مطالب بتكثيف برامج الحفاظ على الفنون التراثية ودعم الفرق التي تمارسها في مختلف المحافظات

مواطنون يؤكّدون أهميّة الفنون الشعبية في التعبير عن الهويّة الوطنيّة

 

الهنائي: توعية الأجيال الجديدة بالتراث الفني لأجدادهم واجب وطني على الجهات المعنية

الكلباني: الفنون العُمانية تعكس الثراء والتنوع الحضاري للسلطنة والحفاظ عليها وتوثيقها ضرورة

العبري: الفنون التراثية تتراجع لقلة الدعم المخصص للفرق واختلاف الذوق العام للشباب

 

الرؤية- ناصر العبري

طالب عدد من المواطنين بتكثيف برامج الحفاظ على الفنون الشعبية باعتبارها المعبر الأول عن الهوية الوطنية. وقال عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الجانب إنّ على الجهات المعنيّة توجيه مزيد من الدعم إلى الفرق التراثيّة المتخصصة في عرض هذه الفنون في المهرجانات الشعبيّة والاحتفالات الوطنية، وإعانتها على الاستمرار في هذا النهج والعمل على نشر هذه الفنون بين الشباب والأجيال الجديدة.

وقال سلطان بن سليمان الهنائي إنّ الفنون الشعبية تعكس تراث الأوطان وتنقل عادات المجتمعات وتقاليدها بين مختلف المناطق معبرة عن آرائهم ومشاعرهم وعقائدهم الدينية وهي من أهم العوامل المؤثرة على ثقافة الأفراد، لذلك من الضرورى العمل على توعية الشباب بهذه الموروثات وتشجيعهم على الاحتفاظ بها لأنها تعبر عن الهوية الوطنية.

وقال عبد الرحمن بن عبدالله الكلباني إن الإنسان العماني ارتبط منذ القدم بجوانب ثقافية مختلفة، أتاحت له جانبا من بسط روح التعايش مع الآخر، ولعل الإرث الفني هو أحد الجوانب الثقافية الهامة التي ساهم من خلالها العمانيون في إثراء الفكر الإنساني، وبهذا الثراء استطاع الإنسان العُماني التخاطب مع الآخر من خلال إبداعاته في الفنون الشعبيّة التي تزخر بها السلطنة، وقد ساعد الموقع الجُغرافي المميز للسلطنة على ثراء الثقافة العُمانية وظهور البُعد الإنساني في المكون الثقافي محليا، حيث انفتحت عُمان على الثقافات المجاورة واستوعبت مفرداتها، إضافة إلى الثقافة العربية المتأصلة في الأراضي العُمانية منذ القدم. ولعل الفنون العُمانية
تعكس هذا الثراء والتنوع، وكما تتعلق الفنون الشعبية بالتراث العُماني الذي بدوره يتعلق بتاريخ الإنسان العُماني في تجارب ماضيه وحاضره وإطلالته على مستقبله، لكن للأسف الشديد نكاد لا نرى إلا القليل منه يعرض على الساحة، حيث يتخلى الكثير من الشباب عن تراثهم جراء انجرافهم نحو متطلبات العصر الحديث، وهنا تأتي أهمية التنبيه إلى قيمة الموروث وتقريبه إلى الشباب وواجبنا كعمانيين الحفاظ على هذه الفنون الشعبية، ويجب على الأجيال القادمة الاطلاع على تفاصيل هذا الموروث، حيث تكمن أهمية الفنون الشعبية في دورها في إظهار الهوية العمانية للمجتمعات كافة.

 

 

اختلاف الذوق العام

وقال عزان بن علي بن حمد العبري إن تراجع دور ونشاط الفرق الشعبية يرجع إلى سببين، أولهما اختلاف الذوق العام وعزوف الشباب عن ممارسة الفنون العمانية القديمة، والسبب الثاني عدم اهتمام الجهات المعنيّة بهذه الفنون الشعبية كما يجب، حتى أصبح الذوق العام يتجه إلى الفرق الدخيلة التي تضم فنانين تركوا فنون بلدهم واتجهوا لفنون بلدان أخرى فضلا عن استخدام الآلات الموسيقيّة الحديثة وهو ما ترك في أذهان الجيل الجديد انطباعًا بأنّ الفنون المستحدثة أفضل وأبقى من الفنون الشعبيّة الأصيلة. وأضاف أنّ الجهات التي تعنى بتوفير مظلة حماية الموروث والفنون الشعبية من الاندثار لا تنشط في تنظيم مسابقات تهتم بالفنون الشعبيّة الأصيلة، لذلك نناشد الشباب العماني الاهتمام بفنون آبائهم وأجدادهم والسير على خطاهم في الحفاظ على هذه الفنون الشعبيّة الأصيلة.

