أفراح نوفمبر تكسو خارطة الوطن

خلفان العاصمي

تشرق يوم الغد على سلطنتنا الحبيبة شمس يوم جديد في عُمر نهضتها المجيدة، حين تحتفل بعيدها الوطني الخامس والأربعين المجيد، والذي بدأت تباشيره تهل علينا منذ مطلع شهر نوفمبر والذي اتخذته السلطنة ليكون يومها الوطني محتفلة فيه بميلاد النهضة الحديثة لعمان في يوم ميلاد باني هذه النهضة ورائدها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم.

خمسة وأربعون عاماً مرَّت من عمر النهضة المباركة والتي أشرقت فجر الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م، لتسجل الإنجازات المتتالية في مختلف جوانب التنمية، سواء كانت تنمية عمرانية أو اقتصادية أو علمية أو غيرها من مجالات التنمية الأخرى متواكبة مع التنمية البشرية للإنسان العماني الذي كان وما زال هو عصب الحياة العمانية الحديثة ومفجر طاقاتها في مختلف المجالات كما أراد له قائد النهضة المباركة.

ما يميز نوفمبر كشهر وطني ينتظره العمانيون في الداخل والخارج كونه بداية السنة العمانية حسب التقويم الوطني العماني الراسخ لدى أبناء عمان، فسنتنا الوطنية تبدأ بنوفمبر وتختتم بأكتوبر، ملامح كثيرة لعام قادم تتشكل في شهر نوفمبر سواء من خلال انعقاد مجلس عمان والذي يعد بوابة لمرحلة قادمة من العمل الوطني كل في مجاله، فحين يلتقي سلطان البلاد بأعضاء مجلس الوزراء وبأعضاء مجلس عمان بغرفتيه الدولة والشورى هنا يكون الحديث عن رسم ملامح القادم من تفاصيل هذا البلد وفي مختلف المجالات.

شهر نوفمبر لعام 2015م بدأ مشرقاً كعادته ولكن هذه المرة كانت الإشراقة أكثر والبهاء أجمل حيث الإطلالة السامية لجلالة السلطان المعظم وهو يترأس اجتماع مجلس الوزراء وما بدا على جلالته من صحة وعافية، وتقاسيم وجهه الكريم تطمئننا كشعب عشقناه واحببناه بأنه في صحة جيدة تتحسن مع قادم الأيام بإذن الله، هذا ما دفع بالكثيرين للتعبير عن فرحتهم وبشرهم بهذه الإطلالة معتبرين أن عيد الوطن وفرحته انطلقت منذ بدايات نوفمبر، ويحق للجميع ذلك فهذه الفرحة كانت غائبة والمشهد كان ناقصاً عند احتفال البلاد بعيدها الوطني الرابع والأربعين العام الماضي حين كان جلالته في ألمانيا يتابع رحلته العلاجية، فكان ذلك العيد مجرد رقم لسلسة الأعياد الوطنية احتفلنا بها برمزية بسيطة ليعوضنا القدر بعيد أرحب في تفاصيل فرحه ولتتنوع مظاهر الاحتفال به منذ صباح الأول من نوفمبر لآخر مساءاته.

من أجمل ما يكون في أعياد الوطن توزع الفرحة لتعم عمان بأكملها وترتسم على كل ملامح الخارطة الوطنية، تفاصيل هذه الفرحة وتعابيرها الجميلة نصوغها في كل ما يرتبط بنا بدءًا من المقتنيات الشخصية كالهواتف النقالة سواء من خلال التصاميم بألوان الوطن أو بصور جلالة الوالد السلطان أو لشعار الوطن ومكوناته مرورًا بالحواسيب الشخصية التي هي كذلك تتقاسم الفرحة سواء في هيكلها أو ما تحتويه من صفحات ومواقع إلكترونية تزينت في واجهاتها بحب الوطن وصولاً للسيارات التي نراها تجوب طرقاتنا مكسوة بالألوان والصور الزاهية وكذلك المنازل والمنشآت الخاصة والحكومية والطرقات التي لبست هذا العام أجمل الحلل وأبهاها متوشحة إضاءات من نور عمان وقائدها المفدى.

هذا العيد ستزهو محافظات عمان الإحدى عشرة بقلائد العيد المعلقة على صدر الوطن حيث ولأول مرة بعد التقسيم الإداري لمحافظات السلطنة الصادر في عام 2011م، تحتفل هذه المحافظات بتقسيمتها الجديدة بالعيد الوطني بهذا الشكل والذي سيكون عبارة عن مهرجانات طلابية تشارك معها بعض فرق الفنون الشعبية وفق جدول زمني أعدته اللجنة العليا للاحتفالات بالعيد الوطني حيث ستبدأ بمحافظة مسقط وستنتهي بمحافظة البريمي، وبالتأكيد ما زالت المهرجانات الطلابية تشكل لحمة من ذاكرة الفرح الوطني فعلى مدى أعوام الأعياد الوطنية كانت المهرجانات الطلابية هي الأكثر حضوراً وكانت وما زالت المشاركة فيها شرف وفخر يبقى حاضرا لدى كل من حظي بهذه المشاركة وستبقى في ذاكرته مع كل مشهد أو صورة أو تسجيل صوتي لتلك المشاركة.

الحدث الوطني الاحتفالي ينبع من دواخلنا كمجتمع جبل على حب الوطن وحب قائده والاعتزاز بما حققه من مكتسبات خلال الأربعة والنصف من العقود الماضية، هذه المكتسبات سواء كانت مادية أو معنوية، إذ يبقى التعبير عنها متباينا بحسب الإمكانيات وبحسب مكامن الإبداع في كل منِّا ولكنها بالتأكيد تبقى حاضرة فالشاعر سيكتب أجمل كلماته والمطرب سيشدو بأجمل أغانيه والرسام سينثر في لوحته أجمل تعبير والمصور الضوئي سيلتقط أجمل صورة للوطن، بالتأكيد الكل سيُعبر عن هذا الفرح ولو بابتسامة تعلو الوجوه لتختصر كل تعابير الفرح بعمان وجلالة السلطان وبعيد الوطن.

تعليق عبر الفيس بوك