم لحماية صحة مرتادي الشواطئ من مخاطر التلوث البيئي، ولأجل المحافظة على هذا النوع من الثدييات البحرية...وغيرها من الأسماك المحظور صيدها، ونناشد المعنيين بوزارة الزراعة والثروة السمكية التدخل السريع ووضع التشريعات والضوابط والقوانين الرادعة للحد من كارثة نفوق الدلافين...وغيرها من الأسماك على شواطئ السلطنة.

وقال أحمد بن سعيد القطيطي: إنَّ ظاهرة نفوق الدلافين انتشرت على سواحل الخابورة، خصوصا في ظل إصرار البعض على ارتكاب مخالفات تضر بالبيئة البحرية، فضلا عن إهمال المسؤولين عن تنظيف الشواطئ؛ مما تسبب في انتشار الروائح الكريهة. وأرجع نفوق الدلافين بالمنطقة إلى ظاهرة المد الأحمر وهي عبارة عن وجود نوع من الطحالب الحمراء تظهر على شواطئ السلطنة وتمتص الأكسجين من المياه، ومن ثم ينقص عن المعدل الطبيعي؛ مما يؤدي لنفوق كثير من الكائنات، لكنَّ العتب على بعض الصيادين وجشعهم من خلال تطويق الدلافين بشباك الصيد، مُسبِّبين نفوقها؛ مما يؤدي للتأثير على البيئة البحرية وصحة الإنسان على حد سواء. لافتا إلى تأثير تلك الظاهرة وانتشار الروائح الكريهة على الحركة السياحية بالمنطقة.

وأضاف القطيطي بأنَّ وزارة الزراعة أنشأت مراكز بحث وأجهزة رادار لرصد هذه الحالات مبكرا؛ وبالتالي عليها التسريع في إيجاد الحلول، كما تقع عليها المسؤولية في حماية المواطنين من تلك الروائح الضارة.

وقال قيس بن سالم الصالحي إن الدلافين من أظرف الكائنات البحرية وأمتعها، وهي تثير اهتمام الكبار والصغار بحركاتها وتصرفاتها المذهلة والذكية، وتعد الدلافين من الكائنات البحرية الاجتماعية حيث تعيش في جماعات من 10 الى 12 دولفين من أجل الحماية وتوفير الغذاء لبعضها البعض. ولقد صدمتنا الصور التي انتشرت مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنفوق عدد من الدلافين على سواحل ولاية الخابورة؛ مما أثار دهشة الجميع ودفعهم للتساؤل عن سبب نفوقها على الساحل، وأعتقد أن نفوقها راجع إلى عدة عوامل؛ منها: العوامل الطبيعية والمتمثلة في التغيرات الفيزيائية لخصائص مياه البحر من خلال ظاهرة المد الأحمر، ونقص الأكسجين في مياه البحر والمتغيرات المفاجئة لدرجات الحرارة في مياه البحر والمتغيرات المناخية الأخرى، كما أنَّ شباك الصيادين هي أحد الأسباب التي تؤدي إلى نفوق الدلافين على الساحل.

وقال قيس بن سالم الصالحي عن الناحية الصحية والبيئية إن الرائحة الكريهة التي تنبعث من الدلافين النافقة دون تدخل الجهات الرسمية تؤدي إلى انتشار الأمراض، وعن دور الجهات المعنية والمختصة لا أدري إن كانت وزارة الزراعة والثروة السمكية هي المسؤولة مباشرة عن هذا الأمر، أو أن وزارة البيئة والشؤون المناخية هي المسؤولة، وفي كل الأحوال تبقى المسؤولية مشتركة بين الجهتين؛ لذلك نرجو من الجهتين التعاون والإسراع في مواجهة هذه الظواهر الضارة تفاديا لانتشار أمراض أو مشاكل صحية وبيئية جراء هذه الظاهرة.

وقال عبدالله بن خليفة الحوسني: إنَّ الدلافين من عوامل الجذب السياحي في عدد من الولايات خاصة في محافظة مسندم، ويجب على وزارتي البلديات والبيئة أن تحرصا على نظافة الشواطئ المتأثرة بهذه الحيوانات النافقة حفاظا على سلامة المواطنين.

تعليق عبر الفيس بوك