هاني شاكر لـ"الرؤية": المشاركة في احتفالات العيد الوطني للسلطنة وسام شرف على صدري

أمير الغناء العربي يشيد بالدور التنويري لدار الأوبرا السلطانية ويمتدح التذوق الفني للعمانيين

السلطنة تتمتع بمقومات لا مثيل لها في الوطن العربي

المواهب العربية تحتاج إلى الفرص.. والاهتمام بالنشء يرتقي بالفنون

الأغاني الوطنية تقدم للجمهور جرعات من المشاعر المُعبرة عن حب الأوطان

عودتي للتمثيل مرهونة بعمل جيّد يدعم مسيرتي الفنية

الرؤية- شريف صلاح

أكد أمير الغناء العربي الفنان الكبير هاني شاكر أن مشاركته في احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الـ45، تُعد وساماً على صدره، ونقطة تحول مميزة في مسيرته الفنية التي تمتد لعقود، ممتدحاً التذوق الفني للعمانيين، كما أشاد بالصرح العظيم المتمثل في دار الأوبرا السلطانية.

وقال هاني شاكر- في حوار حصري مع "الرؤية"- إنه انبهر بالشعب العماني نظرا لما يتمتعبه من ذوق ورقي في التعامل، علاوة على عشقه وولعه بالفن الأصيل، مؤكدا أن شعب بهذا التواضع وهذه الأخلاق يؤكد على وجود قيادة حكيمة أرست مبادئ ومعايير راسخة، وأصبحت جزءا لا يتجزأ من أخلاق وطباع هذا الشعب الذي أكد شاكر أنه أحد أكثر شعوب المنطقة تذوقاً للفن.

وجاء أمير الغناء العربي إلى السلطنة هذا العام، وفي جعبتهما يزيد عن620 أغنية، و3أفلام ومسرحيتين، هي حصيلة مشوارالمطرب العربي الأول، وقد تحدث إلى "الرؤية" ببساطته المعهودة، ليعبر عن إخلاصه لجماهيره العاشقة لإبداعه والمحبة لصوته الشجي.

ويضيف أمير الغناء العربي أنّه لم يكن يتوقع أن تكون دار الأوبرا السلطانية على هذا النحو من التقدم والحداثة، وأن تتمتع بهذا القدر الفريد من الإمكانيات التي تجعلها واحدة من أهم دور الأوبرا ليس في الوطن العربي وحسب بل في العالم أجمع. وقال إنّه عبقرية الدار شجعته على البقاء في الدار طوال الفترة الحالية للمشاركة والمساهمة ولو بجزء بسيط في احتفالات الدار بالعيد الوطني، الأمر الذي يعتبره شاكر وساما على صدره، ونقطة مهمة في مسيرته المهنية، ومشاركة الشعب العماني الوفي وقائده العظيم احتفالاتهم بالعيد الوطني الخامس والأربعين.

مشاركة فنية

واعتبر شاكر أنّمشاركته مع الفنان الموهوب صلاح الزدجالي في حفل دار الأوبرا السلطانية بمناسبة العيد الوطني الـ45، أمرا في غاية الأهمية، كونه أول فنان غير عماني يتم اختياره من قبل إدارة الدار للمشاركة في احتفالاتها بالعيد الوطني.

ومن المقرر أن يُقام حفل غنائي مميز في السابعة من مساء غد السبت فيباحة ميدان دار الأوبرا السلطانية بالهواء الطلق؛ في احتفالية تمزج بين الغناء وعرض الفيديو، وهو عرض مجاني لعموم الجمهور. وتأتي هذه الفعالية ضمن برنامج واسع أعدته الدار للاحتفاء بالعيد الوطني الخامس والأربعين المجيد، ولاءً وعرفاناًللمقام السامي، واحتفاءً بما تحقق على أرض السلطنة من منجزات على مدى سنوات النهضة المباركة.كما يتضمن برنامج الدار للاحتفاء بالعيد الـ45 المجيد عرض الموسيقى العسكرية الذي سيُقام على مدار ثلاثة أيام مطلع نوفمبر المقبل، وقد تمّ اختيار إقامة عرض "45 عامًا"، من ألحان الوفاء والحب بساحة الميدان المفتوحة بالدار لإتاحة المجال لأكبر عدد ممكن من الجمهور للمشاركة في التعبير عن ولائهم وحبهم لعاهل البلاد المفدى.وتقدم فعالية "45 عاما" العديد من الأغاني والألحان الوطنية سواء على المسرح الحي أوالفيديو، إذ سيتم عرض مقاطع فيديو تمّ إعدادها بالتعاون مع تلفزيون سلطنة عمان موثقة لمراحل مختلفة من مسيرة النهضة المباركة، إضافة إلى مقتطفات من أغانٍ وطنية لفنانين عُمانيين وعرب تغنوا لعُمان الحبيبة وقائدها المفدى، والتي قُدمت بمناسبة العيد الوطني على مدى سنوات ماضية،فضلاً عن أغانٍ وطنية وعاطفية حية.

