اشتباكات عنيفة في منطقة ذات غالبية إسلامية خلال الاستفتاء على الدستور بإفريقيا الوسطى

بانجي - الوكالات

قال شهودُ عيان إنَّ اشتباكات عنيفة اندلعت في منطقة أغلب سكانها من المسلمين بمدينة بانجي عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، أمس، في الوقت الذي توجه فيه الناخبون إلى مراكز الاقتراع للادلاء بأصواتهم في استفتاء دستوري يعتبر ضروريا لإعادة الاستقرار.

وسُمِع دوي أعيرة نارية وقذائف صاروخية في حي بي كيه5 بعد وقت قصير من وصول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة لحماية موظفي الاستفتاء والسكان الذين مُنعوا من الإدلاء بأصواتهم.. ودعت الرئيسة الانتقالية في أفريقيا الوسطى، كاثرين سامبا بانزا، أمس، مواطنيها إلى التصويت بـ"كثافة" في الاستفتاء حول الدستور الجديد الذي يجري في كامل أرجاء البلاد.

وقالت سامبا -في تصريح لوسائل الإعلام، إثر مشاركتها في عملية التصويت، بالدائرة السابعة من العاصمة بانغي: "أعطيتك مثالا، أنت شعب أفريقيا الوسطى، من أجل أن تنهض وتقوم بأداء واجبك، عبر التصويت بكثافة لصالح دستور بلادنا".

ودعا رئيس وزراء إفريقيا الوسطى محمد كامون -في تصريح للأناضول- سكان بلاده إلى التغلّب على "مخاوفهم"، والتوجّه إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء حول الدستور الجديد، قائلاً: "أدعو جميع سكان أفريقيا الوسطى ممن لا زال الخوف يتملّكهم، إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع، لأنّ الحكومة اتّخذت جميع التدابير اللازمة لضمان سلامتهم". ويأتي تصريح كامون في وقت بالكاد بدأت فيه عمليات التصويت بحي "الكيلومتر 5"، أكبر مجمّع للمسلمين في العاصمة، حيث منعت "مجموعات مسلّحة" نشر معدّات التصويت، بحسب شهادات متطابقة.

وفي تصريح للأناضول، قال محمد موسى دافان أحد القادة السابقين لتحالف "سيليكا" (ائتلاف سياسي وعسكري ذي أغلبية مسلمة): "وصلت إلى حي الكيلومتر 5 لحثّ وتشجيع السكان على الذهاب للتصويت، غير أنّ سيارتي تعرّضت لهجوم من قبل مجموعات مسلّحة، كانت تطوّق مركزي الاقتراع بالحيّ". ولم يقدم إيضاحات بخصوص هوية "المجموعات المسلحة" التي تحدّث عنها.

ومن جهتهم، نظّم المئات من سكان حي "الكيلومتر 5"، من المسلمين والمسيحيين أمس، مسيرة وصلت إلى حدود مقر قوات البعثة الأممية في بانغي "مينوسكا"، مطالبين بـ "تأمين حيّهم بما يسمح بإجراء الإقتراع"، بحسب ما صرّح به للأناضول، لازار بجادير، أحد المرشّحين عن الدائرة الثالثة بالمدينة، للانتخابات البرلمانية المنتظرة.

وعلى الصعيد الداخلي، فقد سجّلت اضطرابات خطيرة في مدينة "كاغا- باندورو"، شمالي البلاد، على خلفية رفض عناصر من تحالف "سيليكا" (ائتلاف سياسي وعسكري مسلم)، إجراء الإقتراع في المناطق الخاضعة لسيطرته.

وفي شهادات متفرقة لمراسل الأناضول، أفاد شهود عيان بالمدينة، أنّ عناصر من "الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى"، التابعة لتحالف "سيليكا"، قامت بتعطيل سير العملية الانتخابية، كما سبق وأن حذرت من إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاستفتاء الخاص بالدستور في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

ودُعي، أمس، 2 مليون ناخب في إفريقيا الوسطى إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء بشان الدستور الجديد للبلاد، فيما من المنتظر أن تجري المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 27 الشهر الجاري، والثانية في 31 يناير المقبل، لوضع حدّ للفترة الانتقالية التي تشهدها البلاد منذ مطلع العام الماضي.

وانحدرت إفريقيا الوسطى -الغنية بثروتها المعدنية- في مارس 2014، إلى دوامة عنف، وشهدت البلاد حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزيه، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّب بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.

تعليق عبر الفيس بوك