تدشين مشروعات تراثية وثقافية بنزوى على هامش المؤتمر التاسع لوزراء ثقافة العالم الإسلامي

تستضيفه السلطنة الاثنين المقبل بالتعاون مع "إيسيسكو"

مسقط - الرؤية

عقدت وزارة التراث والثقافة أمس مؤتمراً صحفياً حول الاستعدادات لتنظيم المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة بـ 75 من دول العالم الإسلامي والذي تنظمه "إيسيسكو" المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتنسيق مع الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية"، برعاية سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية، وذلك في منتجع بر الجصة "شانغريلا" خلال الفترة من 2 وحتى 4 نوفمبر، بحضور وزراء الثقافة في الدول الأعضاء بالمنظمة وعدد من الخبراء وممثلي المنظمات العربية والإسلامية والدولية المهتمة بالشأن الثقافي.

وقال سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافة للشؤون الثقافية خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده بالوزارة أمس، بحضور يوسف بن إبراهيم البلوشي مدير عام المنظمات والعلاقات الثقافية إن المؤتمر سيشهد تدشين مشاريع ثقافية من قبل أصحاب السمو والمعالي وزراء الثقافة بالدول الإسلامية ضمن برنامج الزيارة لولاية نزوى، من بينها افتتاح المركز الثقافي وافتتاح فعاليات ملتقى ملامح من الحياة النزوية - قلعة نزوى وتدشين شارع الثقافة وزيارة المعالم الدينية والثقافية والتراثية في المدينة، إلى جانب تدشين موسوعة السلوى .

وأوضح سعادة الوكيل أن المؤتمر يتناول عدة موضوعات حول الوسطية في المجتمعات الإسلامية، ويهدف إلى تفعيل إستراتيجية العمل الثقافي الإسلامية للمراكز الثقافية خارج العالم الإسلامي، وتقريب وجهات النظر وفض النزاعات المحتملة، وأخذ بالموضوعية الحيادية التي يكون ناتجها الوسيط الثقافي الذي يثمر في عمله اللقاءات لتبادل الحوار الهادف.

ويناقش المؤتمر خطة عمل للنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي، بهدف إعداد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي ووضع الآليات لتوسيع دائرة تداول الوساطة لتشمل مجالات أخرى في العالم الإسلامي. ويتناول دراسة الصيغة النهائية لمشروع المضامين الإعلامية حول الإسلام في ضوء القانون الدولي بهدف دراسة لمظاهر الحرية الدينية في تجلياتها الراهنة وإبراز كيف أن الإساءة إلى الأديان وبالخصوص الديانة الإسلامية من خلال مختلف وسائل الإعلام الغربية أمر مخالف لقواعد القانون الدولي جملة وتفصيلا، وتهدف إلى شجب استغلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية لغرض التسامح وتحريم الإساءة للأديان.

وتضم قائمة الدول المشاركة بصفة مراقب جمهورية شمال قبرص التركية وجمهورية روسيا الاتحادية ومملكة تايلاند، إلى جانب المنظمات الدولية المشاركة ومنها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) ومنظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) ومكتب التربية العربي لدول الخليج والأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) والمنظمة الدولية للفرنكوفونية ومركز الأبحاث للتاريخ الإسلامي والفنون والثقافة (إرسيكا) والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ومركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ومؤسسة الوليد الإنسانية واتحاد الإذاعات الإسلامية.

وتهدف السلطنة من استضافة المؤتمر بمناسبة اختيار نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية 2015م لتعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات وتجديد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي ومواءمتها مع المتغيرات الدولية ومتابعة تنفيذ الإستراتيجية الثقافية وتطوير تقانة المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي والنهوض بدور الوساطة الثقافية في العالم الإسلامي التي تهدف إلى فتح توجه جديد في إعداد السياسات الثقافية وإبراز الجانب الثقافي من واقع المجتمعات الإسلامية للنهوض بها نحو ثقافة وسطية لتقريب وجهات النظر وفض النزاعات المحتملة.

وأضاف سعادة الوكيل أنه تنفيذًا للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، ومن بينها برنامج الاحتفاء بالعواصم الإسلامية، تم بالاجماع اختيار مدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2015م، في المؤتمر الإسلامي السادس المنعقد في (باكو-أذربيجان) في 13 و14 أكتوبر 2009م، بعد أن اعتمد مجلس الوزراء الموقر اختيار مدينة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية في المنظومة العشرية الثانية لبرنامج العواصم الإسلامية.

واختتم بقوله إن اختيار مدينة نزوى كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2015م جاء تقديرا لما تتمتع به من مكانة تاريخية ودينية وثقافية وكأحد أبرز المدن الإسلامية فهي عاصمة لعُمان في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري (177هـ) ، وواحدة من مراكز تخريج الفقهاء في علوم الدين الحنيف على امتداد الرقعة الإسلامية الشاسعة، وهي مدينة مزدانة بالمساجد والحصون والقلاع، كما أنّ المدينة تحظى بعراقة تاريخية مدونة وصيت علمي واسع تبوأت من خلاله مكانة ثقافية بارزة في إسهاماتها المتميزة في الثقافة الإسلامية وفي الثقافة الإنسانية من خلال الأعمال العلمية والثقافية والأدبية لعلمائها وأدبائها ومثقفيها، كما يتوافر في مدينة نزوى مراكز علمية ودينية متعددة جعلت منها قبلة للباحثين والمهتمين في مجالات العلوم والثقافة والمعرفة، ومؤسسات ثقافية فاعلة في مجال تنشيط الحياة الثقافية للأفراد والمجموعات وتنظيم المهرجانات والمواسم الثقافية ومعارض الكتب والرسم وأعمال الترجمة والنشر.

تعليق عبر الفيس بوك