الأغاني الوطنية

وحول أهمية الأغنية الوطنية وحرصه الدائم على أدائها، قال شاكر: "الأغاني الوطنية سمة عربية ولا توجد في الغرب وأنا اعتبر أنّالوطن العربي كله اليوم في حالة حرب يخوضها، ضد من يُريدون النيل من الأوطان، ولا يقتصر الأمر على دولة بعينها، وأنا اعتبر نفسي جندياً في معركة الدفاع عن الأوطان والعروبة، ويجب أن أعبرعن حبي لهذه الأوطان، من خلال ما أقدمه من أعمال فنية تبث روح الوطنية والفداء والإخلاص للوطن، لذلك أؤكد دوما ًأن الفنان له دورقومي مهم". وأضاف: "ليس بالضرورة التركيز بشكل كامل على الأغاني الوطنية حالياً فمن الممكن أن نعطي لها مساحة كبيرة ولكن بشكل عام يمكن تقديم مختلف أنواع الفنون المحترمةالتي تنهض بالمجتمع وذلك أيضًا دور وطني للفنان، فمثلا تقديم غناء عاطفي محترم مفقود في هذا الوقت يعد عملاً وطنيًا، والحكومات ينبغي عليها أن تدعم الفن المحترمالذي يرتقي بالذوق العام،والذي وصل مؤخرا لمستوى سيئ، لذلك نحن بحاجة إلى فن يجابه هذه الموجة السائدة من الفن الهابط والإسفاف، نريد فناً يمنحنا دفعة جديدة من خلال الصوت والمشاعر والكلمات والمناظر الجميلة، بدلاً من حالة التردي في الذوق الفني التي تعتري قطاعات كبيرة من المجتمعات".

وأشار الفنان هاني شاكر إلى دور الحكومات في دعم الفن الأصيل، قائلا:"بصراحة أجد أنّالحكومات تواجه الكثير من التحديات حالياً، وربما لن يكون بمقدورها دعم الفن كما كان في السابق، على الرغم من أهمية دورها في ذلك، أما الآن فيجب أن يكون الفنان رقيبا على نفسه، وأن يعي في المقابل الجمهور الفن الجيد من السيئ، لكن في المقابل الحكومات مطالبة بمحاربة القرصنة الفنية، فالعديد من الأعمال المميزة تخسر حقوقها بسبب القرصنة على هذه الأعمال، فيتم سرقة الألبومات الغنائية وترويجها على الإنترنت دون رقيب أو محاسبة، فتضيع حقوق المنتج والمؤلف والمغني، وتنهار المنظومة بأكملها، لذلك على الدول أن تسن التشريعات اللازمة لمحاربة هذه السرقة الإلكترونية وحماية حقوق الملكية الفكرية".

نقابة المهن

ويتولى الفنان هاني شاكر في الوقت الحالي منصب نقيبالموسيقيين فيمصر، الأمر الذي يضع على عاتقه الكثير من المسؤوليات، وحول هذا العمل التطوعي في مجال الفن قال شاكرإنهيعلم أن النقابة تعاني كثيرا من المشكلات الداخلية خلال السنوات الأخيرة،وأنه عندما تقدم لمنصب النقيب وضع فى اعتباره إيجاد حلول لها، وتطوير الأداء داخل النقابة بشكل يجعلها قادرة على القيام بدورها تجاه الفن وأعضائها.

وأكد أنّ لديه مشروعات لتطوير النقابة، منها إنشاء شبكة لربط النقابات الفرعية في الأقاليم بالنقابة الأم في القاهرة، مضيفا أنهسيعمل من منطلق أن الجميع شركاء في النقابة،وأن خدمتها واجب على الجميع.

وعن تأثير مشاركته في العمل العام على نشاطه الفني كواحد من نجوم الغناء العربي،قالإنّه لا يرى تعارضًا بينهما، مشيرا إلى أن كوكب الغناء العربي أم كلثوم ظلت لمدة 7 سنوات في منصب نقيب الموسيقيين، ولميؤثر ذلك على إنتاجها الفني أو نشاطها في مجال تقديم الحفلات الغنائية، ومن بعدها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب. وأضاف أنّه كفنان لديه تعاقدات مسبقة على حفلات خلال الفترة، وأنه ملتزم بتعاقداته، ولكنه فينفس الوقت لا يمكنه أن يتأخر عن خدمة زملائه الموسيقيين.

