إستراتيجيَّات التعلم في تدريس العلوم وأثرها في تحفيز الطلاب

عزة البريديَّة

إنَّ تدريس العلوم من الحاجات الملحَّة في ظل هذا التقدم التكنولوجي؛ لذا لابد من الاهتمام بإستراتيجيات تدريس العلوم، والطرق المحفزة التي تعمل على تطوير أساليب التدريس؛ فعملية جذب الطلاب وتحفيزهم نحو المحتوى العلمي بطريقة مبدعة، تؤثر على فهم الطلاب، كما تعمل على ترسيخ المعلومات في أذهانهم لفترة أطول؛ لذا سأتناول في مقالي هذا بعض الإستراتيجيات التي تُساعد معلم العلوم على تطبيقها في حصصه. وقد ركَّزتُ على إستراتيجيات علمية في تدريس العلوم؛ وهي: إستراتيجية استخدام كاميرا ويب، وإستراتيجية استخدام دورة التعلم، وإستراتيجية استخدام الجدل العلمي، وإستراتيجية استخدام الأنفوجرافيك، وإستراتيجية استخدام النماذج العلمية.

إنَّ تنوُّع إستراتيجيات التعلم في تدريس العلوم يُؤدِّي إلى زيادة اكتساب مفاهيم علمية لدى الطلاب، وتُثير التفكير الناقد والدافعية نحو التعلم، وتعمل على جذب الطلاب وتحفيزهم نحو المحتوى العلمي. ومن هنا أتطرق لبعض إستراتيجيات التعلم.

1- إستراتيجية استخدام كاميرا ويب في تدريس العلوم:

إنَّ استخدامَ التكنولوجيا في تدريس العلوم من العوامل التحفيزية للطلاب في حصصهم؛ إذ يُمكن توجيه استكشافاتهم للصفات الحيوانية مثلاً؛ من خلال التعلم عن طريق كاميرا ويب حية تنقل البث المباشر لمجموعة من الحيوانات وطرح الأسئلة حول خصائصها للتوصل إلى النتائج، ومن ثم يطرح المعلم مجموعة من الأسئلة التي تثير تفكير الطلاب، وتساعدهم على الوصول إلى الحلول، وتسجيل ملاحظاتهم ليتم مناقشتها، وإعطاء تفسيرات لها، وتقييمها من قبل زملائهم، وهذه الطريقة في استخدام كاميرا ويب تتيح الفرصة للطلاب أن يكونوا كالعلماء، وأرى أن المعلم في حصص العلوم في مناهج سلطنة عمان يفتقر إلى استخدام هذه الطريقة، ويقتصر على استخدام مقاطع الفيديو الجاهزة والملحقة من مواقع الإنترنت دون النقل المباشر من بيئة الطالب.

2- إستراتيجية استخدام دورة التعلم في تدريس العلوم:

الكثيرُ من التنبؤات في بيئتنا قد تحتاج إلى أجهزة لمعرفة ما سيدور حولنا، وعلماء العلوم بحاجه إلى أجهزة استشعار متكاملة لها القدرة على رصد ما سيحدث، وقد لاحظ العلماء استيعاب الطلاب للمعرفة العلمية فقط غير كافٍ وحده، بل لابد من معلم العلوم يدربهم على كيفية التقصي العلمي، وتعلم مهارات العلم وعملياته، واستخدام المعرفة العلمية كالعلماء تماما، ومن خلال تطبيق التصميم الهندسي المستند على دورة التعلم الخمس بتنفيذ خطوات دورة التعلم القائمة على خمس خطوات.

ولاختبار صحة التنبؤات، فنحن بحاجة مثلا إلى جهاز استشعار يتنبأ بجنس السلاحف الذي يتأثر بحرارة ورطوبة الجو؛ إذ يقوم الطلاب بتطبيق عملية التصميم الهندسي، لإنشاء تصميم الدوائر التي يمكن استخدامها مع أجهزة استشعار لتحليل البيانات البيئية، ويأخذ الطلاب التصميم خطوة بخطوة لإيجاد الحلول الممكنة لهذه المشكلة. وقد تطرَّقت مناهج العلوم في سلطنة عمان لأنشطة تمكِّن مُعلِّم العلوم من استخدام إستراتيجية التصميم الهندسي؛ مثل: نشاط لماذا تهاجر السلاحف البحرية؟ في الصف الخامس، ونشاط الوصلة الثنائية الضوئية في الصف الثاني عشر.

