مشاركون: المنافسة على "الأعمال التطوعية" ضمن جائزة الرؤية لمبادرات الشباب يساعد في تعريف المجتمع بالفرق المشاركة

أكدوا أنّ الفوز والتكريم يحفزان على مواصلة العطاء وبذل الجهد

الرؤية - أحمد الجهوري

أكّد مشاركون في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب بمجال الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع، أن المنافسة تساعد في تعريف المجتمع بالفرق التطوعية المشاركة في هذا الحدث المميز، مشيرين إلى أن الفوز أو التكريم يمنح المشاركين حافزًا جديدًا على مواصلة العطاء وبذل الجهد نحو تحقيق الأهداف المنشودة.

وفاز فريق عمان أمانة بالمركز الأول بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها الثالثة عن فئة العمل التطوعي، وقال خميس المنظري أحد أعضاء الفريق: إنّ الفوز لم يأت مصادفة بل جاء بعد بذل الجهد لخدمة المجتمع وما زال الفريق مستمرًا وسيتمر في هذا العطاء. وأوضح أنّ الفوز بالمركز الأول في هذه المسابقة يمثل حافزًا كبيرًا على الاستمرار في هذا العمل إلى مستوى أفضل وأكثر تنظيما، مشيدًا بجهود جريدة الرؤية في دعم الشباب، ممثلة في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، والتي تعمل على الارتقاء بالفرق التطوعية والمجالات الشبابية إلى مستوى أكثر عطاء في ظل العهد الزاهر لسلطان البلاد المفدى.

ويرى المنظري أنّ مشاركة فريق عمان أمانة بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب تمثل تجربة ناجحة بكل المقاييس، مشيرًا إلى أنّ حصول الفريق على أحد المراكز المتقدمة خلال النسخة الماضية منح الفريق دافعًا لتجديد العزم والمنافسة، وقد تحقق الهدف بحصد المركز الأول بفضل تضافر جهود الأعضاء. وتابع المنظري أنّ هذا الفوز شرف لكل منتسبي الفريق؛ حيث إنّ المنافسة كانت على أشدها، لكن بتميز الفريق في العمل التطوعي وخدمة المجتمع منحنا لقب المركز الأول.

وأشار المنظري إلى أنّه تم تدشين الفريق في الثامن عشر من نوفمبر 2013، وتمّ اختيارالاسم "عمان أمانة" انطلاقا من التوجه الوطني لخدمة المجتمع وأفراده، وأعلن الفريق محافظة الظاهرة مقراً له. وتابع أنّ الفريق بمثابة حلقة وصل بين الجهات الرسميّة والخاصة والمواطنين والعكس، يهدف في ذلك إلى إرساء قواعد الفهم المشترك والفكر المستنير، رغبة في رفعة شأن هذا الوطن الغالي، والمشاركة الفاعلة في جميع المناسبات والأحداث؛ إذ يهتم الفريق بخدمة جميع القطاعات الوطنية والدينية والسياحية والبيئية والمرورية، وغيرها.

وحول أهداف الفريق، أشار المنظري إلى عدة نقاط؛ أهمها إبراز قيم المواطنة في نفوس المواطنين، والمساهمة في مساندة الجهات الرسمية في تأدية الواجبات المنوطة بها في خدمة المجتمع، وتكريم المتميزين والمبدعين والمخترعين والموهوبين أينما وجدوا على أرض السلطنة، وإعداد وتنفيذ مشاريع وفعاليات وبرامج تطوعية تلبي احتياجات المجتمع، وذلك من خلال دمج أفراده في منظومة متكاملة من خلال مشاركة القطاع العام والخاص لتنفيذ بعض البرامج التوعوية والتثقيفية، بهدف نشر ثقافة العمل التطوعي، علاوة على إشراك المجتمع بفئاته المختلفة للمساهمة في غرس قيم السلامة المرورية للحد من حوادث المرور والتقيد بأنظمة السلامة المرورية، وتوعية فئات المجتمع بأهمية الحفاظ على البيئة المحلية وصون ثرواتها والمحافظة عليها وإعداد جيل وطني قادر على الحفاظ على موارده.

