السعيدية: نجاح "انطباعات سينمائية" في إذاعة عمان شجعنا على نشر الحلقات عبر "ساوند كلاود"

قالت إنّها ستخصص حلقات لمناقشة آليات تطوير السينما العمانية

مسقط - بشاير السليمية

يُحظى البرنامج الإذاعي "انطباعات سينمائية" بنسب متابعة جيدة عبر أثير إذاعة عمان العامة، ومع ذلك سعت مقدمة البرنامج أمل السعيدية إلى طرح الحلقات عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا موقع "ساوند كلاود" المخصص لنشر المقاطع الصوتية، أملا في الوصول إلى كل مستمع عربي على مستوى العالم. وثمنت أمل دور رفيقتها نوف السعيدية في إعداد البرنامج وقالت إنّ اختلاف أذواقهما فيما يتعلق بالأفلام والمخرجين المفضلين لم يمنعهما من الاجتهاد في سبيل تقديم محتوى منوع في الحلقات يرضى أذواق الجمهور على اختلافها.

وتقول أمل المولعة بالسينما عن فكرة برنامج انطباعات سينمائية، إنها لاحظت أن المحتوى العربي فقير فيما يتعلق بالبرامج الإعلامية التي تتناول السينما النوعية وتقدم لأفلامها قراءات جديدة، ومن هنا جاءت فكرة البرنامج، وقد تابعت في وقت سابق حلقات من برنامج مصري قديم يتناول قراءات انطباعية عن مقطوعات موسيقية شهيرة، وكنت سعيدة جداً بسماع البرنامج وآمنت أنّ مادة كهذه مهمة ليست للحاضر فقط وإنّما لأجيال المستقبل التي لابد أن تتعرف على أفضل ما أنتجه أسلافهم في المجالات الفنية.

مقترحات للتطوير

وبعد عرض نحو 7 حلقات من برنامج انطباعات سينمائية، تعبر أمل عن سعادتها بردود الأفعال حول البرنامج، وقالت إنّها تقدر وتثمن الملاحظات التي تتعلق بمطالب المتابعين لتطوير محتوى الحلقات وتلافي الأخطاء، أو تلك المقترحات بتناول فيلم معين أو الحديث عن مخرج أو مؤلف يرغب المتابعون في التعرف على أعماله.

وأضاف أمل أنّها فوجئت بنسب متابعة البرنامج الذي يمتد لنحو الساعة، ليس على الأثير فقط وإنّما عبر قناة البرنامج على موقع المقاطع الصوتية sound cloud" " والآن بعد مضي شهر ونصف على انطلاق الحلقة الأولى، استمع للحلقة الكثير من المتابعين من مختلف دول العالم العربي.

وعلى الرغم من أنّ السينما مادة مرئية، ويصعب تناول شؤونها عبر الأثير فقط، قالت أمل إنّ محتوى الحلقات تغلب على هذه الإشكالية، فالمادة المعروضة معدة بالأساس للمستمع وليس المشاهد. وأضافت: يقول لي الكثير من المستمعين إنهم يستمعون له أثناء ممارستهم للرياضة أو في السيارة في طريقهم للعمل، وهناك صديقة قالت إنّها تستمع للبرنامج وهي تخبز الكعك في مطبخها الصغير، لذلك حاولنا قدر المستطاع أن نتحدث بلغة بسيطة يطيب سماعها عبر الإذاعة، وفي حال كانت هنالك فرصة لتحويل البرنامج إلى شاشة التلفزيون ستختلف المادة بالتأكيد، وإن كنت أفضل الإذاعة، لأنّ التلفزيون في حال تقديم قراءة أدبية عن فيلم يحتاج الى مواد مرئية كثيرة، وتقطيعات سريعة للانسجام مع طبيعة العمل التلفزيوني بما يتناسب والمحددات المتعارف عليها حول الوقت الذي يستطيع فيه المتابع الاستمرار في متابعة الصورة وهي لا تتغير، وهو ما يتعلق بإيقاع البرنامج.

