تركيا تستدعي سفراء دول مجلس الأمن إثر إسقاط طائرة روسية.. وبوتن يتوعد بـ"عواقب خطيرة"

الجيش التركي يؤكد التزامه بتحذير قائد الطائرة 10 مرات

عواصم - الوكالات

قال مسؤول تركي إن وزارة الخارجية استدعت، أمس، مُمثلي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإطلاعهم على مسألة إسقاط طائرة عسكرية روسية.

وتم استدعاء سفراء الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا بعد إسقاط الطائرة على الحدود السورية التركية؛ مما أثار ردَّ فعل غاضبا من موسكو. وقال الجيش التركي إنه تم توجيه عدة تحذيرات للطائرة بعد أن انتهكت المجال الجوي للبلاد وهو ما تنفيه روسيا.

ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إسقاط تركيا لمقاتلة روسية بأنه "طعنة في الظهر" ونفذه شركاء الإرهابيين.. مضيفا بأنَّ الواقعة ستكون لها عواقب خطيرة على العلاقات بين موسكو وأنقرة. وأضاف متحدثا في منتجع سوتشي على البحر الأسود قبل اجتماعه مع العاهل الأردني الملك عبدالله إن الطائرة التي أسقطت والتي تقول تركيا إنه جرى تحذيرها عدة مرات هوجمت داخل سوريا عندما كانت على بعد كيلومتر من المجال الجوي التركي وسقطت على مسافة أربعة كيلومترات عن الحدود في الأراضي السورية.

ووَصَفَ مُتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إسقاط طائرة حربية روسية من طراز سوخوي-24 في سوريا بأنها "واقعة بالغة الخطورة"، ولكنه أضاف بأنَّ الوقت لا يزال مبكرا لاستنباط نتائج. وأضاف ديمتري بيسكوف للصحفيين "يستحيل أن نقول شيئا دون معلومات كاملة".

وكان الجيش التركي أوضح في بيان أنه أسقط طائرة أجنبية قرب الحدود السورية، أمس، لانتهاكها المجال الجوي رغم تحذيرها عشر مرات على مدار خمس دقائق. وقال بيان للجيش إن طائرتين تركيتين من طراز إف-16 تقومان بدورية على الحدود أسقطتا الطائرة.

وقال نائب قائد لواء تركماني للصحفيين إنَّ مقاتليه قتلوا بالرصاص طياري الطائرة الروسية التي أسقطتها طائرات حربية تركية في سوريا قرب الحدود مع تركيا أمس حين هبطا بمظلتيهما. وقال الباسلان جيليك وهو نائب قائد لواء للتركمان السوريين قرب قرية يامادي السورية بينما كان يحمل ما قال إنه جزء من إحدى مظلتي الطيارين "انتشل الطياران ميتين. أطلق رفاقنا النار في الهواء وقتلا في الجو.

وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إنَّه "يجب على العالم بأسره أن يعلم أننا سنقدم كافة التضحيات، ونتخذ جميع التدابير عندما يتعلق الأمر بأمن حدودنا وحياة وكرامة مواطنينا، وينبغي تناول رد فعل قواتنا المسلحة الفوري لانتهاك الطائرات للأجواء التركية في هذا الإطار".

وجاء ذلك في كلمة ألقاها داود أوغلو، أمس، في قصر جنقايا، بأنقرة، خلال مأدبة غداء حضرها معلمون من ولايات تركيا الـ81 بمناسبة يوم المعلم. وتابع داود أوغلو -في تعليقه على إسقاط مقاتلات سلاح الجوي التركي لطائرة حربية روسية اخترقت الأجواء التركية أمس- قائلا: ليست لدينا أطماع بأراضي أي دولة أخرى، وعلى الجميع أن يدرك أنّ لتركيا حق الدفاع عن أمن أراضيها، لا سيما أننا نبّهنا إلى ذلك مراراً، وأكّدنا عليه خلال اجتماعنا الأمني الأخير، وإنّ رد تركيا على انتهاك أجوائها وأراضيها رغم التحذيرات المتكررة، حق قومي ودولي".

ودعا داود أوغلو المجتمع الدولي لإطفاء النار في سوريا، مضيفا: "رسالتنا واضحة حيال من يقصف تركمان "باير بوجاق"، وعرب حلب، وأكراد وعرب وتركمان إعزاز (مدينة في ريف حلب)، سواء كان النظام السوري، أو التنظيمات الإرهابية، أو أي عناصر خارجية، فالشعب السوري يستحق الحياة بسلام وكرامة مثل بقية الشعوب".

وأكَّد داود أوغلو أن "على العالم بأسره أن يكون مدركا وواثقا من أننا سنقوم بما يلزم، من أجل إحلال السلام في تركيا ومحيطها، وضمان ديمقراطية وطمأنينة وأمن بلادنا داخل حلقة النار هذه".

ويُشار إلى أنَّ طائرتين تابعتين لسلاح الجوي التركي من طراز "إف-16"، أسقطتا المقاتلة الروسية، بموجب قواعد الاشتباك، عقب تحذيرها 10 مرات خلال 5 دقائق. وكانت رئاسة الأركان التركية ذكرت في بيان لها على موقعها الإلكتروني، أنّ مقاتلة "مجهولة الهوية"، واصلت انتهاكها الأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت إثر ذلك، طائرتين تركيتين من طراز(F 16)، كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها صباح أمس. وأكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان لها أمس، أن مقاتلة حربية من طراز "سوخوي 24" تابعة لسلاحها الجوي، أسقطت في سوريا.

تعليق عبر الفيس بوك