تناقش محاور الإدارة والتنمية وتعزيز الأمن الغذائي
مسقط - الرؤية
افتتحت صباح يوم أمس الإثنين بفندق جولدن توليب بولاية السيب بمحافظة مسقط فعاليات الحلقة الإقليمية للمنطقة العربية وشمال إفريقيا بشأن تنفيذ الخطوط التوجيهية الطوعية لتأمين المصائد السمكية الصغيرة المستدامة في سياق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر والذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) خلال الفترة من 7-10 من شهر ديسمبر الجاري.
وقد رعى حفل الافتتاح معالي الدكتور فؤاد بن جعفر بن محمد الساجواني وزير الزراعة والثروة السمكية، وبحضور سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية كما حضر الحفل أيضا عدد من أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى السلطنة من الدول المشاركة في فعاليات الحلقة وعدد من مدير العموم ومديري الدوائر بوزارة الزراعة والثروة السمكية ومسؤولي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).
وفي بداية حفل الافتتاح للحلقة ألقى الدكتور أحمد بن محمد المزروعي مدير عام تنمية الموارد السمكية بوزارة الزراعة والثروة السمكية كلمة الوزارة قال فيها : تتميز السلطنة بطول سواحلها التي تصل إلى 3165 كيلومترا وتمتاز بوفرة وتنوع مواردها السمكية وقطاع الثروة السمكية من أهم القطاعات الاقتصادية بعد النفط في السلطنة ومن ركائز التنمية الاقتصادية، ومهنة صيد الأسماك لها بعد حضاري وثقافي أما الأهمية الاستراتيجية للقطاع فتتركز في مساهمته بتحقيق الأمن الغذائي وتوفير أغذية بحرية عالية الجودة وفرص عمل للأيدي العاملة الوطنية .
وأضاف: أنّ المصائد السمكيّة الصغيرة يتعاظم دورها في توفير الغذاء وتحقيق الأمن الغذائي وفي رفاه مجتمعات الصيد الريفية على المستوى العالمي وهذه الحلقة جاءت بعد التوصيات الدوليّة والإقليميّة ومن ضمنها توصيات الدورتين التاسعة والعشرين والثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لوضع الخطوط التوجيهية للمصائد الصغيرة واستضافت السلطنة اجتماعًا تحضيريًا لذلك والسلطنة من الدول التي يقوم فيها قطاع الصيد على المصائد الصغيرة المتمثل في الصيد الحرفي والمناقشات التي سوف تجري هنا في الحلقة ستنعكس بشكل ايجابي على الدور الذي تقوم به السلطنة لتطوير قطاع الصيد الحرفي على المستوى المحلي وكذلك الاقليمي والدولي.
بعد ذلك ألقى سعادة الدكتور الزين مصطفى المزمل ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ( الفاو) بمكتب المنظمة في مسقط كلمة قال فيها:
إن قطاع المصائد السمكية الصغيرة قطاع متجذر في المجتمعات بمختلف أنحاء العالم وله تقاليده لدى الشعوب في المناطق الساحلية وله أهميته كمصدر للدخل وفي امداد الأسواق المحلية بالأسماك وتنتج المصائد الصغيرة ثلثي الإنتاج العالمي للأسماك ويعمل فيها 90% من صيادي العالم ويعوّل 100 مليون نسمة في المجتمعات الساحلية في العالم عليها. كما أنّ المصائد الصغيرة محرّك اقتصادي من واقع أنشطة الصيد والتسويق والتوزيع، والمرأة تساهم في أنشطة ما بعد الصيد لذا فإنّ الحلقة اليوم ستساهم في تحقيق الاستدامة في هذا القطاع وإثراء المناقشات العلمية عن الخطوط التوجيهية الطوعية لتأمين المصائد السمكية الصغيرة وتبادل الأفكار في عملية تشاورية لتطبيق مدونة الصيد الرشيد من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
بدوره قدم الدكتور عبد الله السرور رئيس هيئة مصائد أسماك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود كلمة قال فيها: هذه الحلقة الإقليميّة تكريس لأهداف مبادرة النمو الأزرق لتحقيق الأمن الغذائي والتي تدعمها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) ولأهميّة المصائد الصغيرة في توفير الغذاء حيث تساهم تلك المصائد في إمداد دول البحر الأبيض بنسبة كبيرة من الإنتاج وتوظيف عدد كبير من الصيادين ولتلك المصائد دور اجتماعي واقتصادي للدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وانسجامًا مع هذا الواقع تعمل دول البحر الأبيض المتوسط مع منظمة الفاو لوضع مقاربة للإستراتيجيات والخطط للمساهمة في تعزيز دور قطاع المصائد الصغيرة عبر التعاون والحوار العلمي المستمر ومواصلة العمل لتكثيف الجهود المنسقة لتطوير المصائد الصغيرة وتعظيم الناتج الاقتصادي منها والحد من تدهور البيئة ولأهميّة هذا الموضوع ستنظم هيئة مصائد أسماك البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود مؤتمر إقليمي بهذا الخصوص خلال الفترة القادمة في شهر مارس من العام المقبل 2016م.
