رئيس "الغرفة" يلتقي مسؤولي مصانع الحديد بالسلطنة.. واللقاء يناقش شكاوى الإغراق

مسقط - الرُّؤية

أكَّد سعادة سعيد بن صالح الكيومي رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، أنَّ الغرفة قد تلقَّت عدَّة شكاوى من مصانع الحديد بالسلطنة تتعلق بمعاناتها من إغراق السوق بمنتجات الحديد المستوردة، والتي تدخل إلى أسواق السلطنة بكميات كبيرة.. مطالبا الحكومة بضرورة التدخل؛ حيث إنَّ هذه المشكلة باتتْ تشكِّل هاجسًا ليس على مستوى مصانع الحديد بالسلطنة فحسب، بل على مستوى دول مجلس التعاون أيضا؛ وذلك حسب ما تبيَّن أثناء اجتماع الغرف الخليجية مؤخراً.

وأوْضَح سعادته أنَّ هذه القضية كانت محور نقاش في اجتماعات الغرف الخليجية بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية والتمس رؤساء الغرف وممثليهم حجم المشكلة التي تعاني منها مصانع الحديد والمتمثلة في إغراق أسواقنا المحلية بمنتجات دول أخرى؛ مما يحول دون قدرة مصانعنا على المنافسة والبقاء في السوق، وتم طرح الموضوع بغرض الخروج بقرار موحد وإيجاد حل يكفل لهذه المصانع الاستمرارية في رفد السوق بمنتجاتها، وتم رفع الموضوع لأصحاب المعالي وزراء التجارة بدول المجلس وكان محل نقاش في الاجتماع المشترك الذي ضم وزراء التجارة ورؤساء الغرف واتحادات الغرف الخليجية على أمل الخروج بإجراء موحد عاجل لتنظيم سوق الحديد بالمنطقه وانقاذ هذه المصانع والعاملين بها من التبعات السلبيه للإغراق الحاصل. ويضيف سعادته بأنه في حالة عدم الوصول إلى اجراء موحد نتمنى من حكومتنا ان تتخذ قرارا فرديا لوضع حد لهذا التحدي الذي يواجهها مصانع الحديد بالسلطنة، وثمَّن سعادته ثقة مسؤولي المصانع بدور الغرفة.. موضحاً أنَّه وانطلاقا من هذه الثقه ستبذل الغرفه جهدها بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية لإيجاد حل عاجل للمشكلة.

جاء ذلك لدى لقائه بمكتبه عددًا من أصحاب ومسؤولي مصانع الحديد بالسلطنة الذين أوضحوا أن إيجاد حلٍّ لهذه القضية بات أمرا ملحا في هذه المرحلة التي يتوقع فيها من القطاع الخاص أن يلعب الدور الأهم في التنمية الشاملة للبلاد.. وأوضح سعادة الدكتور حماد الغافري رئيس مجلس إدارة المصنع الحديث للصلب، أنَّ مصانع الحديد هي جزء لا يتجزأ من المنظومة الاقتصادية للبلاد وهي قائمة بدورها تجاه الوطن والاقتصاد الوطني من خلال ما توفره من وظائف للشباب العماني وتحقيق نسب التعمين المطلوبة، مطالبا بإيجاد معالجة عاجلة للإغراق الحاصل بالسوق؛ لأنه إذا لم تتخذ أي اجراءات لمعالجة الوضع فللأسف سوف لن تصبح هذه المصانع قادرة على الاستمرارية؛ كونها أمام تحدٍّ كبيرٍ.. مُبديا شكره للغرفة لتبنيها هذه القضية المهمة وتفاعلها الإيجابي، متمنيا أنْ يلقى الموضوع تجاوبا سريعا من قبل صناع القرار.

من جانبه، بيَّن خالد توفيق رئيس مجلس إدارة حديد صحار، أنَّ سوق الحديد الخردة غير منظم ويشهد عشوائية كبيرة في الوقت الحالي.. مؤكدا أنه أصبح من الضروري منع تصدير الحديد الخردة "السكراب " إلى الخارج لأنه بخروجه تضطر المصانع إلى شرائه مرة أخرى.

فيما أوضح مسلم الجابري نائب الرئيس التنفيذي المساعد لمصنع جندال شديد للحديد والصلب، أنَّ هذه ليست المشكلة الوحيدة التي تعاني منها مصانع الحديد بالسلطنة؛ إذ ازداد الأمر سوءًا منذ ان تقرر رفع سعر الغاز مما ألحق ضررا بها.. موضحا أنَّ المعاناة بدأت منذ أكثر من عام وبات من الصعب أن تقاوم المصانع هذه التحديات دون تدخل الحكومة لإنقاذ الوضع؛ فالقضية ليست شان المصانع فقط، بل تتجاوز ذلك لتكن قضية اقتصاد وطني وجب توفير الحماية لمكوناته.

وعقب سعادة رئيس الغرفة.. قائلا: إنَّ الغرفة على اطلاع دائم بالتحديات التي تواجه القطاع ومنها الإغراق، وتسعى بكافة الطرق لإيجاد حلول لها بالتنسيق المباشر مؤسسات الدولة المعنية، وأوضح أنه يعمل بهذه المصانع ما يزيد على 1000 عماني؛ مما يعني أنه بتكفل حماية هذه المصانع من الممارسات الضارة بها وبالاقتصاد ككل نضمن حماية 1000 أسرة، إضافة إلى ذلك فهي توفر ما يربو على 10000 وظيفة غير مباشرة.

من جانبه، أجمل مسلم البرعمي التحديات التي تواجهها هذه المصانع في مشكلة الإغراق، ورفع أسعار الطاقة، والقوانين التي تحد من إمكانية منافستها للمنتجات المستوردة مبديا ثقته في تحسن الوضع والتوصل إلى حل لهذه القضايا بما يخدم تحقيق الاستدامة وتعزيز القدرة التنافسية لهذه المصانع وبما يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.

تعليق عبر الفيس بوك