رياح التغيير تهب من أندية الباطنة

محمد العليان

لم تعُد المنافسة على البطولات الكروية المحلية بشتى أنواعها مُقتصرة على الفرق الكلاسيكية ومحصورة بينها منذ 3 عقود ونصف العقد كأندية "ظفار، وفنجاء، والنصر، والعروبة، وصور"؛ أكثر الفرق إحرازا للبطولات.

فقبل 8 أعوام تغيَّرت الموازين والقوى الكروية ودخلت أندية الباطنة على الخط كقوة كروية جديدة ومنافسة على كل البطولات، وتميزت خصوصا بإحراز بطولات المراحل السنية. وعلى مستوى الفريق الأول، بدأت تنافس على بطولة الدوري والكأس، وحتى في الترتيب العام للبطولات في جدول الترتيب النهائي نجدها قد قفزت وحققت مراكز متقدمة خلال الـ7 سنوات أو المواسم الماضية. وفي الجانب الآخر، هناك تراجع كبير لأندية القمة والبطولات في الترتيب العام وفي إحراز البطولات، خاصة أندية محافظة ظفار (النصر وظفار)، ومعها أندية فنجاء والعروبة وصور، عكس ما حققه العروبة في الموسم الماضي.

أندية الباطنة بدأت تدقُّ -وبقوة- البوابات ومراكز الصدارة مع تراجع مُخيف وعجيب لتصنيف الأندية الكلاسيكية، إضافة إلى نادي فنجاء والذي عانى كثيرا في دوري المظاليم ودهاليز دوري الدرجة الأولى لأكثر من 20 عاما مضت من عمر النادي بلا بطولات. من هنا، تأتي المعادلة بأن أندية الباطنة قامت بثورة وانقلاب في الكرة العمانية، وتقدمت على الكل، لتنافس على كل البطولات وتقدم مستويات مميزة، وأصبحت الرقم الصعب في الكرة العمانية ليس على مستوى البطولات والنتائج فحسب، بل رياح التغيير تميزت بأنها مصنع للنجوم والمواهب التي نرى الآن معظمها في تشكيلات المنتخبات الوطنية المختلفة، والتي يستأثر بها لاعبو هذه الأندية بكل استحقاق وجدارة.

من هنا، خطفت هذه الأندية الأنظار من نظيرتها الكلاسيكية وصاحبت البطولات والإنجازات السابقة، وهذه الأندية (النخبة) لا تزال تتغنى بتاريخها وبطولاتها وإنجازاتها دون تحقيق بطولات، وتراجعها للخلف بكثير وعدم عودة كبريائها من جديد وفقدت البوصلة؟ المعادلة الآن تغيَّرت والأرقام لا تكذب، وأصبحت أندية الباطنة حالة خاصة، بل سرقت الأضواء من أندية النخبة؛ فتحولت الموازين لصالحها من خلال الحضور الجماهيري لها في المباريات، والذي تجاوز الـ12 ألف متفرج في بعض المباريات، واكتسحت هذه الجماهير الرقم القياسي للحضور والمؤازرة في الملعب، وأصبحت تمثل ثقلا كبيرا في مباريات وحضورا في المدرجات في البطولات المحلية.

ويتصدر نادي صحار القمة في الحضور الجماهيري، فيما يأتي السويق وصحم في المرتبة الثانية.. وبلا شك فإن نتاج هذا التحول والثورة والتغيير الكروي هو فوز هذه الأندية ببطولات المراحل السنية والاهتمام بالقاعدة من الأساس، وهذه كلها عوامل إيجابية تصبُّ في تطور الكرة العمانية وفتح واتساع باب المنافسة على مصرعيه على البطولات وليس احتكار بين فريقين أو 4 فرق، كما كان سابقا أيام الزمن الجميل لفرق النخبة، وكذلك المنافسة والتحدي الكبير لإزاحة أندية البطولات، وبدأ عهدا جديدا كرويا لمنافسة جديدة، والتخلص من سطوة الأندية الأكثر إنجازات، وهذا يدل على أن أندية الباطنة تبذل الكثير من الجهد والتخطيط المسبق لتلحق بركب البطولات وتحقيقها. وهاهي الآن وقفت على أقدامها وأظهرت ثمرات عملها إلى الوجود وظهرت بثوب جديد قشيب، وبتميز نرفع له القبعة جميعا... وفي المقابل، لا عزاء للآخرين في الابتعاد عن البطولات.

------------------------

آخر الكلام: "عندما يعلن الأغنياء الحرب، فالفقراء هم الذين يموتون".

تعليق عبر الفيس بوك