تكريم الباحثين المشاركين في ختام جلسات ندوة "الحمراء عبر التاريخ.. الإنسان والمكان"

برعاية رئي س مجلس الدولة

◄ ورقة بحثية حول إسهامات علماء الحمراء قبل الدولة البوسعيدية في مختلف المجالات

◄ استعراض ورقة تخصصية حول دراسة وتحليل جوانبالتنمية البشرية في ولاية الحمراء

◄ والي الحمراء يكرِّم أعضاء اللجان المنظمة والمؤسسات الراعية للندوةفي اليوم الختامي

نظَّمَأهالي ولاية الحمراء -وبالتعاون معالمنتدى الأدبي- ندوة "الحمراء عبر التاريخ"، التي تضمَّنتْ معرضًا للوثائق والخرائط وعددًا منالكتب التي تستعرض تاريخ الولاية، بمشاركة هيئة الوثائق والمحفوظاتالوطنية، ومكتبة وقف الحمراء الأهلية، ومكتبة الشيخ محسن بن زهران العبريالأهلية، ومتحف بيت الجبل. وعُقدت الندوة تحت رعاية معاليالدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة؛ وذلك بقاعة مكتب والي الحمراء، وحضور معالي الشيخ سعود بن سليمان بن حمبرالهنائي مستشار الدولة، وسعادة الشيخحمد بن هلال بن عليالمعمري وكيلوزارة التراث والثقافة، وسعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد بن هلالالسعدي محافظ الداخلية، وسعادة الشيخ سلطان بن علي النعيمي والي الحمراء، والشيخ مالك بن هلال، وعدد من العلماء والفقهاء والمفكرين وعمداءالكليات ومديري الدوائر الحكومية بمحافظة الداخلية، وجمع غفير من الرشداء والأعيان والمواطنين.

الحمراء - ناصر العبري

وألقى الشيخالدكتور محمود بن زاهر العبري كلمة اللجنة الأهلية المنظمة للندوة؛ رحَّبفيها براعي الحفل والحضور.. وقال: تهدف الندوة إلى إبراز مكانة ولايةالحمراء التاريخية وقدرة الإنسان على التكيف مع بيئته وبيان القيم الحضاريةمقدما شكره لكل من ساهم في عقد الندوة. وألقى خميس العدويكلمة المنتدى الأدبي؛ والتي أكد من خلالها على أهمية اللقاء.. وقال: إنَّالجيل الحاضر عليه أنيؤسس ثقافة علمية للأجيال القادمة. وأوضحدورالمنتدى الأدبي في إيصال المعرفة للعالم ومواصلة طريق الآباء.

وألقىالشاعر سليمان العبري قصيدة بعنوان "حديث المآثر"؛ تحدَّثفيها عن الولايةوبلداتها . وتم عرض قصيدة شعرية مصوَّرة للشاعر أحمد بن هلالالعبري، وعَرْض فيلم وثائقي عن ولاية الحمراء.

وشهدتالجلسة الأولى استعراض ورقتين بحثيتين؛ الأولى بعنوان "ولايةالحمراء..إرث جيولوجي وبعد جغرافي ومقومات حياة"، قدمها المهندس راشد بنيحيى العبري؛ تناول فيها مميزات طبيعة جيولوجية الحمراء من حيث التنوعوالتضاريس وتنوع الصخور وأثر هذه المكونات الجيولوجية على وجود الثروةالمائية بشكل خاص والثروات الأخرى.

أما الورقة الثانية، فتناولتْ"التخطيط العمراني لحارة الحمراء..أنماطهومميزاته"، وقدمها الدكتور هيثم بن نجيم بن سليمان العبري؛ تناولت التشكلالجغرافي التاريخي للمستوطنات التقليدية في وسط عمان والتغير المورفولوجيفي تكوين الحارة من المركز إلى الأنماط الأخرى ساهم في تناغم وترابطاجتماعي في نشوء نسيج معماري مميز.

وتمَّ فتح المجال للمداخلاتوالاستفسار من قبل الحضور، وتمَّ الرد على المداخلات من قبل مقدمي الجلسة. وقدَّمت الهدايا التذكارية لمعالي الدكتور راعي الحفل وأصحابالسعادة المرافقين له.

وعبَّر معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري عن سعادته بأنَّ يُشارك الأخوة في الحمراء هذه الندوة، وقدم الشكر والتقدير للمنتدى الأدبي ووزارة التراث والثقافة على الجهد الذيبذل لتنظيم الندوة. وأشار إلى أهمية ما تضمنه المعرض من محفوضاتتراثية تعبر عن تاريخ الحمراء، مؤكدا أنه جَهْد يشجِّع باقي الولايات على تجميع محفوظاتها وعرضها وتوثيقها وحفظها للأجيال القادمة من الباحثين.

وقال فضيلة الشيخ محمد بن زاهرالعبري: إنَّهذه الندوات تكشف الستار عن تاريخوعظمة فكر العلماء والأدباء بالولاية؛ لذلك فإنَّإقامة مثل هذه الندوات تحظى بأهمية واسعة لدورها في استخراج كنوز الذاكرة وتحفيز المشاركين على الاستمرار في البحث والتقصيعن هذا الإرث التاريخيالكبير.

وقال حمير بن ناصر العبري عضو اللجنةالإعلامية المنظمة: إنَّولاية الحمراء ساهمت بالعديد من أوراق العلم والمعرفة علىمدى التاريخ والندوة تلقي الضوء علىجزء يسير من تلك الإسهاماتلعلها تفيد الباحثين مستقبلا والقائمين على الدراسات والعلومللاسترشاد بها في بحوثهم.

