"اليونسكو" تشيد بجهود جلالة السلطان في صون البيئة.. وتنوه بالاهتمام السامي بالتحديات الكبرى التي تواجه البشرية

إيرينا بوكوفا: الجائزة تزرع الأمل وتسلط الضوء على الإنجازات والإسهامات في مجال حماية البيئة

فلافيا شليجل: السلطنة تُسهم في تحقيق المثل العليا التي تسعى "اليونسكو" جاهدة لإرسائها

باريس - العُمانيَّة

أشادتْ معالي إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، بجهود وريادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من خلال اهتمام جلالته الدائم بالتحديات الكبرى التي تواجه البشرية في العديد من المجالات واستشرافه لتلك التحديات.

وقالتْ -في تصريح لوكالة الأنباء العمانية- في إطار الإعلان عن فوز مجموعة البحث بشأن الأراضي الرطبة التابعين لجامعة بوانوس آيرس بالأرجنتين بجائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة للعام 2015، إنه "في سياق عالمي يسوده التصحر والتلوث الجوي والاحتباس الحراري وتراجع التنوع البيولوجي التي تعدّ أهم المشاغل التي يواجهها المجتمع الدولي والحكومات جاءت جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة لتزرع الأمل ولتسلط الضوء على أبرز الإنجازات والإسهامات التي تتم عالميا في مجال حماية البيئة وإدارتها، مكافِئةً إياهم على جهودٍ لا تكِلّ، مُنمية بذلك روح المبادرة في قلوب الباحثين البيئيين والعاملين في هذا المجال ".وكانت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم قد اعلنت في الثالث من اكتوبر الجاري بأن لجنة التحكيم بأمانة برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) أعلنت عن الفائزين بجائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة للعام 2015م، وفاز بالجائزة مجموعة البحث بشأن الأراضي الرطبة التابعين لجامعة بوانوس آيرس بالأرجنتين؛ وهم: البروفيسور فابيو كالاسنيك، والبروفيسور هوراسيو سيرولي، والبروفيسور لوسيانو إيريبارن، حيث إنهم اضطلعوا بعمل جبار في مجال حماية البيئة من خلال شتى البحوث والدراسات التي أجروها بشأن النظم الإيكولوجية في الأراضي الرطبة، ومختلف المبادرات التي اتخذوها في مجال التربية البيئية والتدريب بشأنها.

نجاح باهر

من جهتها قالت سعادة فلافيا شليجل مساعدة المديرة العامة لليونسكو لقطاع العلوم الطبيعية، إنَّ سلطنة عمان من خلال جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لحماية البيئة تُسهم في تحقيق المثل العليا التي تسعى المنظمة جاهدة لإرسائها. وذكَّرتْ "بالجهود والدعم الذي لم تتوانَ السلطنة قط عن تقديمه طالما تعلق الأمر بحماية البيئة". وأكدت على النجاح الباهر الذي حققته الجائزة طيلة الـ25 عامًا الماضية حيث منحت بنجاح لأجدر الجهات العاملة في مجال البيئة في العالم بأسره. وأضافت المسؤولة الاممية بأنَّ الجائزة تساعدنا على الحفاظ على ما تلقيناه من تراث من الماضي وضرورة نقله بأمانة إلى أجيال المستقبل.

ورفعتْ سعادة فلافيا شليجل مساعدة المديرة العامة لليونسكو لقطاع العلوم الطبيعية تهنئتها لكافة الفائزين بالجائزة منذ أول توزيع لها.. مشيدة بإنجازاتهم الرامية إلى الدفاع عن البيئة بنيل هذه الجائزة، معربة عن أملها في "أن يعي العالم أهمية هذه الجائزة التي تُعد بمثابة دعوة إلى حشد الهمم والمساعي الحميدة لصون أرضنا وحفظ تنوعها البيولوجي للأجيال القادمة". وقالت: "هنيئًا لعمان وقائدها على ما قدمته هذه المبادرة من منفعة على العالم".

سداد الرَّؤية السَّامية

ومن جانب آخر، قال سعادة السفير الشيخ حميد بن علي المعني سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا، إنَّ السلطنة من الدول الأولى السباقة في مجال حماية البيئة بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ومن أوائل الدول التي دعت للمحافظة على موارد البيئة ومكوناتها حتى قبل أن يحتل هذا الموضوع اهتمام المجتمع الدولي بحماية البيئة. وأوضح أنَّ ذلك الاهتمام يؤكد عُمق البصيرة وسداد رؤية جلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- في المحافظة على الموارد الطبيعية المتوفرة للإنسان وإعطاء دفعة لمشروع التنمية وزيادة الوعي العالمي في أهمية البيئة وحمايتها بشكل علمي ومدروس يتماشى مع التطورات اللاحقة.

