"تفجيرات باريس"عندما تسدد الرياضة ثمن المواقف السياسية!

الرؤية - أحمد السلماني

لم تكن التفجيرات التي هزت عاصمة النور باريس الأيام الماضية، الأولى التي تستهدف قطاع الرياضة، ويبدو أنّ تأثيراتها على الرياضة الفرنسية بشكل عام ستحدث تداعيات خاصة، فالتاريخ يؤكد أنّ الرياضة تدفع ثمنًا باهظا لما يمكن وصفه بـ"الاخطاء السياسية" التي تتسبب في مثل هذه الأحداث الإجرامية.

ووقعت تفجيرات خارج استاد فرنسا يوم الجمعة الماضي أثناء مباراة ودية بين المنتخبين الفرنسي والألماني بحضور الرئيس فرانسوا هولاند. وهزت العاصمة الفرنسية 3 تفجيرات متزامنة، من بينها اثنان انتحاريان قرب الاستاد؛ وعلى الرغم من عدم وقوع ضحايا في الاستاد، فإنّ الهجمات المتزامنة في باريس أسفرت عن مقتل 129 شخصًا على الأقل. الكارثة دفعت السلطات الفرنسية إلى إعلان تعليق النشاط الرياضي في البلاد، وهو ما يعد خسارة مؤلمة للرياضة الفرنسية والعالمية.

وفي السطور المقبلة، نستعرض أبرز الهجمات على الرياضة في العالم. فقرب خط نهاية ماراثون بوسطن في 15 أبريل عام 2013، وقع تفجيران متتاليان خلال السباق الذي شارك فيه أكثر من 27 ألف شخص واحتشد عشرات الآلاف من المتفرجين على جانبي الشارع لمتابعته، وأدى التفجيران إلى مقتل 3 أشخاص، بينهم طفل وسيدة وأحد الطلاب. وأصيب 10 أشخاص على الأقل ببتر في السيقان وآخرون بجروح مختلفة.

وإلى باكستان، هاجم مسلحون حافلة تقل منتخب سريلانكا للكريكت قبيل بدء مباراتهم مع باكستان في 3 مارس 2011، واستخدم المسلحون القنابل اليدوية والأر بي جي والذخائر، وقتلوا 8 رياضيين وأصابوا 6 آخرين.

وتعرض مقر إقامة المنتخب النيوزيلندي للكريكت إلى هجوم انتحاري في مدينة كراتشي الباكستانية عام 2002، وأسفر الهجوم عن مقتل 14 شخصًا، من بينهم 11 من خبراء البحرية الفرنسية الذين كانوا متواجدين في الفندق، وباكستانيون، وأخصائي علاج طبيعي بفريق نيوزيلندا.

ولم تنته هزيمة كولومبيا أمام الولايات المتحدة في كأس العالم عام 1994، بخروج كولومبيا من المونديال فحسب. فقد سجل اللاعب أندريس إسكوبار هدفا في مرماه كان سببا في خروج فريقه. ولدى عودة اللاعب إلى منزله، تعرض لإطلاق نار توفي على إثره في الحال، ونظر الكثيرون للحادث على أنّه عقاب من مجهولين لإسكوبار، لكن تكهنات أرجعت الجريمة إلى الخسائر الثقيلة التي مني بها أباطرة المخدرات الذين ضخوا أموالا ضخمة في عمليات المقامرة والمراهنة على الفريق.

وفي عام 2002، وقبل ساعات من لقاء قطبي الكرة الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة في العاصمة الإسبانية، ضمن إيّاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فجرت حركة إيتا الانفصالية سيارة مفخخة خارج استاد سانتياجو برنابيو، في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد برشلونة، وأسفر الهجوم عن إصابة 9 أشخاص. واستمرت المباراة كما كان مخطط لها وانتهت بالتعادل بهدف لكلا الفريقين، لكن ريال مدريد فاز في مجموع المباراتين.

وفي سيرلانكا، فجر انتحاري نفسه في بداية ماراثون أقيم في سيريلانكا عام 2008، احتفالا ببداية العام الجديد، وأسفر الهجوم عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 100 آخرين. وألقي باللوم في التفجير على منظمة نمور التاميل المتمردة.

وفي عام 1996، انفجرت عبوة ناسفة مكونة من ثلاث قنابل تحت أحد مقاعد المتفرجين في حديقة أتلانتس الأولمبية خلال حفل عام، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة 120 آخرين. واكتشفت السلطات أن خبير متفجرات سابق بالجيش الأمريكي يدعى إريد رودولف الذي اعتنق فكرا اشتراكيا هو من قام بوضع العبوة، كإجراء احتجاجي للفت أنظار العالم إلى "السياسة الإمبريالية الأمريكية"، على حد زعمه.

تعليق عبر الفيس بوك