السلطنة تشارك في اجتماعات الدورة الـ12 لمؤتمر "إيسيسكو" بأذربيجان

اعتماد خطة عمل للسنوات الثلاث المقبلة.. والتصديق على الشعار الجديد للمنظمة

الرُّؤية ـ خاص

شاركتْ السلطنة -مُمثلة في وزارة التربية والتعليم- في الدورة الثانية عشرة للمؤتمر العام للإيسيسكو، والذي أقيم بالعاصمة الأذربيجانية باكو، وترأس وفد السلطنة سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي المستشار بالوزارة.

وألقى سعادته كلمة السلطنة في الدورة الثانية عشرة للمؤتمر العام للإيسيسكو؛ والتي جاء فيها: يُشرفني أنْ أنقل لكم تحيات حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان عمان -حفظه الله ورعاه- وتمنياته لأعمال هذا المؤتمر بالتوفيق والنجاح، ولا يفوتني أن أتقدَّم بالتهنئة الخالصة لمعالي الدكتور عبدالعزيز التويجري على إعادة انتخابه مديراً عامًّا للمنظمة، والذي جاء ترجمةً للثقة الكبيرة التي وضعتها الدول الأعضاء في شخصه الكريم، وتكريماً لجهوده البارزة في تحقيق أهداف المنظمة وغاياتها المنشودة، وتحقيق مزيد من الرقي بما يواكب التطلعات التطويرية، والشكر موصول لجميع الكوادر العاملة بالمنظمة وأجهزتها الفنية والتنفيذية ومكاتبها الإقليمية.

وأضاف سعادته بأنَّ علاقة السلطنة بالمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة اتسمت منذ البداية بالتعاون البناء؛ من أجل تحقيق الأهداف المرجوة من خلال المبادرات والبرامج والأنشطة المشتركة، وكان الاحتفال بنزوى عاصمةً للثقافة الإسلامية لهذا العام 2015 تتويجاً لهذه العلاقة الطيبة.

وأشار سعادة المستشار بالوزارة إلى أنَّ مساعي المنظمة في إبراز الصورة المشرقة للإسلام أمرٌ يبعث على الفخر والاعتزاز، وفي الوقت نفسه يضاعف المسؤولية عليها وعلى الدول الأعضاء بمواصلة العمل الجاد، لا سيما وأن العالم اليوم يسعى -وبخطًى حثيثة- للانتقال من أهداف الألفية للتنمية للفترة من (2000-2015م) إلى بلوغ الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة للفترة من (2015-2030م)، والتي لا يمكن تحقيقها إلا بالاستفادة من معطيات العصر من علوم وتقانة لتحقيق الرخاء للإنسانية والعيش الكريم للشعوب والأفراد. ومن هنا، تتأكد الحاجة إلى التركيز على التعليم بكافة أنواعه المدرسي والجامعي والمهني والتقني؛ باعتباره المحرك الأهم لتحقيق التنمية المستدامة، وهو الركيزة الأساسية التي تنطلق منها الدول للمضي قدماً نحو آفاق المستقبل، مع مراعاة المساواة بين الجنسين، والسعي لتحقيق تعليم ذي جودة. وفي هذا الصدد؛ فإن سلطنة عمان تدعم التوجهات التي تتطلع المنظمة إلى تحقيقها على أرض الواقع في ظل التحديات التقنية والمعرفية المعاصرة.

وأضاف سعادته بأنَّ دور التراث الإنساني في تحقيق التنمية الثقافية الشاملة والمستدامة بات واضحاً وملموساً، وهو ما يتطلب من الدول الأعضاء تضمين البعد الثقافي في قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية مع إشراك كافة شرائح المجتمع، لما للثقافة من دور مهم في تعزيز الحوار والسلم، كما ينبغي الاستفادة من جهود المنظمة المبذولة في إطار الحوار بين الدول والتنوع الثقافي، ودعم مبادرات التعايش بين الأديان وقضايا التسامح. وفي هذا المقام لابد من تسجيل كلمة إشادة وتقدير للدعم السخي الذي تقدمه هذه المنظمة الجليلة لفريق اللجان الوطنية للحوار العربي الأوروبي.