مبادرة مجُيد

فيما فاز بالمركز الثاني بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في مجال الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع مبادرة مجُيد للتوظيف الإلكتروني، ويقول المهندس أحمد السيابي صاحب المبادرة: إنّ حصول المبادرة على هذا التكريم من جريدة الرؤية، زاد إيماننا بفعالية المبادرة، وحاجة المجتمع لوجودها، وبالتالي قرر الفريق إدخال المزيد من التطوير والتحديث على المبادرة، لتقديم ما هو أكثر للباحثين عن عمل. وأوضح أنّ المبادرة تسعى جاهدة للحصول على مساحة كبيرة في عملية التوظيف في سلطنة عمان بالتعاون مع برنامج الأهداف الوطنيّة من شركة تنمية نفط عمان، والتي تقدم دعماً مباشراً لهذه المبادرة، إيمانًا من الشركة بضرورة المساهمة ومساعدة الجهات الحكومية في الدولة في معالجة مشكلة الباحثين عن عمل، ويأتي هذا الدعم كذلك ليترجم الجهود التي تقوم بها تنمية نفط عمان في خدمة المجتمع المحلي.

وأضاف السيابي أنّ فكرة المشاركة بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب تأتي انطلاقا من المكانة المميزة التي تحتلها جريدة الرؤية في المجتمع، وتنامي عدد قرائها يوماً بعد الآخر، وبالتالي فإنّ لك ما له علاقة بهذه الجريدة يحظى بالتقدير الكبير من المجتمع العماني، ومنها جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، والتي تعد أحد أهم الجوائز في هذا المجال على مستوى السلطنة. وأوضح السيابي أنّ الجائزة تُحظى بدعم إعلامي ومجتمعي واسع النطاق، وهو ما دفعه للمشاركة في الجائزة، انطلاقًا من الرغبة في التتويج بجائزة مرموقة مثل جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، وقد فزت بالمركز الثاني رغم أنّه تقدم للمشاركة قبل ساعات قليلة من إغلاق باب الاشتراك.

وتابع السيابي أنّ المشاركة في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب وقبول العمل من قبل لجنة التحكيم يمثل كذلك إنجازا في حد ذاته، وقد زاد التكريم بالوصول إلى قائمة أفضل خمس أعمال مرشحة لنيل الجائزة، وتم تتويج ذلك بالفوز بالجائزة. واعتبر السيابي أنّ فوز المبادرة بالجائزة يعكس الأهمية التي تحملها المبادرة ودورها في خدمة المجتمع، وهو ما سيدفعنا إلى مواصلة العطاء والاستمرار في طرح البدائل والحلول.

وأوضح أنّ مبادرة مجُيد للتوظيف الإلكتروني دُشنت رسمياً في يناير من العام 2015، من قبل صاحب الفكرة ومؤسس المبادرة التي سعى من خلالها لبناء منصة يجتمع فيها الباحث عن عمل والمؤسسات التي تتوافر لديها شواغر وظيفية، حيث تقوم المنصة بمطابقة شروط شغل الوظيفة مع المؤهلات والخبرات التي يمتلكها الباحث عن عمل، ومن ثمّ السماح لمن تنطبق عليهم الشروط في التقدم للوظيفة.

وأوضح أن ما يميز منصة مُجيد هو أنّها تستخدم أحدث التقنيات التكنولوجية الذكية في عملية المطابقة بين الوظيفة وبين الباحث عن عمل، وتقوم المنصة بنشر الفرص الوظيفية المتوفرة عليها مباشرة على حساباتنا في مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر، وفيسبوك ولينكد إن، كما أنّ منصة مُجيد هي الوحيدة التي تقوم بإرسال الفرص الوظيفية إلى الهواتف النقالة عبر برنامج واتس آب. وتابع أنّ الباحث عن عمل غير مطالب بزيارة منصة مُجيد بشكل دوري، لأنّ هذه المنصة مزودة بخدمة تسمح للباحث باستلام إشعار عبر البريد الإلكتروني عند نشر وظائف تتناسب مع مؤهلات الباحث.

القافلة التوعوية

وقال سالم الجساسي أحد أعضاء فريق القافلة التوعوية المرورية المتنقلة الفائزة بالمركز الثالث بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع: "فوزنا بجائزة الرؤية يمثل دافعًا لتقديم المزيد لخدمة المجتمع، حيث جاءت المشاركة لإيماننا بقوة الجائزة وشهرتها، وكانت أهداف المشروع ودوافع انطلاقه هو الحد من الحوادث المرورية في المجتمع العماني، وإبراز دور العمل التطوعي في خدمة المجتمع والرقي به، وتثقيف المجتمع بكل ما يرتبط بالثقافة المرورية من ضوابط ومعلومات، والحرص على إكساب الفرد عادات سلوكيّة تضمن بيئة مرورية آمنة لأسرته، وتوعية سائقي المركبات بأهمية تواجد معدات السلامة في المركبة".

وأضاف أنّ عمل الفريق يأتي امتدادًا لفكرة توعية السياح خلال خريف صلالة، فبعد أن تبنت وزارة السياحة مشروع خريف صلالة، فكان ابتكار فكرة القافلة التوعوية المتنقلة، فعوضا عن انتظار مرور السائقين على الموقع تقوم الحملة بالتنقل إلى سائقي المركبات في مختلف محافظات السلطنة؛ حيث تمّ اعتماد الفكرة كفكرة مبتكرة لمدة ثلاث سنوات، وستقوم القافلة بتوزيع معدات السلامة على السائقين لتوعية الجمهور بأهميّة وجود معدات السلامة في المركبة، وذلك مثل شاحن السيارة وحبل القطر وطفاية الحريق وبعض المعدات الطبية.

وأوضح أنّ فكرة القافلة تقوم من خلال قيام حملة "بسنا حوادث" بزيارة لمختلف محافظات السلطنة وإقامة عدة فعاليات في كل محافظة وتشتمل على توجيه نصائح شفوية، وتوزيع كتيبات مختصة بالسلامة المرورية، وتوزيع بعض الهدايا التذكارية للسائقين، وإقامة الحفلات والمسابقات في الحدائق العامة بالتنسيق مع البلدية بهدف التوعية المرورية في مختلف المحافظات، تفحص المركبات وتزويد قائدي المركبات ببعض الأدوات التي تضمن سلامة السائقين.

منصة للتدريب المهني

وقالت كلثوم الخمياسية مؤسسة فريق منصة للتدريب المهني وهو أحد الفرق التي نالت شهادة تكريم في حفل جائزة الرؤية لمبادرات الشباب في مجال الأعمال التطوعيّة، إنّ المنصّة تأسست في نهاية عام 2013 بمبادرة من طلبة في جامعة السلطان قابوس آنذاك (الآن خريجون ويعملون في مجالات مختلفة داخل وخارج السلطنة)، مشيرة إلى أنّ سبب اختيار الفكرة كان رغبتنا في حل مشكلة مرّ بها معظم الشباب والشابات (ونحن من ضمنهم). وأوضحت أنّ التدريب متطلب أساسي للحصول على عمل بعد التخرّج، لكن لأسباب متعددة لا يخرج المتدرب بالمطلوب وهو خبرة في مجال العمل الاحترافي وتطبيق لما يتم تعلمه إكاديميًا، وفي نفس الوقت نحن نعلم أنّه يتخرج ما يقارب 15 ألف طالب من مؤسسات التعليم العالي في السلطنة سنويًا، لكن 3 إلى 4 آلاف فقط الذين يحصلون على وظائف، مما يزيد العبء على الدولة والمؤسسات العارضة للوظائف لاستيعاب أعداد كبيرة من الخريجين الذين تنقصهم خبرة احترافية، وبالتالي تتجنب المؤسسات الخاصة توظيفهم حفاظًا على جودة مخرجات العاملين لديها. وبيّنت أنّ معظم الطلبة والخريجين يعتمد على العلاقات الأسرية وغيرها لإيجاد فرصة تدريب في مؤسسة، ربما لا تكون بحاجة إلى متدرب أو ليس لديها خلفية حول كيفية التعامل مع متدرب ينضم إلى فريق العمل لفترة قصيرة، مما يؤدي إلى إهدار وقت كل من المتدرب والمؤسسة الحاضنة له.

ومضت الخمياسية تقول: "كحل لهذه المشكلة، أنشأنا موقعًا إلكترونيا يسمح لكل من المتدرب والمانح للتدريب إنشاء حساب مرة واحدة، يمكنه إعادة تسجيل الدخول في أي وقت؛ حيث يمكن للمؤسسة المانحة للتدريب إدخال اسم المستخدم وكلمة المرور لطرح فرص تدريبية في أي وقت، وفي المقابل يمكن للباحث عن تدريب الذي أنشأ حسابه وقام بتحميل بيناته والسيرة الذاتية بالتقديم على جميع الفرص المطروحة بضغطة زر واحدة بدون الحاجة إلى إعادة تحميل بياناته في كل مرة.

وزادت: "تعرفنا على الجائزة العام الماضي، لكن لم يكن الفريق مستعدًا للمشاركة، وبعد لذلك قررنا المشاركة في هذه السنة، بسبب الحاجة الملحة لإنشاء علاقات مع مسؤولين مهتمين في هذا المجال، وحاجتنا لإلقاء الضوء حول أهمية التدريب كحل لآلاف من الخريجين الذين ينقصهم التأهيل للفوز بفرص عمل متوفرة وبكثرة، لكن بسبب انعدام الخبرة، تنعدم معها فرص التوظيف، وتذهب بالتالي هذه الفرص للعاملين من دول أخرى أو للموظفين الجدد الذين ينتقلون من مؤسسة إلى مؤسسة أخرى بعد اكتسابهم خبرة لا تقل عن 6 أشهر، مما يتسبب أيضًا في تراجع الوظائف المطروحة والتي تتطلب الخبرة.

وأشارت الخمياسية إلى أنّ الفريق أراد من خلال المنصة توضيح سهولة الحل، وأنه حل لا يكلف الدولة مبالغ هائلة، ولا يتطلب الأمر سوى بعض الاهتمام والوصول إلى الطلبة والخريجين بالطرق والأساليب المناسبة، موضحة أنّ الموقع الإلكتروني والورش التدريبية المجانية التي استفاد منها حتى الآن ما يقارب الـ2000 طالب وخريج، تمت بمبادرة من طلبة وخريجين، وهم الآن عاملون في مختلف المجالات، وتطوّعوا بوقتهم الخاص وفي أوقات كثيرة أنفقوا مبالغ مالية خاصة لإعداد المطبوعات وغيرها من احتياجات التسويق. وقالت: "كيف لو تفرّغ البعض وتمّ تخصيص مبالغ لهذا الغرض؟ من المؤكد أنّ التكاليف ستبقى منخفضة جدا، وذلك بسبب وجود عدد كبير من الراغبين في التطوع في جميع الكليات والجامعات من الطلبة والخريجين الذين لم يطلبوا مقابل ولكن لديهم الوعي حول أهميّة استدامة هذه المنصة".

وأكّدت الخمياسية أنّ المشاركة بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب كانت مميزة لجميع الأعضاء؛ حيث إنّها تعد كبداية على طريق التميز، كما أنّ التجربة خير وسيلة لتقديم الأفضل ومواصلة التحدي للاستمرار بهدف الوصول إلى جميع مناطق السلطنة. وأوضحت أنّه على الرغم من عدم الفوز بالمراكز الأولى، إلا أنّ الترشّح في حد ذاته يمثل دافعًا وحافزًا لجميع المتطوعين؛ حيث قدموا وبذلوا أقصى استطاعتهم لإنجاح المشروع بدون طلب أي مقابل من أي شخص كان، فعندما يتم تسليط الضوء على ما تم إنجازه حتى الآن، ويشعر المتطوع بقيمة ما أنجزه ويزيد ذلك من دافعيته للاستمرار وبذل المزيد.

وأضافت: "في اللحظات التي أعلن فيها عن الفائزين بجائزة الرؤية، كان جزء من الفريق في ابوظبي يستعد لتقديم عرض نهائي حول البرنامج لينافس 15 فريقًا تمّ اختيارهم من 300 متقدم من دول الخليج العربية لجائزة الإمارات لشباب الخليج العربي، وهو ما يؤكد حرصنا على التواجد في مثل هذه المحافل".

وأكدت أنّ الفريق يأمل في الحصول على الدعم المادي لمواصلة تطوير جودة العمل وضمان استمراريته والتوسع إلى خارج حدود مسقط وربما السلطنة، لكن الأهم من كل ذلك هو العلاقات القوية التي تم إنشاؤها بعد المشاركة في الجائزة.

تعليق عبر الفيس بوك