وقال الشيخ حمد بن محسن العبري نيابةعن أهالي الحمراء والقائمين على الندوة: نشكر حاتم بن حمدالطائي رئيس تحرير جريدة "الرؤية" ومديرها العام، على تجاوبه ودعمه لهذهالندوة من خلال التغطية الإعلامية.

واختتمت الخميس الماضي فعاليات الندوة بقاعة مكتب والي الحمراء، تحت رعاية سعادة الدكتور خليفة بن حمدالسعدي. وشهد اليوم الختامي إقامةجلسة حوارية. واشتملت الجلسة الثانية على عدة أوراق بحثية؛ الأولى حول"الدافع الاجتماعي والسياسي لنشأة المدن العمانية..بلدة الحمراءنموذجاً"، قدمها الباحث ناصر بن سيف السعدي؛ وتناول في ورقته نشأة المدنالعمانية وأن مدينة الحمراء تعد نموذجاً لنشأة الحواضر العمانية، خاصة وأنهاأصبحت مركزا حضاريامهمًّا في عهد اليعاربة كما تشير بعض المصادر التاريخية،وتطرق في ورقته إلى العوامل الاجتماعية وطبيعة البنية الاجتماعية.

أما الورقة الثانية، فقدمها الباحث مالك بن هلال العبري بعنوان "القيمالاجتماعية بولاية الحمراء..العادات والتقاليد والحرف والصناعات التقليدية"، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التاريخي لإبراز أهم العادات والتقاليدوالحرف والصناعات والتي كانت بارزة وفاعلة في حياة المجتمع قبل النهضة، وتناولت الورقة الأهازيج الشعبية والمناسبات الدينية التي يحتفل بها في
مجتمع الولاية والمناسبات الأسرية، وتطرق إلى حرفة الزراعة والصناعاتالغذائية القائمة في الولاية وغيرها من الصناعات التي كانت قائمة فيالولاية. واعتمد الباحث في ترتيب بحثه على الترابط الموضوعي والتسلسلالزمني للأحداث.

وحملت الورقة الثالثة بعنوان "الحمراء في عيون الآخرين: الأدباء والشعراءوالرحالة" للدكتور عبدالله بن مبارك العبري قدمها المهندس سليمان بن عليالعبري؛ تناولت كتابات الأدباء والشعراء والرحالة عن ولاية الحمراء ومالمسوه فيها من المميزات والآثار المحركة للعواطف الجياشة للأقلام؛ ومنهم: الشاعر الشيخ علي النبهاني، والشيخ ماجد بن خميس العبري، والشيخ الشاعرعبدالله بن ماجد العبري، والشيخ العلامة إبراهيم بن سعيد العبري، والشيخسليمان الباروني.

واشتملت الجلسة الثالثة على 4 أوراق؛ حملت الأولى عنوان"علماء الحمراء قبل الدولة البوسعيدية"، قدمها الباحث سعيد بن ناصر الناعبي.. قال فيها: الحمراء من مدن عمان ذات العراقة ومن بلدان الجوف التي هيأكثر بلدان عمان علماء وأوسعها علماً، ثم تناول في ورقته البحثية العلماءالذين ظهروا خلال القرن الأول الهجري إلى القرن الثاني عشر الهجريوأشهرهم الإمام الكبير أبي سعيد الكدمي والشيخ عمر الكدمي ومشايخ آل مدادوالشيخ صالح القري والشيخ أبو الحواري، ومن أشهر فقهاء الحمراء خلال تلكالفترة: الشيخ بشير العبري والشيخ خلف بن طالب. ومن مشايخ العلم: الشيخ سالمبن خميس العبري صاحب كتاب فواكه البستان.

وحملت الورقة الثانية عنوان "علماء الحمراء في عهد الدولة البوسعيدية"، ألقاها الدكتور إبراهيم بن يحيى العبري؛ تناولت العلماء والفقهاء في عهدالدولة البوسعيدية الذين اشتغلوا بالفقه قضاء أو إفتاء أو أمناء للأوقاف؛ وفي مقدمتهم: الشيخ سليمان بن عدي، وجاء بعده ذو الغبراء الذي عاصر خمسة منحكام الدولة البوسعيدية، كما تناولت الورقة سيرة الشيخ إبراهيم بن سعيد، كما اشتملت الورقة أشهر القضاة والفقهاء.وحملت الورقة الثالثة عنوان "المدارس العلمية بولاية الحمراء"، قدمهاالدكتور سعيد بن عبدالله العبري؛ تطرق إلى بيان الموروث الثقافي والفكريبولاية الحمراء؛ فقد نبعت من قرية كدم والتي تعرف بالمدرسة النزوانية.ثم تناول في ورقته الحديثعن ظهور المدارس الفقهية التعليمية النظامية؛ وأشهرهم: مدرسة الشيخ أبي سعيد الكدمي، ومدرسة الشيخ ماجد بن خميس العبري...وغيرها، والتي درس فيها معلمون أجلاء ومعلمات فضليات كانت سببا في تعليمالناشئة.

وجاءت الورقة الرابعة بعنوان "ولاية الحمراء..دراسة وتحليل في جوانبالتنمية البشرية"، قدمها الأستاذ الدكتور هادي أحمد الفراجي؛ تحدث فيها عنتنمية الموارد البشرية في ولاية الحمراء؛ باعتبار الولاية تمثل إقليماإداريًّا تتوافر فيه المقومات الطبيعية والبشرية والاقتصادية والاجتماعية.. وتم عرض توصيات الندوة.

وفي ختام الندوة، كرَّم سعادة الشيخ سلطان بنعلي النعيمي والي الحمراء، اللجان المنظمة والمؤسسات الراعية للندوة.

تعليق عبر الفيس بوك