السعودية تشكل تحالفا عسكريا من 34 دولة للتصدي للإرهاب بالتنسيق مع الدول الكبرى

أمريكا ترحب بالتحالف وولي العهد السعودي يؤكد أن المواجهات لن تقتصر على "داعش"

الرياض - الوكالات

قالتْ الولايات المتحدة إنَّ التحالف الإسلامي المناهض للإرهاب -الذي أعلنت عنه السعودية، أمس- يتماشى مع دعوات واشنطن لاضطلاع الدول السنية بدور أكبر في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للصحفيين في إنجيرليك بتركيا -ردا على سؤال بشأن المبادرة التي أعلنتها السعودية؟- "نتطلع إلى معرفة المزيد عما يدور في ذهن السعودية بخصوص هذا التحالف." وأضاف: "لكنه يتماشى بشكل عام على ما يبدو مع ما نحث عليه منذ فترة وهو اضطلاع الدول العربية السنية بدور أكبر في حملة محاربة داعش."

ومن جانبه، قال الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع: إنَّ التحالف الإسلامي العسكري الجديد الذي شكلته المملكة ويضم 34 دولة سيتصدى لأي منظمة إرهابية وسينسق مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية.

وقال في مؤتمر صحفي بالعاصمة السعودية الرياض: "سيكون هناك تنسيق دولي مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم لهذا العمل." وردا على سؤال عما إذا كان التحالف الجديد سيتصدى لتنظيم الدولة الإسلامية فحسب؟ قال وزير الدفاع: "لا، لأي منظمة إرهابية تظهر أمامنا... سوف نعمل ونتخذ إجراءات لمحاربتها".

وقال بيان مشترك نشرته وكالة الأنباء السعودية إنَّ المملكة العربية السعودية أعلنت أمس تشكيل تحالف إسلامي عسكري من 34 دولة لمحاربة الإرهاب. وقال البيان: "قررت الدول الواردة أسماؤها في هذا البيان تشكيل تحالف عسكري لمحاربة الإرهاب بقيادة المملكة العربية السعودية وأن يتم في مدينة الرياض تأسيس مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود".

وأورد البيان قائمة لدول عربية مثل مصر وقطر والإمارات العربية المتحدة، علاوة على دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وباكستان ودول خليجية وإفريقية.

وذكر البيان أن التحالف تشكل "انطلاقاً من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره والقضاء على أهدافه ومسبباته وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة أيا كان مذهبها وتسميتها والتي تعيث في الأرض قتلاً وفساداً وتهدف إلى ترويع الآمنين".

لكن إيران منافسة السعودية الرئيسية على النفوذ في العالم العربي غابت عن قائمة الدول المشاركة في التحالف، فيما تحتدم الصراعات بالوكالة بين القوتين الإقليميتين من سوريا إلى اليمن. وباتت الولايات المتحدة تتحدث بشكل علني على نحو متزايد عن رأيها بأن دول الخليج يجب أن تفعل المزيد لمساعدة الحملة العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في كل من العراق وسوريا.

وفي مؤتمر صحفي نادر، قال ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان (30 عاما) للصحفيين، أمس، إنَّ التحالف الإسلامي العسكري الجديد سينسق الجهود لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا وليبيا ومصر وأفغانستان لكنه لم يقدم مؤشرات تذكر على كيفية مضي الجهود العسكرية.

وقال الأمير محمد بن سلمان في العاصمة السعودية الرياض دون أن يقدم تفاصيل: "بلا شك سيكون هناك تنسيق دولي مع جميع المنظمات الدولية ومع الدول المهمة في العالم لهذا العمل... بخصوص العمليات في سوريا والعراق لا نستطيع القيام بالعمليات هذه إلا بالتنسيق مع الشرعية في هذا المكان والمجتمع الدولي".

وتخوض السعودية وجيرانها من دول الخليج حربا منذ تسعة أشهر على الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن من خلال شن مئات الغارات الجوية هناك. وبعد زيادة هجمات تنظيم الدولة الإسلامية على أهداف غربية في الأشهر الأخيرة، قالت الولايات المتحدة على نحو متزايد إنها تعتقد أن قوة النيران من الأفضل أن تستخدم ضد الدولة الإسلامية.

وفي حين كان من المقرر أن يبدأ وقف لإطلاق النار في اليمن أمس بالتزامن مع محادثات سلام بدعم من الأمم المتحدة، ربما يشير إعلان الرياض إلى رغبة في تحويل الانتباه للصراعات إلى الشمال من حدودها. وتعهدت الدولة الإسلامية بالإطاحة بحكام الخليج ونفذت سلسلة هجمات على مساجد للشيعة وقوات الأمن في الكويت والسعودية.

تعليق عبر الفيس بوك