وأرجع حمدان بن محمد بن علي العبري سبب تراجع الفنون الشعبية إلى عدم التشجيع من قبل مؤسسات المجتمع والحكومة على المشاركة في المهرجانات الشعبية والترويج لجوائز تشجيعية للمشاركين وإبراز الثلاثة الأوائل للفرق المشاركة من كل ولاية ليكونوا نجوم الحاضر.

وقال إبراهيم بن علي الكلباني إنّ الفنون الشعبيّة موروث حضاري مرتبط بمكانة وطننا وقيمته، وهذا الموروث يميّزنا عن غيرنا من الدول، وهو جزء من عاداتنا وتقاليدنا فيجب المحافظة عليها وعلينا التكاتف لحمايتها من الاندثار.

وأضاف الكلباني أنّ من مسببات تراجع هذه الفنون الشعبية عدم اهتمام الأجيال الجديدة بتعلم هذه الفنون مما ساهم في قلة انتشار الفرق بالمحافظات حيث لا وجود لنشاط فعّال لإحيائها إلا في مناسبات الأعياد وما شابه ذلك لذا وجب مناشدة وزارة التراث لإعادة إحياء هذه الفنون من خلال تشكيل فرق متخصصة لها والوقوف إلى جانبها وصقلها.

 

فنون المناسبات الوطنية

وأوضح سامي بن مكتوم الغافري أن هذه الفنون من التراث العماني الأصيل وهي متعددة وتقام في المناسبات والأعياد الوطنية، ومن المحزن أنها بدأت تتراجع في بعض الولايات، رغم أنّ الفنون الشعبية رمز حضاري لبلادنا الغالية
ويجب الاهتمام بأن تعرض في مختلف المناسبات. ومن سوء الحظ أن قيمة ومكانة هذه الفنون الشعبية بدأت في التراجع لعدة أسباب، منها ظهور الفنون الجديدة التي بدأت تحل محل هذه الفنون فضلا عن عدم تفرغ الفرق المهتمة بهذه الفنون.

وأكّد الغافري أنّ في حال استمر الوضع على إهمال هذه الفنون فإننا نحطّم رمزًا وطنيًا عريقًا خلّفه أجدادنا، لذا يجب علينا التكاتف والتعاون من أجل إحياء هذه الفنون ونقلها إلى أبنائنا لكي تبقى هذه الفنون قائمة مدى الأزمان، ويمكننا الحفاظ على بقائِها من خلال إشراك أبنائنا في مثل هذه المناسبات الجميلة.

وأضاف سالم بن سليم العلوي أن السلطنة مهد الثقافات العربية الأصيلة المتنوعة والفنون الشعبية من أهم ما تشتهر به السلطنة منذ سالف الأزمان حيث كان أجدادنا يتغنون بها في حلهم وترحالهم وأثناء قيامهم بالأعمال الزراعية وبناء المنازل حتى يروحوا عن أنفسهم ولا يشعرون بالملل، وتتعدد تلك الفنون في مختلف محافظات وولايات السلطنة وتختلف في الألحان والكلمات لكنّها تبقى تراثًا وثقافة عمانيّة أصيلة، ولقد أولى جلالة السلطان المعظم اهتمامه الخاص بهذا الموروث الشعبي العماني، فترى الفنون الشعبية حاضرة في المعارض الدوليّة ومن ضمنها معرض اكسبو ميلان 2015 لتعريف العالم بالفنون الشعبية العمانية وكذلك في الرحلات البحرية التي تنظم من قبل الجهات الحكوميّة إلى دول العام المختلفة وكذلك تجدها حاضرة في جميع المهرجانات الوطنية بالعيد الوطني أو مهرجان صلالة السياحي ومهرجان مسقط وكذلك فضلا عن تدريسها في مناهج الدراسات الاجتماعيّة والفنون التشكيليّة والمهارات الموسيقيّة والحفلات المدرسيّة والشبابية سواء كانت فنون شعبية رجالية أو نسائية، لكن لا ننكر تراجعها نسبيًا على المستوى العام بسبب التأثر بفنون ثقافات أجنبية فضلا عن انجرار بعض الشباب وراءها وعزوف بعض الآباء عن ممارسة هذه الفنون في المناسبات والأعياد مما ترك أثرًا سلبيا لدى أبنائهم في هذا المجال.

تعليق عبر الفيس بوك