وأكدت كلمة السلطنة أنه بات من الضروري زيادة الاهتمام بمجالات العلوم المختلفة، وما يتصل بها من قضايا معرفية وبيئية تتعلق بحياة الأفراد والأمم. كما أصبح لزاماً على العالم أن يتعامل بأفضل السبل مع قضايا الحياه المعاصرة كالتغيرات المناخية والتلوث ومستجدات عالم الاتصال والتقانة، كما ينبغي أن تتظافر الجهود الدولية لمواجهة التحديات المستقبلية؛ كمتطلبات توفير الطاقة المتجددة، وتقديم أفضل الخدمات في اتجاه مواز للنمو السكاني، وتحقيق الأمن الغذائي والاقتصاد المعرفي، والتوازن البيئي. وإننا نثمن جهود الإيسيسكو في التعامل مع هذه القضايا، ولعل نتائج المؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة الأخير الذي عقد بمدينة الرباط كانت بمثابة خارطة الطريق لعمل المنظمة المستقبلي في المجال البيئي.

واختتم سعادة الشيخ محمد بن حمدان التوبي المستشار بالوزارة، كلمة السلطنة مشيرا إلى أنَّ السلطنة استضافت مؤخراً المؤتمر التاسع لوزراء الثقافة بالعالم الإسلامي؛ تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية"، و كان تتويجاً لجهود حثيثة وعمل ناجح للاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لهذا العام 2015. وكان الإعلان عنه وما حمله من مضامين مهمة منطلَقاً لخدمة المجتمعات الإسلامية وتقدمها. ونظراً للتوصيات المهمة للمؤتمر؛ والتي من بينها: تنفيذ مشروع خطة العمل المتعلقة بالنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي، وتخصيص مزيد من الأنشطة والبرامج التطويرية ضمن خطط عمل المنظمة؛ سعياً لتحقيق توجهاتها وخدمة أهدافها النبيلة.

واعتمد المؤتمر العام للإيسيسكو -في ختام أعمال دورته الثانية عشرة في مدينة باكو، عاصمة جمهورية أذربيجان- خطة العمل الثلاثية للسنوات (2015-2018)، وصادق على مجموعة من التقارير والوثائق والقرارات.

وجدَّد المؤتمر انتخاب الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري -بالإجماع- مديراً عامًّا للإيسيسكو لفترتين متتاليتين، مدة كل منهما ثلاث سنوات قابلة للتجديد تبدأ من بداية يناير 2016، وتنتهي في 31 ديسمبر 2021، تقديراً لجهوده المتميزة والرائدة للنهوض بعمل المنظمة في مجالات اختصاصاتها.

وصادق المؤتمر علـى مشروع خطة العمل الثلاثية للأعـوام (2016-2018) وإقرار موازنتها، كما صادق على البرامج الخاصة والمشاريع التنموية والآليات التنفيذية التي تضمنها مشروع الخطة، واعتمد المؤتمر تقرير المجلس التنفيذي بين الدورتين الحادية عشرة والثانية عشرة للمؤتمر العام، وصادق على تقرير المدير العام عن نشاطات المنظمة للسنوات 2012-2014، وتقرير المدير العـام للسنـوات 2010-2012، والتقرير المرحلـي للسنوات 2013-2015 حول تقييم عمل المنظمة، وصادق المؤتمر على التقرير المالي للمدير العام وحسابات الإقفال وتقرير شركة تدقيق الحسابات وتقرير لجنة المراقبة المالية للسنوات 2012-2014، ووجه الشكر لكل الجهات والشخصيات التي تبرعت لدعم الإيسيسكو.

وصادق المؤتمر على التعديلات المقترحة على الهيكل التنظيمي للإيسيسكو. ودعا المدير العام إلى تطبيق هذه التعديلات، وصادق على تعديـلات ميثاق الإيسيسكو والأنظمة الداخلية، وعلى الوثيقة الخاصة بوضعية المكاتب الإقليمية للإيسيسكو. وصادق المؤتمر كذلك على الشعار الجديد للإيسيسكو، واعتمد ممثلي الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، ودعا الدول الأعضاء إلى تعيين ممثليها في المجلس التنفيذي. وكلف المؤتمر المدير العام القيام بالاتصالات اللازمة مع الدول الأعضاء لاستضافة الدورة الثالثة عشرة للمؤتمر العام، وعقده في مقر الإيسيسكو في النصف الثاني من عام 2018، في حالة عدم تلقي أي طلب باستضافة المؤتمر.

تعليق عبر الفيس بوك