لوحات تستعرض تاريخ وتراث السلطنة في احتفالات شمال الباطنة بالعيد الوطني المجيد

5 آلاف من أبناء المحافظة يشاركون في عروض المهرجان

الرؤية - خالد الخوالدي

احتفلت محافظة شمال الباطنة أمس في المجمع الشبابي بصحار بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد بمشاركة 5000 طالب وطالبة من أبناء المحافظة تحت رعاية معالي السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية. وتضمن برنامج المهرجان أربع لوحات استعراضية عبرت عن الاعتزاز بالوطن والولاء لترابه وقائدة المفدى من خلال المشاهد والتشكيلات الطلابية والفنية واستعراض تاريخ عُمان الماجد وتراثها الخالد. وحضر الحفل عدد من أصحاب المعالي والمكرمين أعضاء مجلس الدولة وأصحاب السعادة أعضاء مجلس الشورى والوكلاء وولاة محافظة شمال الباطنة وأصحاب الفضيلة القضاة وكبار المسؤولين في المؤسسات الحكومية والأجهزة العسكرية والأمنية والقطاع الخاص وشيوخ وأعيان المحافظة والمواطنين.

وقال سعادة الشيخ مهنا بن سيف اللمكي محافظ شمال الباطنة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إن مهرجان هذا العام تميز بفقراته من خلال اللوحات التي تمّ تجسيدها وتقسيمها إلى مشاهد تعبر عن التنمية والتعليم والفلكلور والفنون الشعبية وتمثيل لأهم القطاعات المختلفة بولايات المحافظة حيث اشتمل على تمثيل كل قطاعات المجتمع في مختلفة ولايات شمال الباطنة. وأضاف سعادته أن المهرجان شارك فيه 5000 مشارك ومشاركة وجسدوا مشاهد لوحاته كما شارك أكثر من 900 في مختلف اللجان والتجهيزات الفنية الأخرى في دعم هذا العمل الاحتفالي بمناسبة العيد الوطني الخامس والأربعين المجيد وذلك حرصاً منهم جميعاً في المشاركة بهذا العمل وبهذه المناسبة أوجه الشكر لك من ساهم في المهرجان أينما وجدت مشاركته بهذا المهرجان وإلى ممثلي وسائل أجهزة الإعلام المختلفة.

وأكد عبد الرحمن بن سالم القاسمي مخرج مهرجان العيد الوطني بالمحافظة أن معظم المشاهد التي تمّ عرضها بالمهرجان جسدت التاريخ الحضاري والموروث التقليدي والثقافي الذي تتمتع به السلطنة وأن الفكرة العامة للمهرجان تتركز حول إبراز الجهود المضنية والمنجزات التي حققتها السلطنة خلال الأعوام الخمسة والأربعين الماضية إضافة إلى المكانة العالمية التي تحظى بها السلطنة بين الدول ومواقفها الحيادية والمشرفة والفريدة والواضحة والمبادئ الثابتة والسمعة الطيبة التي تتمتع بها وسط العواصف والتحديات التي تعصف بمعظم دول العالم.

وأشار القاسمي إلى التناغم في المهرجان بين الكلمة والصورة والإضاءة والمؤثرات الصوتية كما تميز المهرجان بلوحة خلفية ساهمت بشكل كبير في انعكاس الصورة التكاملية للمشاهد واستطاعت أن تختزل التاريخ في دقائق معدودة وتنوعت اللوحات بين الموروث التقليدي والألعاب التقليدية والاستعراضات الحديثة وتناغمت جميعها في تحقيق الفكرة الرئيسية للمهرجان. وأضاف أن المهرجان تضمن أربع لوحات تحدثت اللوحة الأولى عن بزوغ فجر النهضة وفرحة الشعب بتولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في البلاد وسبق العرض تقرير تمهيدي عن تاريخ عمان وأمجادها وغلب على اللوحة الطابع التقليدي حيث قدم خلالها فني الرزحة والشحشح وكانت الكلمات للشاعر حمد بن سيف الشافعي وألحان جيفر المجيني وتوزيع أسعد الإزكي فيما كانت كلمات فن الشحشح للشاعر عبد الرحمن بن سالم القاسمي وألحان إيمان محمد وتوزيع هيثم هلال.

وحملت اللوحة الثانية عنوان التنمية وبناء الإنسان وكان المشهد الأول حول التعليم من كلمات الشاعر عبد العزيز بن حمد العجمي وألحان عبد الله الريسي والتوزيع صابر عيسى فيما كان المشهد الثاني للقطاعات الأخرى وكانت الكلمات للشاعرة هاشمية الموسوي والألحان خالد السيابي والتوزيع الجلندا البلوشي. وأبرزت اللوحة مظاهر التنمية وبناء الإنسان والتعليم قديماً وحديثًا وكيف أسس التعليم لمخرجات أخرى في كافة القطاعات كما تحدثت اللوحة عن دولة المؤسسات والمكانة التي وصلت لها عمان إقليمياً وعالمياً.

وخصصت اللوحة الثالثة لمحافظة شمال الباطنة وكان المشهد الأول عن فن المديمة من كلمات الشاعر عبد الرحمن بن سالم الفارسي وألحان إبراهيم المنذري والتوزيع للفنان كامل البلوشي والمشهد الثاني عن فن الحماسية من كلمات الشاعر خالد بن علي العلوي وألحان إبراهيم المنذري والتوزيع للفنان عماد آل إبراهيم فيما كان المشهد الثالث حول التنمية في شمال الباطنة للشاعر طلال الزعابي وألحان خالد الفيصلي وإبراهيم المنذري والتوزيع للفنان كامل البلوشي. وتناولت اللوحة تاريخ وجغرافية كل ولاية من ولايات محافظة شمال الباطنة إضافة إلى المجالات التنموية في المحافظة والمستوى الذي وصلت إليه شمال الباطنة إضافة إلى ما حظيت به من اهتمام سامٍ في جميع المجالات.

وحملت اللوحة الختامية عنوان "وتستمر المسيرة" من كلمات الشاعر خالد بن علي المعمري وألحان إبراهيم المنذري وتوزيع كامل البلوشي، وشكلت اللوحة الختامية قطاراً ركب فيه جميع المشاركين وعددهم 5000 وكان القطار يرمز إلى الانطلاقة المستقبلية لشمال الباطنة على اعتبار أنها محطة رئيسية من محطات القطار الذي سيربط السلطنة بشقيقاتها دول مجلس التعاون الخليجي وفي ذات الوقت وضحت اللوحة استمرارية النماء والتطور الذي تشهده المحافظة في جميع المجالات. وعزف خلال المهرجان نشيد الأبرار وهو نشيد موحد يعزف خلال كل المهرجانات التي ستقام في جميع المحافظات.

وشاركت في المهرجان جميع ولايات محافظة شمال الباطنة الست وكان عدد المشاركين 5000 طالب وطالبة ومن بينهم 500 مشارك من المواطنين إضافة إلى 100 مدرب و200 مشرف إضافة إلى فرق الإخراج والتصميم واللجان الفنية والمالية والخدمات والإعلام والعلاقات العامة. وشارك في المهرجان 9 شعراء و9 ملحنين وفنانين و4 موزعين. وكان التعليق على اللوحات والتقديم لكل لوحة قبل العرض سواء كان من النواحي التاريخية أو من النواحي التنموية الحديثة بصوت المذيع المخضرم حسن بن سالم الفارسي.

وشكلت الملابس لوحة جمالية في تعدد الألوان وتمازجها في كل لوحة وكانت مكونا رئيسيا للوحة الختامية التي مثلت القطار وهذا يدل على أن القائمين على العمل وضعوا تصورا مسبقا لتكون ملابس اللوحات جزءا ورافدا للوحة الختامية.

وساهمت الإكسسورات في تكملة المشهد حيث روعي فيها البساطة ودقة التعبير والذي ميز المهرجان عدم وجود تلك المجسمات الكبيرة التي غالباً ما نشاهدها في المهرجان كديكورات حيث جاء ديكور المهرجان بسيطاً ومعبراً عن الحدث وضم مفردات من كل ولاية من ولايات المحافظة بتشكيلة بانورامية واضحة وما زاد المهرجان تميزا أنّه نفذ بأيدٍ وأفكار عمانية ومحلية صرفة من حيث الفكرة والتصميم والسيناريو والأداء والإخراج.

تعليق عبر الفيس بوك