استعراض مسودة خطة العمل الوطنية لمواجهة ظاهرة انتشار "المد الأحمر" بمشاركة خبراء دوليين

مسقط - الرؤية

انطلقت أمس حلقة العمل للبرنامج الاستراتيجي لظاهرة انتشار الطحالب الضارة "المد الأحمر"، والذي تنظمه وزارة الزراعة والثروة السمكية، ممثلة في المديرية العامة للبحوث السمكية وبالتعاون مع مجلس البحث العلمي، وذلك خلال الفترة من 9-11 من نوفمبر الجاري، بقاعة المحاضرات في النادي الدبلوماسي بالخوير.

ورعى حفل الافتتاح سعادة الدكتور حمد بن سعيد بن سليمان العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية وبحضور عدد من مديري العموم ومديري الدوائر بوزارة الزراعة والثروة السمكية. وحضر حفل الافتتاح عدد من كبار الضباط في شرطة عمان السلطانية والبحرية السلطانية العمانية ومسؤولي وزارة الخارجية ومجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس.

وفي بداية الحلقة، ألقت الدكتورة لبنى بنت حمود بن سعيد الخروصي مدير عام البحوث السمكية كلمة الوزارة، قالت فيها إنّ البرنامج الاستراتيجي لظاهرة انتشار الطحالب الضارة (المد الأحمر) برنامج طموح تعمل أكثر من جهة معنية في السلطنة على وضع مسودة لخطة العمل للمرحلة القادمة وبالتعاون مع خبراء دوليين؛ حيث تعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية بشكل مستمر في دراسة ظاهرة المد الأحمر للتقليل من آثارها وللمحافظة على الثروة السمكية والبيئة البحرية. وأوضحت الخروصية أنّ هذه الحلقة تعد إحدى ثمار الجهود المشتركة للعديد من الجهات المعنية للتوصل إلى مسودة لمقترح البرنامج الاستراتيجي وعلى مدى ثلاثة أيام ستتم مناقشة محاور علمية عديدة للتوصل لتصور المسودة.

بعد ذلك، قدم الدكتور عدنان بن راشد العزري الباحث بمكتب الجرف القاري بوزارة الخارجية عرضا تقديميا عن خطة العمل لظاهرة انتشار الطحالب الضارة (المد الأحمر) تضمنت نقاط العمل ومحاور النقاش الأساسية للفترة المقبلة.

وبدأت فعاليات حلقة العمل بجلسة علمية للخبراء الدوليين المشاركين جرى فيها مناقشة تصورات البرنامج الاستراتيجي والأفكار والمقترحات ثم بعدها عقدت جلسة مشاورات للمختصين والباحثين حول الظروف الطبيعية والبيئية لظاهرة انتشار الطحالب الضارة "المد الأحمر".

ومن المقرر أن تتواصل صباح اليوم الثلاثاء فعاليات الحلقة، بجلسات علمية تناقش الآثار الصحية والبيئة والاقتصادية لظاهرة المد الأحمر ونظم الرصد والتتبع والإنذار المُبكر لظاهرة المد الأحمر وطرق الدراسة والتحليل للظاهرة في حالات حدوثها. وسوف تختتم الفعاليات غدا الأربعاء بجلستين علميتين؛ الأولى حول مراجعة ما تمت مناقشته، فيما تقدم الجلسة الثانية عرضا تقديميا تفصيليا لأهم ما تمّ التوصل إليه من مخطط عمل للبرنامج الإستراتيجي.

وتهدف الحلقة التي يحضرها عدد من الخبراء الدوليين في قطاع الثروة السمكية والمجال البحري بصفة عامة إلى وضع مسودة لمقترح البرنامج الاستراتيجي لظاهرة انتشار الطحالب الضارة (المد الأحمر) وخطة العمل للمرحلة المقبلة.

وتشكلت لجنة توجيهية لإدارة البرنامج الاستراتيجي لظاهرة انتشار الطحالب البحرية الضارة (المد الأحمر) برئاسة سعادة الدكتور وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية وتتكون في عضويتها من ممثلي وزارة الزراعة والثروة السمكية ووزارة البيئة والشؤون المناخية ووزارة الخارجية ومجلس البحث العلمي وجامعة السلطان قابوس وعقدت آخر اجتماعاتها في منتصف شهر أكتوبر الماضي وناقشت فيها عددا من المواضيع ومنها تنظيم هذه الحلقة.

يشار إلى أنّ ظاهرة المد الأحمر من الظواهر الطبيعية التي تحدث في معظم بحار ومحيطات العالم في أوقات معينة من السنة، وذلك متى ما توافرت الظروف البيئية المناسبة لحدوثها وانتشارها، ويُمكن تفسير كيفية حدوث هذه الظاهرة من خلال فهم السلسلة الغذائية للكائنات البحرية، خاصة العوالق البحرية التي تعد من أهم التغيرات لحدوثها؛ حيث إن هذه العوالق من خلال تكاثرها ذا الانقسام اللا جنسي، تنمو خلية واحدة حتى تصل لمرحلة البلوغ، ومن ثم تبدأ بالانقسام إلى خليتين، وهذه بدورها تنقسم إلى أربع خلايا، وهكذا حتى يتضاعف العدد. وفي حالة توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها والتي تكمن في درجة حرارة وملوحة وضوء الشمس ومغذيات بتركيزات عالية خاصة في مناطق التيارات الصاعدة فإنّ هذه الخلايا تنتشر وتتكاثر بسرعة وتكون ما يعرف بالانتشار الطحلبي الذي يستهلك معه كميات هائلة من الأكسجين الذائب، ويؤدي ذلك إلى نفوق الأسماك والكائنات البحرية الأخرى نظرًا لنقص مستويات الأكسجين المذاب وإنسداد خياشيمها بالعوالق البحرية وأما في حال عدم توافر الظروف البيئية المناسبة لتكاثرها فإنّ بعض أنواع العوالق البحرية تكون حويصلات وهي بدورها تترسب في قاع البحر إلى أن تصل لمرحلة التكيس والتي تبقى في قاع البحر لفترات زمنية طويلة قد تصل لسنوات إلى أن تتوافر لها الظروف المناسبة فتبدأ مرة أخرى بالتكاثر.

وسجلت ظاهرة المد الأحمر لأول مرة في المياه العمانية عام 1976 في محافظة ظفار وفي عام 1978، في محافظة مسقط؛ حيث تقوم وزارة الزراعة والثروة السمكية برصد ومتابعة الظاهرة بشكل مستمر وذلك منذ تسجيلها وتعد هذه الظاهرة من أقدم الظواهر الطبيعية حدوثا في بحار العالم.

تعليق عبر الفيس بوك