الإعلام والعرب في زمن العنف

يوسف البلوشي

شاركتُ وزملائي في 24 من أكتوبر الحالي في برنامج عن الإعلام العربي، في مواجهة العنف، وعقدت البرنامج في العاصمة الأردنية عمَّان، بمشاركة تقريبا 22 إعلاميًّا من مختلف الدول العربية.

انعقاد المؤتمر في عمَّان لم يأت من فراغ، فكلنا يدرك دور الأردن وسط البلاد الملتهبة سياسيا وأمنيا، ولعبها المحور الأساسي والرئيسي كبلد حاضن لآثار البلاد الملتهبة من حوله .

اللقاء في العاصمة الأردنية مع الأشقاء رغم أنه جمعنا على إعلام يتصدى للعنف جمعنا بالأساس على الود والصداقة والمشاعر الرمزية التي طالما جمعت الدول العربية بمختلف أطيافها .

وبخلاف ما يكون الآن في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وما خلَّفه الربيع العربي، تظل فلسطين الملف الأول والساخن، والذي عندما تناولته زميلات لنا في هذا البرنامج مستشعرات عمق المعاناة التي يمر بها القدس العتيق ومناطق فلسطين الجميلة -الخليل ورام الله وغزة...وغيرها- وما يمر به أبناء هذا الشعب الصامد عند المعابر وبين طرقات الأحياء من العنف والقتل العمد والنكوص وإراقة دماء الأطفال والنساء والعجائز يأخذ بالأذهان إلى وهن الجسم العربي رغم محاولات الكثيرين لم شتاته واستعادة هيبته.

لقد كان عنوان البرنامج الذي التفَّ عليه صحفيو العرب مُهمًّا في الوقت الراهن الذي تشهد فيه المنطقة حِمَما من العراك السياسي والأيديولوجي للمنطقة، يغيِّر من مسار وتوجه الإعلام العربي، بل وأصبح الاعلام مهما في تلك الأثناء كما عبر عنه كبار الصحفيين الذين أعطوا من خبراتهم في هذا اللقاء لنقل واقع الأرض والميدان بشيء من الحرفية المهنية، ويضفي مزيدا من المعلومات الجديدة في ظل توجه الإعلام وسط هذه الأزمات .

ومع كل متغيرات الحياه وما تضفيه عليه من تراكمات على المشهد الإعلامي، أصبح من المتطلبات المهمة توحيد الخطاب الإعلامي نحو منح القضايا الأولوية تحت سقف التطلعات كالقضية الفلسطينية، ومن ثمَّ السعي نحو إبراز كل ما يجعل قضايا فلسطين المحتلة تكون في طليعة القضايا التي تحتاج إلى أن تكون بمواجهة إعلامية واحدة وعربية، وتحريك الساكن تجاه الصمت المطبق على ما يفعله العدوان الغاشم.

ومع كل هذا وذاك، نسأل الله أن يمن بالوحدة العربية على الدول العربية بما يحقق السلم والأمن بالمنطقة.

yousuf@alroya.info

تعليق عبر الفيس بوك