بعدها قدّمت الدكتورة نيكول فرانز استشارية تخطيط سمكي بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة عرضًا مرئيًا عن واقع المصائد السمكية الصغيرة في العالم ومقدمة عن الخطوط التوجيهية الطوعية.
ومن ثمّ بدأت الحلقة الإقليميّة بأولى جلساتها العلميّة حيث تمّت مناقشة مواضيع: مقدّمة عن الخطوط التوجيهية الطوعيّة لتأمين المصائد السمكيّة الصغيرة المُستدامة والجهود التي بذلتها دول المنطقة العربية وشمال إفريقيا لتطوير المصائد الصغيرة وجرى استعراض تجارب دول شبه الجزيرة العربية ودول شمال إفريقيا في تطوير المصائد الصغيرة.
وسوف تتواصل صباح اليوم الثلاثاء فعاليات الحلقة بعدد من الجلسات العلميّة التي ستستعرض محاور علمية مثل: التعريف بالخطوط التوجيهية الطوعيّة لتأمين المصائد السمكية الصغيرة المستدامة واستعراض تجربة المملكة المغربية في تنمية وتطوير المصائد الصغيرة.
وعلى مدى أربعة أيام ستناقش الحلقة بحضور ممثلي 18 دولة إلى جانب السلطنة محاور: الصيد الرشيد والتنمية السمكية المُستدامة وإدارة المصائد السمكيّة الصغيرة بطريقة مناسبة والمحافظة على البيئة البحرية القطاع السمكي والتنمية الاقتصادية والاجتماعيّة وتوفير فرص العمل للمُجتمعات الساحلية ومرحلة ما بعد الصيد وتجارة الأسماك والصناعات السمكيّة بالإضافة إلى حماية المصائد السمكية الصغيرة والتقليل من آثار مخاطر حدوث الكوارث الطبيعية والتغير المناخي وتهدف الحلقة إلى: تحقيق الأمن الغذائي والقضاء على الفقر حيث يعتبر القطاع السمكي ركيزة أساسيّة في توفير الغذاء للسكان ويسهم في إيجاد فرص عمل مباشرة وغير مباشرة مما يقلل من مشكلات عدم توفر فرص العمل.
وتؤدي المصائد الصغيرة دورًا هامًا في تخفيف وطأة الفقر وتحقيق الأمن الغذائي، حيث يعتبر هذا القطاع الأكثر مساهمة في توفير الأسماك للمستهلكين حول العالم كما يساهم هذا القطاع في توفير العديد من فرص العمل المختلفة كما يمثل قطاع المصايد الصغيرة في العالم النسبة الأعلى في إجمالي إنتاج القطاع السمكي وتنفيذ مثل هذه الحلقات تنعكس إيجاباً على هذا القطاع حيث يشارك ممثلين عن مختلف مكوّنات القطاع في فعاليات الحلقة.
وتعتبر الخطوط التوجيهيّة الطوعيّة والتي هي محور مناقشات هذه الحلقة استكمالا لمدونة السلوك بشأن الصيد الرشيد الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في عام 1995م، حيث تشمل الخطوط التوجيهيّة الموضوعة مجموعة من التوصيات التي صدرت من اجتماعات الدورتين التاسعة والعشرين والثلاثين للجنة مصايد الأسماك في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) وأهم نقاط الخطوط التوجيهية الطوعية: دعم وتطوير منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لبرنامج المساعدة الدولي والتركيز على: رفع الوعي بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمصائد السمكية الصغيرة ودعم وتقوية أوجه التخطيط العلمي في القطاع السمكي بصورة عامة والمصائد الصغيرة بصفة خاصة ورفع كفاءات العاملين والمستفيدين من المصائد السمكية الصغيرة بمختلف شرائحهم وتوفير الدعم اللازم لتنفيذ البرامج المختلفة بهذا المجال.
وقد تمّ وضع الخطوط التوجيهيّة للمصائد الصغيرة بالتشاور والاجتماع مع أكثر من 4000 من أصحاب العلاقة والمعنيين في هذه المصائد من أكثر من 120 دولة من الدول الأعضاء بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من ممثلي الجهات الرسميّة والمنظمات الدوليّة والإقليميّة والجامعات والكليات والمعاهد والخبراء والاستشاريين والمختصين والجمعيّات الأهلية في العالم المعنية بقطاع الثروة السمكيّة والبحرية. ويشارك في فعاليات الحلقة إلى جانب السلطنة التي تستضيف الحلقة ممثلي 18 دولة وهي: السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر ومصر والعراق والأردن ولبنان وليبيا والمغرب وموريتانيا والسودان وسوريا وتونس واليمن والجزائر وإيران.