تعاون في الإعداد

وباعتبار أن البرنامج من إعداد أمل وتساعدها في ذلك نوف السعيدي، تقول عن كواليس البرنامج والتعاون بين فريق العمل: لولا نوف لما خرج البرنامج للنور، وما كان ليظهر بهذه الصورة أبدا، ونبذل جهداً كبيراً في سبيل كتابة الحلقات والإعداد لها والتنسيق مع الضيوف وعادة ما نضطر لمشاهدة الفيلم الذي نتحدث عنه في الحلقة أكثر من مرة. ونستمتع كثيراً بفعل ذلك. وتضيف أنّ نوف لا تنام ليلة الإعداد لتسجيل الحلقة، أما أنا فأبدو متطلبة كثيراً، لكن الجزء المثير هو اختلافنا على حب الأفلام والمخرجين. وعلى الرغم من هذا نستمر في العمل. وهي تجربة رائعة معها. وأكثر المواقف صعوبة علينا هو اعتذار الضيف في آخر اللحظات، مما يضطرنا للبحث عن بديل، وللأسف الشديد فإنّ متابعي السينما النوعية قليلون جداً مقارنة بمتابعي السينما الجماهيرية أو "التجارية". وأحياناً يقترح علينا الضيف قراءة كتاب معين للإعداد الجيد للحلقة، فندخل في معسكر طويل للقراءة والبحث، كما لو أننا في مضمار السباق، وخط النهاية يقترب مع اقتراب موعد التسجيل.

وعن مصادر دعم البرنامج، تقول أمل: أشكر والدي الذي يدعمني منذ الطفولة، لولا قلبه الكبير، وحرصه ونبله، لما كنت بهذه الحساسية تجاه الأعمال الفنية، لقد منحني قلباً حيا، وأمّي التي علّمتني الكتابة والحب، لا أعرف كيف لي أن أحب أي شيء بغير أن ألحظ قدرتها على أن تحب وعلى أن تقول أنّ الحب باقٍ في هذا العالم المشحون بالمآسي. كما أشكر إخواتي وأخواني على الرغم من أنهم يصغرونني سنا إلا أنني اتعلم منهم. وطبعاً لا يمكن أن اتجاوز شريك حياتي الذي يدفعني للاستمرار ويشجعني كثيراً، وأشكر كل الأصدقاء الذين دعموا البرنامج وكل الأساتذة الذين اتعلم منهم عن السينما وعن حبها. وشكراً لإذاعة عمان العامة على هذه الفرصة ولمخرج البرنامج هاني السعدي على كل ما قدمه.

تسويق الحلقات

وحول أهمية تدشين صفحة للبرنامج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقول أمل إنّ صفحات التواصل الاجتماعي مهمة للغاية حتى نستطيع التسويق للبرنامج وإتاحته للمستمع العربي في كل مكان، ولدينا حساب على تويتر ونطمح لتنشيط حسابنا على الانستجرام لنضع عليه مقاطع مرئية من الأفلام التي نتحدث عنها.

وعن سبب تحميل حلقات البرنامج على موقع ساوند كلاود أكثر منها على اليوتيوب، تقول أمل إنّ اليوتيوب للمقاطع المرئية أمّا الساوند كلاود فهو مخصص للمقاطع الصوتية، وهو أخف بالنسبة للمستمع من وجهة نظري. لكن الإذاعة العامة ترفع على قناتها على اليوتيوب حلقات البرنامج، أمّا نحن فاخترنا أن يكون للبرنامج قناة خاصة على موقع ساوند كلاود. وتطلب منا هذا اشتراك شهري بمقابل مادي حتى نتمكن من رفع المحتوى كاملاً لأنّ الساوند كلاود يعطي مساحات مجانية صغيرة انتهت بعد رفع الحلقة الثالثة.

وتقول أمل عن صوتها عبر الأثير: أعول على صوتي كثيراً وأحبه، كأنني اسمعه خارج من خلجات القلب، كأنه يحمل جراحي وآلامي، ولا أحب الأشياء الجميلة الصارخة، أحب تلك الأشياء المطمورة التي لا تبدو صبيانية لفرط جمالها، الناقصة، الواعية بنقصها، أحبها جداً مثل صوتي. وأنا سعيدة برأي كل من يرى أنني أمتلك خامة صوتية جيدة.

وعن تناول برنامجها لبعض الأفلام السينمائيّة العمانيّة، تقول أمل: سنخصص الكثير من الفقرات للحديث عن السينما العمانيّة في الفترة المقبلة ونعد لحلقة كاملة عن تاريخ السينما في عمان، والسينمائيين العمانيين الأوائل. واستضفت شبابا عمانيين يصنعون أفلام السينما، وأتمنى بطبيعة الحال أن تتطور هذه الصناعة.

وعن خطوتها المقبلة في ذلك المجال، تقول أمل إنها تتمنى دراسة الإنتاج السينمائي، وأن تحظى بفرصة لمتابعة تقديم برامج عن السينما في أي قناة تلفزيونية أو إذاعية لتمنحها فرصة خوض امتحان جديد لتطوير قدراتي. وأضافت: أريد أن أكتب المزيد من الرسائل الإنسانية عن الأفلام التي أحب. للأسف الشديد فرصة التخطيط تكاد تكون معدومة هنا، أشعر أنني مدفوعة لكل ما أفعله. أتمنى أن اختار في المرة المقبلة ما أريد أن أفعل.

تعليق عبر الفيس بوك