3- إستراتيجية استخدام الجدل العلمي في تعليم العلوم:

تلعبُ الحجج دورا مهمًّا في البحث العلمي، وحدَّدت وثائق معايير العلوم الحجج كممارسة علمية تعتبر ضرورية للطلاب بعد الثانوية، ويبني الطلاب معارفهم العلمية من خلال تبرير وتقييم وتحدي لوجهات النظر حول القضايا العلمية والاجتماعية، وأرى أن الجدل العلمي نادر في الفصول الدراسية في العلوم، قد يكون ذلك لعدم تدريب الطلاب على استخدام الجدل العلمي بشكل حاسم، وقد يكون السبب هو المعلم نفسه والذي قد لا تكون لديه قدرة السيطرة على النقاشات الجدلية من جهة، أو ليست لديه المعرفة بكيفية ممارسة الجدل مع طلابه وأهدافه من جهة أخرى. والحوار الجدلي هو التوصُّل إلى اتفاق وتسوية الاختلافات في الرأي، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من مشاركة الطلاب في الحوار الجدلي، واستخدام إستراتيجيات التحدث لتقديم أفكار واضحة وتقديم الأدلة والتبرير عن أفكارهم، ومعرفة آراء الآخرين المشتركين معهم في الحوار الجدلي، وقدرة الطلاب على استخدام الحوار الجدلي هو شرطٌ مُسبق لأي نوع من الجدل. ومن ناحية أخرى، المشاركة بعُمْق مع المحتوى العلمي تتطلب أن يستخدم الطلاب المفاهيم والمبادئ العلمية لبناء الحجج. وقد قمتُ باستخدام الحوار الجدلي بشكل مبسَّط أثناء النقاشات مع طلاب الصف الرابع الأساسي حول مصادر الطاقة والبدائل لها ومدى جودتها من جميع الجوانب، وأيضا درس التغيرات الطبيعية والبشرية التي تؤثر على النظام البيئي مثل حدوث الأعاصير والفيضانات والبراكين وقطع الأشجار واستخدام المواد الكيميائية وتسربها للمياه الجوفية، ورمي نفايات النفط في البحار.

4- إستراتيجية استخدام الأنفوجرافيك في تدريس العلوم:

الأنفوجرافيك هو تحويل المعلومات والبيانات المعقدة إلى رسوم مصوَّرة، يسهُل على من يراها استيعابها دون الحاجة الى قراءة الكثير من المعلومات، ولها ميزات عديدة فهي تساعد الطلاب على تسهيل المعلومات، وتقديم المعلومات المعقدة بسرعة وبشكل واضح، ودمج الكلمات والرسومات للكشف عن المعلومات، والأنماط، والاتجاهات، ويمكن للطلاب استخدام برامج في الحاسوب مثل البوربوينت لتصميمها، وإدراج الأشكال البسيطة والصور المعبرة عن المعلومات بشكل حافز ومثير، وأرى تطبيق الأنفوجرافيك في حصص العلوم يكسب الطلاب مفاهيم علمية، ويمكن تطبيقه لطلاب الحلقة الأولى بما يتناسب مع قدراتهم العمرية وبصورة مبسطة، مثل دروس السلاسل الغذائية، حيث يبحث الطالب عن صور الحيوانات لسلسلة غذائية مثل سلسلة غذائية مائية ويقوم بترتيبها في برنامج البوربوينت ويربط بينها بأسهم من صورة المنتج نبات الطحالب حتى صورة سمكة القرش، ويكتب كلمات بسيطة معبرة لكل حيوان مائي، وكذلك دورات حياة الحشرات مثلا أو دورة حياة نمو النباتات وتصميمها بملصقات محفزة وسهلة كما في الصورة التالية توضح دورة نمو نبات الفاصولياء.

5- إستراتيجية استخدام النماذج العلمية في تدريس العلوم:

يُعتبر استخدامُ النماذج العلمية في حصص العلوم من الطرق المحفزة للطلاب، لا سيما إذا كانت هذه النماذج من تصميم الطالب نفسه؛ مما يؤدي إلى الابتكار وزيادة الفهم لديهم، والهدف من النماذج العلمية هو تصورات وجهات نظر مختلفة، وقد كان ينظر إلى النماذج كأدوات بحثية مولدة لشرح وتصور الظواهر الطبيعية، وهي تعبر عن أفكار للتواصل في حصص العلوم، وهناك مستويات مختلفة من الفهم التي تنعكس في الأغراض المفترضة للنماذج، يعمل النموذج على تطابق مظهر الكائنات المستهدفة، ولكنها لا تتوافق بدقة مع جميع خصائص الظواهر المستهدفة بدرجة كبيرة، وتعمل النماذج كتمثيل مجرد يفسر التنبؤات والظواهر العلمية. وقد قُمتُ بتدريس طلاب الصف الثالث وحدة متكاملة عن تصميم وبناء الانشاءات، وقام الطلاب بتصميم مئذنة مسجد، والأبراج وأنواع الجسور مستخدمين الورق المقوى واللاصق، وتصميم نماذج لأشكال هندسية مثل الهرم والمكعب مستخدمين أعواد الأسنان والصلصال للربط بين الأعواد، وشعر الطلاب بالثقة بالنفس والإثارة والتشويق.

تعليق عبر الفيس بوك