رئيس الوزراء: النمو المستهدف في الصين ليس "هدفا جامدا".. وقادرون على تخطي الصعاب المستقبلية

صحيفة تابعة للحزب الحاكم تحث بكين على الانضمام لاتفاقية تجارة مع أمريكا

بكين- رويترز

قال رئيس وزراء الصين لي كه تشيانغ- في تصريحات نشرت قبل اجتماع مهم هذا الأسبوع لتحديد الأهداف الاقتصادية والاجتماعية للدولة في السنوات الخمس المقبلة- إن الصين لم تجزم بضرورة تسجيل معدل نمو سبعة بالمئة هذا العام.

وتتزامن تصريحات لي مع ما أعلنه مسؤول بالبنك المركزي يوم السبت بأنّ الصين ستتمكن من الحفاظ على معدل النمو الاقتصادي السنوي بين ستة وسبعة بالمئة خلال تلك الفترة.ويأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه القلق في الأسواق العالمية بشأن الاقتصاد الصيني.وخفض البنك المركزي الصيني أسعار الفائدة يوم الجمعة للمرة السادسة في أقل من عام وتتبني الصين سياسات تيسير نقدي هي الأوسع نطاقا منذ الازمة المالية في عامي 2008 و2009 مع توقعات بنزول معدل النمو عن سبعة بالمئة ليسجل أقل مستوى في 25 عاما.وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن اقتصاد الصين نما في الفترة من يوليو إلى سبتمبر 6.9 بالمئة مقارنة مع العام السابق.وقال لي في تصريحات في المدرسة الحزبية المركزية التي تدرب المسؤولين الصاعدين إن الانجازات الاقتصادية الصينية لم تتحقق بسهولة وإنه يجب عدم الاستخفاف بالصعوبات المقبلة.وحدد تقرير لي للاجتماع السنوي للبرلمان نمو الناتج المحلي الإجمالي للعام الحالي عند نحو سبعة بالمئة.ونقلت الحكومة المركزية عن لي قوله في بيان نشرته بموقعها على الإنترنت "لم نقل مطلقا إنه يجب علينا الدفاع حتي الموت عن أي هدف ولكن الاقتصاد لابد وأن يعمل في نطاق معقول". وقال مطلعون على سياسة الحزب إن قادة الصين سيشيرون إلى منح الأولوية للنمو على حساب الإصلاح بتحديد معدل النمو المستهدف في الخطة طويلة الأجل المقبلة عند حوالي سبعة بالمئة.وتعقد اللجنة المركزية للحزب اجتماعا من يوم الاثنين إلى الخميس لوضع الخطة الخمسية الثالثة عشرة.وعددت صحيفة الشعب اليومية في حسابها على تويتر ما وصفته بالقطاعات العشرة التي تركز عليها الخطة الخمسية ومن بينها مواصلة النمو الاقتصادي وتحسين هيكل الصناعة وتحفيز الابتكار دون الكشف عن تفاصيل.وقال لي إن النمو الاقتصادي الصيني لم يكن سيئا العام الماضي عند أخذ مشكلات الاقتصاد العالمي في الحسبان.وأوضح أن هناك أسبابا تدعو للتفاؤل بالمستقبل من بينها نمو العمالة وزيادة الإنفاق على السياحة والنمو السريع لقطاع الخدمات.وقال "العمل الجاد للشعب في شتى أنحاء البلاد والإمكانيات الضخمة للاقتصاد الصيني تعطينا ثقة أكبر في تمكننا من التغلب على شتى المشكلات".

وفي الإطار، قالت صحيفة ذات تأثير تابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم أمس إنه يجب على الصين الانضمام في وقت ملائم إلى اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تدعمها الولايات المتحدة لأن أهدافها العريضة تتفق مع برنامج الاصلاح الاقتصادي الصيني.والصين ليست ضمن دول حوض المحيط الهادي الاثنتي عشرة التي اتفقت في وقت سابق من الشهر الجاري على هذه الاتفاقية التجارية الأكثر طموحا منذ جيل. وتشمل الاتفاقية استراليا واليابان من بين اقتصاديات تساوي مجتمعة 28 تريليون دولار.وقال وزير التجارة الصيني إن بلاده لا تشعر بأن هذه الاتفاقية تستهدفها ولكنها ستقوم بتقييم تأثيرها المحتمل بشكل شامل.وفي تعليق اعترفت صحيفة ستادي تايمز التي تصدرها كل أسبوعين المدرسة الحزبية المركزية التي تدرب المسؤولين الصاعدين بأن هناك في الصين من يعتبر اتفاقية الشراكة "مؤامرة" لعزل وتحجيم الطموحات العالمية للصين.ولكنها قالت إن الأهداف الواسعة لاتفاقية الشراكة والتي تشمل خفض أمور مثل الموافقات الإدارية وحماية البيئة هي نفس ما تريد الصين تحقيقه أيضا.وتحاول الصين التحول إلى نموذج نمو اقتصادي أكثر استدامة وسليما من الناحية البيئية ويعتمد على الاستهلاك. وقالت الصحيفة إن"قواعد اتفاقية الشركة عبر المحيط الهادي واتجاه إصلاحات الصين وانفتاحها متوافقان.

تعليق عبر الفيس بوك