سوريا: المعارضة لم تتلق دعوة لمحادثات فيينا.. وطائرات روسية تقصف درعا للمرة الأولى

الصين وألمانيا تشددان على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة

عواصم - الوكالات

قالتْ المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أمس، إنَّ الهدفَ الرئيسيَّ من محادثات فيينا لإنهاء الصراع في سوريا هو إطلاق حوار سياسي. وعلى الجانب الآخر، قال سياسي من المعارضة السورية وقائد لمقاتلي المعارضة المسلحة إنه لم توجه الدعوة للمعارضة السياسية الرئيسية في سوريا ولا لممثلين للمعارضة المسلحة لحضور المحادثات الدولية المقرر عقدها في فيينا لبحث الأزمة السورية.

ومن المقرر عقد اجتماع فيينا اليوم بحضور نحو 12 دولة منها السعودية وإيران اللتان تدعم كل منهما أطرافا متصارعة في سوريا. واعترضت المعارضة السورية على مشاركة إيران في المحادثات -والتي ستكون المشاركة الأولى في محادثات تتعلق بسوريا- وذلك لدعمها العسكري للرئيس بشار الأسد.

وقال جورج صبرا عضو التحالف الوطني السوري لرويترز إن عدم توجيه الدعوة لسوريين "تعبير عن عدم جدية المشروع". وسئل إن كان التحالف قد تلقى دعوة لحضور المحادثات فأجاب قائلا: "لم يحصل". وأضاف: "هذه نقطة ضعف كبرى في هذا اللقاء لأن الأمر يبحث شأن السوريين في غيابهم".

وقال بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي جيش اليرموك أحد فصائل الجيش السوري الحر في تصريحات لرويترز إنه لم توجه الدعوة لممثلي المعارضة المسلحة للمشاركة في اجتماع فيينا. وقال "بالنسبة لإيران فهي جزء من المشكلة وليس الحل ومشاركتها في الاجتماع ستثبت ذلك للعالم... هذا الاجتماع تم قبوله من طرف السعودية وتركيا لتعرية إيران." وكرر صبرا معارضته لمشاركة إيران قائلا "إيران لست طرفا محايدا يمكنه أن يلعب دور الوسيط لأنها طرف في القتال الدائر على أرض سوريا.. ضباطها يقاتلون ويقتلون كل يوم على الجبهات السورية.

وفي سياق مواز، قالت جماعة معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن طائرات حربية يعتقد أنها روسية قصفت أهدافا في محافظة درعا جنوب سوريا للمرة الأولى مساء الأربعاء. وإذا ما تأكد هذا فستكون الضربات الجوية على منطقة تل الحارة هي أعمق نقطة تقصفها الطائرات الروسية في جنوب سوريا منذ أن بدأت حملتها الجوية لمساندة الرئيس السوري بشار الأسد منذ نحو شهر.

وتقع تل الحارة على بعد أقل من 20 كيلومترا من هضبة الجولان السورية التي تحتلها إسرائيل. ورجح بشار الزعبي رئيس المكتب السياسي لجيش اليرموك الذي ينشط في درعا أن تكون الطائرات روسية. وقال لرويترز إن سلاح الجو السوري لم يشن أي غارات خلال الليل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه يعتقد أن الطائرات روسية.

وفي السياق، اتفق رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وعبَّرت الصين مرارا عن معارضتها لاستخدام القوة لإنهاء الأزمة قائلة إن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج منها. وقال رئيس الوزراء الصيني إن الحاجة لحل الوضع في سوريا تزداد إلحاحا. وأضاف للصحفيين "أهم شيء هو اغتنام الفرصة لتنفيذ حل سياسي وإقامة حوار سياسي متوازن وشامل ومفتوح." ومضى قائلا إن العديد من زعماء العالم طرحوا مقترحات بشأن كيفية معالجة الأزمة. وتابع "نأمل أن نتمكن من جمع هذه المقترحات وبخاصة من خلال الأمم المتحدة" مضيفا أن الصين ستواصل القيام "بدور بناء".

وقالت ميركل: "نحتاج لحل سياسي دبلوماسي... من الضروري إيجاد هذا الحل. على الأقل هناك علامات على شكل للمحادثات يجمع بين المشاركين الضروريين." وتواجه ميركل ضغوطا شديدة فيما يتعلق بالتعامل مع موجة اللاجئين المتدفقة على ألمانيا وبخاصة من سوريا وأفغانستان. وتتوقع ألمانيا قدوم ما بين 800 ألف ومليون مهاجر إليها هذا العام وهو ما يزيد كثيرا عن أي عدد وصل إليها على الإطلاق.

وقال رئيس الوزراء الصيني إن بلاده قلقة للغاية بشأن أزمة اللاجئين لكنه أكد أنها تتفق تماما مع ما تبذله الدول المعنية من جهد لتوطين اللاجئين على نحو ملائم وتجنب حدوث أزمة إنسانية. وأضاف "لدى الاتحاد الأوروبي وألمانيا -ومع جهود المجتمع الدولي- القدرة على التعامل مع هذا التحدي".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس، إن تحقيق النصر على تنظيم "داعش" الإرهابي، يتطلب ضرورة إنهاء الحرب الأهلية في سوريا.. جاء ذلك في كلمة له ألقاها في مؤتمر تحت عنوان "سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط"، الذي نظمه مركز " مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي" في واشنطن.

وانتقد كيري الآراء القائلة بإنه "إذا رحل الأسد سيأتي داعش محله"، مؤكداً أنهم يتبعون سياسة ذات إتجاهين في سوريا، وهما "تكثيف الهجمات على تنظيم داعش، وبذل الجهود السياسية لإنهاء الحرب في سوريا". وأضاف كيري أن تحقيق السلام يتطلب رحيل حكومة الأسد وداعش، قائلاً" يتعين علينا إنهاء الحرب السورية لتحقيق النصر على داعش".

وبيَّن الوزير الأمريكي أنَّ أكثر مساهمة لتعزيز الحرب ضد داعش، تكمن بدخول البلاد في تحول سياسي بدون الأسد، وبذلك ستتوحد شريحة واسعة من السوريين ضد التطرف. وأكد كيري أنهم سيكثفون الغارات الجوية ضد التنظيم، وسيعملون على إبعاد داعش إلى خارج المناطق المحاذية للحدود التركية والتي سيطر فيها التنظيم على منطقة بطول 112 كيلو مترًا من الأراضي السورية. وكشف كيري أن التحالف الدولي، نفذ حتى اليوم أكثر من سبعة آلاف و300 غارة جوية على مواقع التنظيم، وبذلك تم تطهير 17 ألف كيلو مترًا مربعًا شمالي سوريا.

تعليق عبر الفيس بوك