تدهور الأغنية

وحول الإسفاف الفني الذي يجتاح المنطقة العربية، وتدهور الأغنية العربية بشكل عام، قال إنه يعتزم حشد الفنانين للوقوف في وجه هذا التراجع في الأداء الفني، مؤكداً أنّه في مصر على سبيل المثال سيسعى إلى مخاطبة المسؤولين في الدولة لوقف ما سمها "المهزلة" بهدف الارتقاء بالذوق العام واحترام المشاهد والأجيال الجديدة. وأكد شاكر أنّالفن يسهم بدور بارز في وعي الأمم، وأنه قد يكون سلاحاً ذا حدين، لذا يتعين توظيفه على النحو الأمثل، ومواجهة ومحاربة موجات الإسفاف التي تأتي علينا من وقت لآخر. وكشف أنه يعمل على عقد لقاءات وجلسات عمل مع عدد من الشعراء والملحنين لاختيار أعمال جيدة يضمها إلى ألبومه الجديد الذي سيكون متنوعاً بكلماتٍ وألحان مميزة.

وأوضح شاكر أنّ الفن مراءة للمجتمع ومكمل لأساسيات الحياة؛ إذ يرتقي بالذوق العام وبمشاعرهم، مضيفا: "لذلك لا بد من حماية الجمهور من الأغاني المبتذلة التي تسمّى أغاني شعبية، والتي هي بعيدة كل البعد عن الأغنية الشعبية التي استمعنا إليها بأصوات مطربينا الكبار". وتابع: "وقع الجمهور فريسة لهذه الأغاني التي حاصرته في كل مكان، كما وقع فريسة لأفلام البلطجة والعنف التي تتصدر المشهد السينمائي حالياً بحجة أنها تجلب الإيرادات. وأختفت سينما الرومانسية والحب والعاطفة، والأفلام التي تحض الإنسان على حب العمل، والتي كان يخرج منها الجمهور ممتلئاً بالحلم والأمل والوطنية وحب العمل والطموح، وأيضاً بالقدوة التي كان يجدها في أفعال فتيان الشاشة، وأصبحت البلطجة سلوك حياة وليست فقط سلوك فرد، والخوف على الجيل الصاعد الذي يتشكل حاليا، إذا لم نعجّل بإعادة الأشياء إلى نصابها".

وأشار أمير الغناء العربي، إلى أن مستوى الأغنية المصرية تدنى بشكل كبير في الفترة الأخيرة، قائلاً: "لا يليق بمصر أن يكون فيها فن دون المستوى ولا يعبر عن تراثها وفنها الأصيل. ولا بد من إقامة حفلات كبرى برعاية الدولة كما كان يحدث في السابق من حفلات ليالي التلفزيون وأضواء المدينة التي ساهمت في اكتشاف مواهب فنية مميزة، وقدمت أصواتاً متألقة شاركت في رفع مستوى الغناء في مصر والوطن العربي، وهو ما يحتاجه الآن الجمهور لكي يقضي على الفن المبتذل".

التمثيل الدرامي

وتطرق شاكر إلى سبب تراجعه عن قرار التمثيل على رغم الأنباء المتداولة عن أنّه تعاقد على بطولة مسلسل "مدرسة الحب"،موضحاً أنه لم يتعاقد عليه، لكنه اتفق مع المؤلف أيمن سلامة على تقديم فكرة المسلسل، لكن المؤلف لم ينجز العمل حتى الآن.وأكد شاكر أنه لن يتعجل العودة إلى التمثيل، لأنّه يتمنى أن يقوم بذلك من خلال عمل فني جيّد يدعم مشواره الفني.

ومن ناحية أخرى، دافع شاكر عن الطفلة ياسمينا، المشاركة في برنامج المسابقات «آرابز جوت تالنت»، بعد الهجوم الذي تعرضت له، ووصْف البعض صوتها بأنّه "مستعار" و"مصطنع"،وقال شاكر إنها موهبة واعدة تحتاج إلى رعاية واهتمام، مشيراً إلى أنه لا داعي للهجوم عليها وهي في هذه السن الصغيرة،لاسيما مع ظهورها الأول، مطالباً بمساندتها ودعم موهبتها بدلاً عن الهجوم عليها.

وخاض شاكر تجربة المشاركة في برامج اكتشاف المواهب، عندما شارك الفنانة سميرة سعيد والموسيقي حلمي بكر في برنامج "صوت الحياة"، وقال إنالشباب يبحثون عن فرص للظهور من خلال برامج المسابقات، وهي إيجابية بما أنّها تقدم هؤلاء الشباب في شكل جيد وتدعم مشوارهم، مشددًا على أنّالمواهب العربية تستحق المزيد من الفرص، لأنّ هناك الكثير من هذه المواهب يبحثون عن طريقة لإثبات الذات وبناء مستقبلهم الفني.

تعليق عبر الفيس بوك