أزمة "القلعة الزرقاء"

محمود المقبالي

رُب عزيز قوم ذل،ورُب صدارة وقمة للدوري يتشتت أمرها فجأة دون سابق إنذار، وتصبح بين ليلة وضحاها في ذيل قائمة الدوري المحلي، ربما عرفتم من أقصد؟ نعم إنّه "تشلسي" بطل النسخة الماضية للدوري الإنجليزي الممتاز والذي يشرف عليه الداهية البرتغالي "جوزيه مورينو".

النادي اللندني أصبح يشكل ظاهرة كروية غريبة ليس في إنجلترا فقط وإنما في العالم أجمع، فقد توفرت جميع مقومات النجاح الكروية إلا أنها لم تسعفهمإلا على تحقيق انتصارين من أصل عشرة مواجهاتبعد موسممكلل بالنجاح كانت خاتمتهإحراز لقب الدوري المحلي. فاللاعبون المتألقونسابقاً أصبح معظهم أشباح لاعبين، والمدرب الذي يملك سجلاً خرافيًا أصبح "مفلسًا فنياً" -إن صح التعبير- والجماهير التي لا تألوا جهدًا في متابعة أخبار النادي الصغيرة قبل الكبيرة بقيت متشبثة ببصيص الأمل الذي أضحى ينحسر يومًا بعد يوم، فيا ترى أين تكمن المشكلة في ذلك؟!.لا يختلف عاقلان في أنّلاعبي "البلوز" ذووقدرات عالية، ومهارات استثنائية مميزة فهازارد ووليان وبيدرو يتمتعونبسرعة كبيرة ومهارات فنية راقية ومع ذلك ضلوا الطريقنحو المرمى، تمامًا كحال المهاجمين البارزين سابقاًككوستا ولوك ريمي اللذين رافقهما هذه المرة ظل "رادميل فالكو"، أما بالنسبة لخط الوسط فبقيمجرد أسماء غاب عنها سالف تميزها، فيما كان الخط الخلفي هشًا جدًا لدرجة جعلت الفريق يصبح من أكثر الفرق استقبالاً للأهداف بالرغم من استمرار العناصر الدفاعية الأفضل في النسخة الماضية للدوري الإنجليزي وكذلك تواجد حراس مرمى على مستوى عال جدًا من طينة تيب كورتوا المصاب في الوقت الحالي وبيجوفيتش.جميع عناصر الفريق قادرة على العطاء سنوات عديدة بل لا تزال في قمة عطائها الكروي، أين إذاً المشكلة؟!.

تبدو أصابع الاتهام تتجه إلى "المو" كثيراً .. فمع نجاحه العام المنصرموقبل ذلك حقبة مليئة بالإنجازات مع الانترناسيول وريال مدريد إلا أنه صرّح بأنّه يمر بأسوء فتراته في مجاله التدريبي، حيثومن وجهة نظري الشخصية أصبح لا ينجح في الوقت الحالي إلا في إثارة وسائل الإعلام بعيدًاعن بصماته الفنية أثناء مباريات الفريق، وأظن أنّ المدرب فعلاً هو سبب كل ما يحدث لعدة أسباب. أولها: انتهاج الأسلوب الدفاعي البحت في نهاية الموسم الماضي بحجة ضمان الحصول على لقب الدوري الممتاز، بالرغم منأنّ هذا الأسلوب كان أحد الأسباب الرئيسية التي أدت إلىالخروج من دوري أبطال أوروبا على يد باريس سان جيرمان ولكن لم يتدارك قراراته في الموسم الجديد.ثانياً: التركيزعلى إثارة الإعلام لتبرير نتائج الفريق السيئة بأشياء ثانوية تحصل أثناء المباراة بغض النظر عن الأداء الفني الضعيف لأفراد الفريق مما يوحيبتراخي بعض اللاعبين!. ثالثاً: غرابة في بعض القرارات وتخبط في مسألة انتقال اللاعبين.فاستغنى المدربصاحب القرار الكلي بتشيلسي عن النجوم المميزة الموجودةبالرغم من قدرتها الكبيرة على العطاء أمثال(البرازيلي ديفيد لويز، البلجيكيين ديبراونه ولوكاكو، الأسباني خوان ماتا، المصري محمد صلاح) مع استقدام"فالكاو" المهاجم غير القادر على استعادة مستواه خلال عام كامل،وعدم الاستفادة من قدرات الكولومبي "كوردادو" أحد أفضل لاعبي الدوري الإيطالي!.

ختاماً، إن إدارة البلوز سعيدةرغم كل ذلك من المدرب الذي يتوافق مع السياسة المادية للفريق ولا غرابة من أصوات تجديد ثقتها في "مورينهو"خاصة مع ظهور الرغبة الواضحة للمو في قيادة الفريق ليكون أحد الأربعة الكبار في ختام الدوري وعدم الاستسلام للوضع الحالي وبالتالي الحفاظ على سجله التاريخي الكبير.. ولكن استمرار النتائج السلبية قد يؤدي إلى التفكير بمنصبه، فهل مورينهو مقبل على الخروج من الباب الصغير لتشيلسي أم سيستفيق ويتجاوز الأزمة؟! هذا ما سيكشف عنه قادم اللقاءات.. لننتظر

msomanmsoman@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك