مشاركون: جائزة الرؤية لمبادرات الشباب فتحت المجال أمام المبدعين لإبراز النصوص المسرحية المميزة

قالوا إنّ المنافسات تفسح الطريق أمام الجيل الجديد من الكتاب لإظهار مهارات التأليف

الهنائي: تنوع المشاركات في مجال الآداب يبرز الصحوة الثقافيّة بالمجتمع العماني

البادي: الفوز بالمركز الأول حافز لمواصلة العطاء الأدبي

الفجرية: اعتمادي على الفانتازيا بهدف الهروب من "عقدة المقارنات"

الشندودية: التوسع في هذا النوع من الجوائز يعزز قدرات المواهب الشابة

الشقصي: التنافس على جائزة الرؤية لمبادرات الشباب يصقل خبرات المشاركين

الرؤية- عهود الهنائية- مزنة الرحبية

أكّد مشاركون وفائزون بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب لعام 2015 في نسختها الثالثة بمجال الثقافة والآدب "النص المسرحي" أنّ الجائزة فتحت المجال أمام المبدعين لإبراز النصوص المسرحيّة المميزة، كما أنّها تسهم في التعريف بالكتاب والمؤلفين الشباب على الساحة الأدبية والمجتمع بشكل عام.

وقال محمد خلفان الهنائي عضو لجنة التحكيم في مجال الآداب "النص المسرحي"، بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب إنّ وصول عدد النصوص المشاركة في المنافسات إلى 18 نصًا، أمر يدعو للفخر، إذ يعكس مثل هذا الرقم أنّ المسابقة تسير في الطريق الصحيح، وأنّ هناك مواهب مبدعة في هذا المجال تحتاج إلى الدعم والتحفيز.

وأضاف الهنائي أنّ تنوع الأجيال المشاركة في الجائزة يترجم التنوع الثقافي والفكري في هذا المجال، إذ تقدم العديد من الكتاب سواء كانوا محترفين ـو ناشئين. وتابع أنه نظرًا للعدد الكبير من الأعمال الأدبية التي تلقتها لجنة التحكيم، فقد كان من الطبيعي أن تتباين مستويات المشاركين، حيث تأرجحت النصوص المشاركة، فهناك نصوص مكتوبة بحرفية عالية ومتمكنة من صنع الدهشة بابتكاراتها الفنيّة ولغتها السهلة الرشيقة المنسابة انسياب الماء الرقراق وشخصياتها الجاذبة للقارئ من أول حرف تنطقه، ولقد حرصت أغلب النصوص دون اتفاق منها أن تتحدث عن هموم الإنسان التي تمتاز بالجدة والحداثة.

وتابع أنّ النصوص الأخرى التي تمّ استبعادها لا يعيبها شيء، لكن فقط المنافسة كانت قوية وشرسة، مشيرا إلى أنّ جميع من تقدم للجائزة يمتلكون شغفًا مسرحيًا وقدرة عالية على الكتابة المسرحية من المؤمل لها أن تنضج يوما ما، إذا ما استمروا على الطريق. وأوضح الهنائي أنّه من غير المعقول أن نطالب كاتبًا في تجربته الأولى أن يسير في خط موازٍ مع كبار المسرحيين والمؤلفين، لكن هناك رؤية واضحة تعكس مدى تمكن المؤلف الشاب وقدرته على العطاء والإبداع الأدبي والفكري.

وحول أهميّة المسابقة للشباب قال الهنائي إنّ مثل هذه المسابقات والجوائز تسهم في رفد المكتبة المسرحية والخشبة السمراء بنصوص يتحوّل حبرها إلى شخصيّات تجول وتصول على خشبة المسرح، كما أنّ التجربة وحدها كفيلة أن تعلم الكاتب وتصقله حتى يخرج بعد كل تجربة بفكرة أكثر نموًا من الفكرة التي ولدت قبلها. وتابع أنّه لو لم تحقق هذه المسابقة غير دعوة الكاتب إلى البحث والتنقيب عن المعلومة لكفى بها فائدة، مشيرا إلى أنّ المسابقات بشكل عام تقرب الكاتب من المشتغلين بالمسرح خاصة، وتعرّف الناس بهم بشكل عام. وأكد أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تكتسب أهميّة كبرى وتُحظى بتسليط الأضواء عليها، نظرًا لمكانة المؤسسة المنظمة وهي جريدة الرؤية، بما تمتلكه من رصيد معرفي ونفاذ إلى وعي الجماهير والقراء، لذلك فإنّ مجرد مشاركة أي مؤلف في الجائزة وإن لم يحالفه الحظ، هي بمثابة خطوة أولى على طريق تعريف الجمهور به.

لحظات تاريخية

ومن جانبه، قال هلال البادي الفائز بجائزة المركز الأول في مجال النص المسرحي عن مسرحية "هذه ليست كل الحكاية"، مشيرا إلى أنّ نص المسرحية يحاكي حالة الانكسار الذي تعيشه الأمة العربية في أسوأ لحظاتها التاريخية، نتيجة موجات الزيف والكذب، علاوة على الارتهان لهذين الأمرين دون محاولة جادة للتغيير تنبع من الداخل. وعن تجربة المشاركة في جائزة الرؤية لمبادرات الشباب، قال إنّه حتى آخر لحظة قبل إغلاق باب التقدم للجائزة واستلام الأعمال المشاركة، لم أكن حسمت أمر المشاركة من عدمه، وكنت مترددًا ولا امتلك رغبة قوية وعزيمة في المشاركة، انطلاقا من رغبتي الشخصية في إتاحة المجال أمام الشباب، لكنه أشار إلى أنّه شارك مدفوعا بوجود نص لم ينشر وجائزة ذات مردود جيّد، موضحا أنّه لم يكن يتوقع الفوز بالجائزة لاسيما وأنّ الأصوات الشابة الجديدة تمتلك أفكارًا وأدوات كتابية جيّدة. وأوضح البادي أنّ المنافسة تفتح آفاقا جديدة للكاتب، لذلك فإنّ المشاركة والفوز بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب حققت مردودًا إيجابيًا في داخله.

وأشار البادي إلى أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب راهنت على أنّ التقدير الجيّد للشباب يمنحهم تحفيزًا إضافيًا ويفتح أمامهم أفقا أوسع، وهذا أمر يحسب للقائمين على هذه الجائزة، وبطبيعة الحال فإنّ وجود جوائز لها ثقلها المادي والمعنوي، ساهم في تشجيع المبدعين وتطوير إمكاناتهم، لافتا إلى أنّ زيادة مثل هذه الجوائز على المستوى الوطني سيعزز فرص ميلاد مبدعين جدد لهم حضور بارز على الساحة الأدبية.

الفانتازيا المسرحية

وقالت شيخة بنت عبدالله الفجرية الفائزة بالمركز الثاني عن النص المسرحي "بنت الهامور"، إنّ المسرحية تحاكي عدة أفكار في إطار فانتازي، وذلك للتحرر من أي مقارنة مع الواقع على الرغم من أنّ النص لا ينفصل عن الواقع، لكن يتم تناوله في الحدود المعقولة من خلال السمكة "بنت الهامور" التي تمّت معاقبتها بطريقةٍ قاسية سلختها من إنسانيتها لتعيش في قالب جنسي آخر، أي من كائن إنسان إلى سمكة، بسبب كذبة. وأضافت أنّه لإصلاح ما أفسدته من حياتها تقف في وجه من يحاول أن يقوم بأفعال شريرة مستغلاً كونها سمكة لا تستطيع العيش بدون الماء، لكنّها تقاوم، وفي المقابل تقوم بفعل الخير تجاه ريّا التي تعاني من تسلط زوجة أبيها في مواقف مختلفة. ومن ثمّ وفي نهاية المسرحية تعود "بنت الهامور" إلى وضعها السابق وقد تعلمت الدرس.

وأوضحت الفجرية أنّ النص يضم عددًا من الشخصيات منهم ريّا وهي فتاة في الـ18 من عمرها، وهناك بنت الهامور التي تحولت إلى سمكة، وأيضا مهنا المحنّا وهو (جني)، إضافة إلى زيد وهو شخصية سلبية يبحث عن الثراء بالمتاجرة بالدين والشعوذة، وكذلك شخصية الصياد (والد ريّا) وهو شخصية عادية بدون مواقف محددة، إلى جانب زوجة الصياد زوجة الأب النمطية التي لا تحب بنت زوجها، وسلوكها عادي.

وأكدت الفجرية أن الفوز بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب يمثل انطلاقة نحو المزيد من النجاحات، مشيرة إلى أنّ تجربة المشاركة في الجائزة أضافت لها الكثير من التجارب والمعارف. وقالت إنّ الجائزة تمثل أول تجربة لها في الدخول في مسابقة نص مسرحي، معربة عن سعادتها أنّ المشاركة تكللت بالنجاح. وعن قيمة الجائزة ومدى أهميّتها، قالت إنّ للجائزة قيمة كبيرة، فهي تأتي من مبادرات خاصة تذكرنا بمسابقات وجوائز ومهرجانات عربية مرموقة مثل مهرجان القرين الثقافي، ونأمل أن تنافس جائزة الرؤية لمبادرات الشباب مثل هذه المهرجات الثقافية.

وقالت أروى بنت أحمد الشندودية التي نالت شهادة تكريم عن النص المسرحي "أبجديةُ حياة مبتورة"، إنّ أهمية الجائزة تكمن في أنها تمثل حافزًا كبيرًا لتطوير إمكانات الشباب ودفع مبادراتهم نحو الأفضل، بحيث أن يكون الشاب على علم بمتطلبات مجتمعه وقضاياه فيحاول إيجاد حلول مثلى بطرق إبداعيّة يوظف فيها مواهبه وطاقاته. وأضافت أنّ هذا التأهل يمثل دافعًا لها وتحفيزا لمواصلة الإبداع والتميز، وتطوير قدرات ومهارات الكتابة المسرحيّة وصعود درجات العلا لخدمة هذا الوطن المعطاء.

وتوجهت الشندودية بالشكر إلى جريدة الرؤية لما وفرته من بيئة محفزة لتنمية القدرات والإبداعات التي تساهم في بذل الكثير من الجهد والعمل، من أجل الاستمرار في تقديم الأفضل.

تراجيديا الواقع

وقال أسامة بن زايد بن حمود الشقصي أحد المشاركين في مجال الآداب (النص المسرحي) إنّه شارك في الجائزة بمسرحية "أنين العميان"، وهي مسرحية تراجيدية تروي قصة معاناة خمسة عميان تمر بهم الظروف والمصاعب، حتى إنّ قساوة فصول السنة تحكي واقعهم الأليم، ويتم خلال العمل سرد الحوارات بين العميان.

وأضاف الشقصي أنّ المسابقات التي تهتم بالأدب والنصوص تمنح الكاتب دافعًا للمزيد من التقدم والإصرار على إبراز مواهبهم وإبداعاتهم والاستفادة من تجارب الآخرين، خاصة وأنّ التقييم جاء من قبل خبراء في هذه المجال. وتوجّه الشقصي بالشكر إلى جريدة الرؤية وللقائمين على هذه الجائزة وعلى جهودهم المبذولة في دفع الشباب نحو تطوير ذاته وتقديم الفرصة المناسبة لهم لصقل مواهبهم وتشجيعهم على بذل المزيد من الإبداع. وأكد أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب قدمت فرصة مميزة للمواهب الشابة، لإبراز طاقاتهم وإبداعاتهم، وكل ما يسهم في تعريف المجتمع بهم من خلال الحوارات واللقاءات التي تنشر لهم في الصفحات اليومية.

يشار إلى أنّ جائزة الرؤية لمبادرات الشباب تأتي ضمن رؤية جريدة الرؤية في تبني نهج "إعلام المبادرات". وتركز هذه الجائزة على البحث عن أفضل المبادرات والمشاريع والابتكارات الشبابية بهدف التعريف بها وأصحابها بما يؤسس قاعدة جديدة لانطلاق هؤلاء المبدعين نحو المزيد من هذه المبادرات الخلاقة. وتهدف الجائزة إلى تحفيز فئة الشباب وإطلاق العنان لهم لإبراز إبداعاتهم ومهاراتهم وقدراتهم الابتكارية. وتطمح لاستقطاب الشباب المجيدين في مختلف المجالات (العلمية؛ الثقافية؛ الفنية؛ الإعلامية؛ الإلكترونية؛ الاجتماعية) وتجديد روح الإبداع والابتكار لديهم بما يحقق المساهمة الفاعلة في الدفع بمسيرة التنمية الشاملة في مستويات ومجالات مختلفة. وينقسم التنافس فيها إلى 8 مجالات، ويتم منح جوائز مالية للمراكز الثلاثة الأولى في كل مجال من تلك المجالات.

ويعد مجال الثقافة والآداب- النص المسرحي، أحد مجالات جائزة الرؤية لمبادارت الشباب جاءت هذا العام لتُمنح لأفضل ثلاثة نصوص أدبية في مجال النص المسرحي. على أن يكون النص المترشح للمسابقة تأليفاً خالصاً وجديداً (غير مقتبس وليس بمثابة إعادة معالجة لنص مسرحي أو أدبي آخر) وأن يكون النص غير منشور، ولم يسبق تقديمه كعرض مسرحي إلى جانب أن تكون المسرحية موجهة لجمهور من البالغين وأن يلتزم الكاتب بعدم نشر النص أو تقديمه كعرض مسرحي في إطار تنافسي قبل ظهور نتائج المسابقة وأن تُقبل النصوص المكتوبة باللغة العربية الفصحى أو بالدارجة المحلية، ولا يقل النص عن (25) صفحة مطبوعة ببنط 14، نوع Arial، وأن يقدم النص المسرحي مطبوعاً، ويرسل بصيغة (Word) بواسطة البريد الإلكتروني للمسابقة، إضافة إلى أن يقدم المترشّح بطاقة إثبات هوية وسيرة ذاتية، ترسل بواسطة البريد الإلكتروني مرفقة بالنص والإقرار الكتابي بملكيته للنص، والتزامه بشروط المسابقة.

وتمنح الجائزة مكافأة مالية للفائزين الثلاثة في كل مجال من مجالات الجائزة؛ بواقع 1500 ريال للفائز الأول، و1000 ريال للفائز الثاني، و500 ريال للفائز الثالث، إضافة إلى شهادة تقدير. ولا توجد جوائز بالتناصف، وفي حالة كَوْن المشروع الفائز مقدمًا باسم عدة أشخاص، تُمنح الجائزة باسم المشروع وليس باسم الأفراد المنفذين له (مع حصولهم على شهادات تقدير مستقلة لكل منهم).

تعليق عبر الفيس بوك