المرأة العمانية.. إنجازات تستلهم روح النهضة

بلقيس الخابورية

أبارك لأختي العمانية وتحديدًا الجيل الحالي إنجازاتهنّ العظيمة، على الرغم من أني ألاحظ أنّ مجاهدات وإنجازات المرأة العمانية في الماضي لم تجد حظها من تسليط الضوء كما هو الحال الآن من تقدير للمرأة العمانية في الحاضر، وهنا يجب أن تكون لنا وقفة وأن ننفض غبار النسيان والسهو عن مشاهد أمهاتنا العظام اللواتي كان لهن القدح المعلى في بناء الوطن والمحافظة عليه بوصفها شريكة لأسلافنا الذين شادوا عمان ونهضتها.

تحظى المرأة في الوقت الراهن بكافة التسهيلات والموارد التي تحق لها أن تتخيلها، وعليه فأنّه باستطاعتها أن تفعل الكثير بخلاف المرأة العمانيّة التي عاصرت فترة السبعينيات ومطلع الثمانينيات، عندما كانت الموارد محدودة والإمكانيات شحيحة فذلك وقت كنت أعيش مجمل تفاصيله.. كانت تعتريه صعوبات كثيرة، وتيّارات عكسية، ورغم ذلك فقد سعت تلك المرأة جاهدة ومتسلحة بالصبر والعزيمة لأجل تحقيق الأمل المنشود، والمساهمة في رفع مكانة السلطنة وتربعها ضمن مراقي الدول المتطورة،.

ومهما بلغت تضحيات المرأة في الوقت الراهن فإنها لن تعادل ما قدمته المرأة العمانية في السنوات الأولى من عمر النهضة المباركة، وبالطبع هذا لايقلل أو يقدح في ما تقدمه المرأة العمانية اليوم من مساهمات وإنجازات، ساعدتها على تحقيقها تطورات العصر والحياة المعلومات..

واستطيع القول إنّ تضحيات المرأة العمانيّة في الماضي التليد مهّدت الطريق أمام أنجازات المرأة العمانية لتنخرط في درب الريادة والتطور بلا أدنى عوائق أو صعوبات، ولي كل الفخر في أن أكون إحدى أولئك النسوة المكافحات واللاتي يُعتبرن دعائم حقيقية ارتكز عليها مستقبل البلد وتطوره.

إنني كنت خير شاهدة على تضحيات المرأة العمانية في الماضي التليد، حيث إنّ هذا ليس منكن ببعيد يا أخواتي العمانيات، فقد كنت بداية عصر النهضة العمانية المباركة المرأة العمانية الوحيدة في وحدة قسم بديوان عام وزارة التربية والتعليم، وحملت على عاتقي مسؤوليات رسمية عظيمة بالإضافة إلى التزاماتي الأسرية، وكان يجب عليّ حينها تربية ورعاية طفلتي التي كانت تبلغ من العمر أربعة أعوام فقط، ومن دون أي مساعدة منزلية، ومن دون أية مدرسة أو رياض أطفال، وفي نهاية المطاف كان علي أن أترك ابنتي خارج سلطنة عمان لتحظى برعاية والدي، وقررت أن أعود إلى أرض الوطن الغالي عمان بعد فترة دراستي بالخارج، وعوضا عن الذهاب إلى دولة الكويت، التي كانت حينها تقدم عروض عمل ممتازة ومغرية للعوائل العربية وأطفالها، ناهيك عن أنّ مهنة التدريس في المدارس الحكوميّة هناك تقدم تسهيلات واهتمام بالأطفال الصغار بالإضافة إلى أن مهام ومسؤوليات أقل كانت في انتظاري، وإن كنا لا نسمع بمثل هكذا تضحيات اليوم.

ينبغي تسليط الضوء على هذه الحقائق التاريخيّة الفريدة والقيمة والحفاظ عليها، بحيث يتمكّن العمانيون اليوم، وفي المستقبل من التعرّف عليها وتقدير الجهود المبذولة من القيادة الحكيمة وأمهاتنا الماجدات في مسيرة بناء الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك