قيم السلام وسيمفونية عمان

يوسف علي البلوشي

yousuf@alroya.info

الفرحة بالعيد الوطني الـ 45 المجيد لا تضاهيها فرحة، فقد شكلت إطلالة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله رافد- معينا يغذي نشوة الحب الوطنية التي بثت في أرجاء عمان أوعية الفرح والسرور؛ حتى غدا كل يوم في عمان يوما مختلفا .

تثبت المواقف العمانية في قضايا المنطقة أنّ سياسة التصالح وتغليب مصلحة المنطقة على كل المصالح هي في نصب أعين القيادة العمانية وذلك تحقيقًا لمبادئ السلام التي تسعى لها دول العالم وشعوبها.

وعهد على السلطنة تحقيق التوازن في التعامل مع القضايا وانطلاقًا من هذه الأرضيّة الراسخة، فإنّه ليس من المبالغة أن السلطنة استطاعت على امتداد العقود الماضية، أن تقدم نموذجًا ناصعًا للإيمان العميق بالسلام، والعمل على تنمية وتوسيع نطاق ثقافته، على كل المستويات، محلية وخليجية وإقليمية ودولية، بل وتقديم الكثير من المواقف والنماذج العملية؛ التي أثبتت دومًا أهميتها وقيمتها بالنسبة للأطراف المعنية بها، وذلك فيما يتعلق بالكثير من المشكلات والتطورات، التي شهدتها وتشهدها المنطقة، خليجيًا وعربيا ودوليًا كذلك؛ وهذا أحد أكبر الحلول التي تدعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي.

وانتهجت السلطنة أسسًا ثابتة اعتمدت على مبادئ العدل وسيادة القانون والاهتمام بمكوّنات الحياة العصرية ولازالت تعزف سيمفونيّة القيم النبيلة لتكون مدرسة للتاريخ، منها ينهل الجميع أصول العلاقات الدوليّة وقيم السلام والتسامح بحكمة بالغة ووعي عميق، عندما رسخ مولانا جلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله- قيمة السلام؛ لتكون واحدة من القيم العليا التي تعمل السلطنة على تحقيقها وترسيخها، وذلك إدراكًا لقيمة السلام، ليس فقط كهدف تتطلع كل الشعوب إلى تحقيقه والعيش في ظله، ولكن أيضا كنهج وسبيل لحل مختلف القضايا والمشكلات.

وعملت السلطنة على الحفاظ على هذا الكنز لتحقق فيه النجاح، ولا تتردد في بذل أية جهود من أجل العمل لحل أية خلافات أو للوصول إلى نقاط التقاء وتوافق بقدر أو بآخر، طالما استشعرت جدية ورغبة الأطراف الأخرى في الوصول لنتائج إيجابية وما أشد حاجة المنطقة إلى تفهم وإدراك معنى وقيمة ثقافة السلام وضرورتها لحاضر ومستقبل كل دول وشعوب المنطقة.

عشت يا عمان بحكمة سيدك وعزم رجالك، ودامت راياتك مرفوعة خفاقة، وملأت موسيقى نهضتك النفوس والأفئدة امتنانا وعرفانا بحاضر زاه نعيشه واستبشارًا بمستقبل باهر نستشرف إشراقاته.

تعليق عبر الفيس بوك