المنذري يرعى غدا انطلاق فعاليات ندوة "الحمراء عبر التاريخ.. الإنسان والمكان"

الحمراء - العُمانيَّة

تنطلقُ، غدا، فعاليات ندوة "الحمراء عبر التاريخ.. الإنسان والمكان" ضمن الاحتفال بنزوى عاصمة للثقافة الاسلامية، بالتعاون مع المنتدى الأدبي، برعاية معالي الدكتور يحيى من محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، وبمشاركة واسعة من المثقفين والكتاب والأدباء والإعلاميين من داخل وخارج الولاية.

وقال خميس بن راشد العدوي رئيس المنتدى الأدبي: إنَّ المنتدى دأب على مدار 27 عاما على إقامة الندوات العلمية التي تُعنى بدراسة المدن العمانية وتاريخها وأعلامها وكافة الجوانب المتعلقة بها، ولم يبذل جهده للمحافظة على هذا التقليد الراسخ؛ لأن التاريخ العماني ومكونات الثقافة العمانية هي من صميم دور المنتدى الأدبي واختصاصاته منذ أراد له حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم حفظه الله وأدام مجده أن يكون أحد حاضنات الثقافة في السلطنة. وقدم المنتدى منذ تأسيسه إلى اليوم ما يزيد على 23 ندوة حول المدن العمانية وهو ما يمثل إثراء للمكتبة العمانية والعربية.

وتأتي ندوة الحمراء عبر التاريخ تقديرًا لمكانة الحمراء العريقة وتقديرا لأدوارها التاريخية والثقافية وما قدمته من إسهامات بارزة في مسيرة النهضة العمانية؛ فالحمراء بلد أخرج العلماء والفقهاء والأدباء، وأنتج أبناؤه الكثير من المخزون العلمي الذي تزخر به المكتبات ويعد مرجعا أصيلا ومنهلا صافيا.

وأكد الشيخ مالك بن هلال العبري نائب رئيس اللجنة الأهلية، أنَّ الندوة تستمر ليومين وله أهمية كبيرة في توثيق تاريخ وتراث ولاية الحمراء من خلال اوراق العمل المقدمة وكذلك المشاركات الواسعة للباحثين والمفكرين الذين يسهمون في إثراء محاور الندوة.. وأضاف بأنَّ النتاج العلمي لهذه الندوة سيكون متاحا للمعرفة، بإصدار كتاب مطبوع، فضلا عن تسجيلها رقميا وإتاحتها للجمهور وفق التقنية الحديثة، وتقليص للفجوة المعرفية، وتلبية لمتطلبات القراء والباحثين والمطلعين، وحفظ للجهود المبذولة للندوة والهدف الأسمى من إقامتها.

وحول مقدمة كتاب ندوة ولاية الحمراء عبر التاريخ "الإنسان والمكان"، أوضح فضيلة الدكتور علي بن محمد العدوي قاضي استئناف ومشارك في فعاليات الندوة، أنَّ الكتاب يشمل شرحا وافيا لموقع ولاية الحمراء؛ حيث تقع ولاية الحمراء جنوب غرب الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، تحدها من الشرق ولاية نزوى، ومن الجنوب ولاية بهلا، بينما تحدها من الشمال ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، ومن الغرب ولاية عبري بمحافظة الظاهرة.

وأضاف العدوي أن الكتاب يبرز جغرافيتها ويصفها بأنها سهلية جبلية، مناخها لطيف معتدل يميل إلى البرودة شتاء، وإلى الحرارة صيفا، وهبها الله مناظر خلابة، ومقومات سياحية متنوعة ما بين أماكن جبلية منها: جبل شمس (القنة) وبلدة مسفاة العبريين وبلدة مسفاة الخواطر وبلدة غول وبلدة النخر والجبل الشرقي وحيل الشص. أما السهلية فتتمثل في بلدان: ذات خيل، والعارض وقلعة المصالحة، وقرية بني صبح، والعيشي، ومزارع غبرة الخور، ومثلث بلدة الحمراء . وأودية مثل : غول والنخر، والمدعام، والملح، وشعمة، وسدود تغذية وتخزين منها سد وادي غول الشهير. ومغارات جبلية وكهوف، أشهرها كهف الهوتة وكهف الكدن. وأفلاج باردة وساخنة أكبرها فلج بلدة الحمراء. ومنذ القدم تشكل الزراعة والرعي والصناعات الحرفية المتعددة -منها الغزل والنسيج وصناعة السكر والحلوى العمانية- مرتكزا أساسيا في حياة الانسان بولاية الحمراء.

وأشار فضيلته إلى أن الكتاب يتناول التركيبة الجيولوجية في الولاية فهو تاريخ جيولوجي يمتد لمئات السنين حيث تتنوع الصخور وتكون الأشكال المصاحبة كالأودية والكهوف، كما تدل الشواهد المعمارية الأثرية مثل حصن وادي غول الأثري، وقلعة روغان، وحصاة بن صلت في قرن كدم، وآثار غبرة الخور على وجود حضارة إنسانية في هذا الجزء من الأرض العمانية في فترة ما قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وامتدت هذه الحضارة في عهد الإسلام الحنيف في تطور ورقي وازدهار عمراني دالة على ذلك الجوامع والمساجد والمباني الاثرية مثل جامع الإمام أبي سعيد الكدمي وجامع أبي الحواري، وبيت الصفاة وبيت القديم وحصن الغنيمة . ممتدا ذلكم التطور والرقي والازدهار لكافة بلدان وقرى الولاية ومكوناتها السكانية بما يربو على سبع وأربعين تجمعا سكانيا.

واختتم فضيلة الدكتور عرضه لمحتويات الكتاب ومنها أنه يُسجِّل تاريخ علماء وفقهاء الحمراء ومشاركتهم الفاعلة وحضورهم البارز في الحركة العلمية والمشهد الثقافي، ومنهم مثلا الامام أبو سعيد الكدمي (محمد بن سعيد الناعبي)، والعلامة الشيخ سعيد بن بشير الصبحي، والعلامة بقية السلف الشيخ ماجد بن خميس العبري، والعلامة الشيخ إبراهيم بن سعيد العبري مفتي سلطنة عمان السابق في العهد الميمون لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله.

تعليق عبر الفيس بوك