وأكد سعادة السفير أن جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة منذ الاعلان عنها في العام 1989م تأتي بالدرجة الأولى دعوة للعلماء والمربين والمفكرين والجمعيات والمعاهد المتخصصة والمؤسسات الحكومية إلى العمل على تخفيف المخاطر التي تهدد البيئة والتي تزداد أهميتها بسبب تزايد النشاطات التي يمارسها الإنسان والتي تخل بالتوازن القائم بين عناصر البيئة، وهي أيضا دعوة سامية متجددة لبذل مزيد من الجهد والعمل البناء لتحقيق خير الإنسانية جمعاء. وأضاف سعادته: "نظرا لحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أعزَّه الله- في مجال صون البيئة والتقدير الدولي الواسع لتلك الجهود التي يبذلها على المستويين المحلي والعالمي تم اختيار السلطنة من بين الدول العشر الأكثر اهتماما وعناية بالبيئة على المستوى الدولي ".وقال ان " جائزة اليونسكو/السلطان قابوس تواكب التوجه العالمي الجديد فيما يتعلق بتخفيف غاز الانحباس الحراري وتسهم في الجهود الدولية، وتتزامن حاليا مع ظرف مهم تتهيَّأ له فرنسا يتمثل في استضافتها الدورة الحادية والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والدورة الحادية عشرة لاجتماع الأطراف في بروتوكول كيوتو الذي سيتم تنظيمه في باريس خلال الفترة ما بين 30 نوفمبر إلى 11 ديسمبر المقبلين، كما أن اهتمام السلطنة بحماية البيئة يتماشى مع الظروف الدولية ومع أهداف المؤتمر التي ركزت عليها الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي.

مستقبل الإنسانية

وأكد سعادة الشيخ السفير أنَّ حماية البيئة من المنظور العماني معناها الحفاظ على مستقبل الإنسانية، لأن الطبيعة هي المورد الرئيسي للغذاء والهواء والماء والدواء. ومن هنا صب اهتمام جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- على التخفيف من التلوث البيئي (تلوث الهواء والأراضي والبحار) من أجل الحفاظ على نموذج حياتنا لأن طرق حياة مجتمعاتنا تأقلمت مع المناخ الطبيعي الذي تعودت عليه، وأي تغيير في هذا المناخ معناه أن مجتمعاتنا لن تتأقلم مع التطورات المناخية الجديدة كما نراها اليوم (الفيضانات والهزات الأرضية وارتفاع درجات الحرارة وزيادة وتيرة الأعاصير...) والتي تتسبب في تغير أسلوب حياتنا وتجبر سكان بعض المناطق للنزوح إلى المدن وتفضي لاندلاع الأزمات السكانية.

تنوع بيئي واسع

ومن جانبها، قالت سعادة الدكتورة سميرة بنت محمد موسى الموسى المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو، إنَّ النسخة الـ13 من جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة والتي يتم منحها كل سنتين سوف تقدم للفائزين خلال منتدى اليونسكو للعلوم الذي تستضيفه الأكاديمية المجرية للعلوم في بودابست خلال الفترة من الرابع وحتى السابع من نوفمبر المقبل. وقالت إنَّ الجائزة تتمثل في مبلغ مالي سخي من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم وشهادة تقدير تمنح للجهة الفائزة تحمل شعار السلطنة وشعار اليونسكو وتكون باللغتين العربية والإنجليزية، وتهدف الجائزة الى اعطاء الاعتراف الواجب للأفراد والمؤسسات التي تعمل بشكل مبتكر وتلتزم بمواجهة التحديات البيئية. وأضافت بأن "حماية بيئتنا أمر حيوي، إذا كنا نريد كوكبا قابلا للحياة ومستقبلا مستداما حيث يواجه العالم العديد من التحديات البيئية الحرجة؛ لذلك فمن المهم أن ندعم المبادرات العالمية في مجالات التنوع البيولوجي والبحوث في الموارد الطبيعية والإدارة وصون البيئة والتعليم.. مشيرة إلى أنَّ الجائزة تعزز المعرفة والابتكار وزيادة الوعي للتعاون في هذا المجال وجعل الحفاظ على البيئة أولوية عالمية".

وأشارت سعادة المندوبة الدائمة للسلطنة لدى اليونسكو إلى أنَّ سلطنة عمان تتمتع بتنوع بيئي واسع، وقد أولت أهمية كبيرة للحفاظ على البيئة، وقامت في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- بتبني العديد من المبادرات التي تهدف لحماية البيئة ومعالجة القضايا البيئية؛ ففي العام 1984م قامت وزارة البيئة بإعداد إستراتيجية وطنية لحماية البيئة، وفي العام 1989م أعلنت السلطنة عن أول جائزة عربية تُمنح على المستوى العالمي في مجال حفظ البيئة وهي جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة، كما أنشأت السلطنة المركز الوطني للدراسات الميدانية في مجال حفظ البيئة، وخصصت عام 2001م عاما للبيئة. واضافت سعادة الدكتورة سميرة بنت محمد موسى الموسى بأن السلطنة -علاوة على ذلك- تدرك البعد الشامل لحماية البيئة؛ إذ ركزت على مبدأ التعاون بين جميع الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة ذات الصلة، وتسهم وزارة التربية والتعليم -عبر مناهجها- في رفع مستوى الوعي في هذا المجال وتعكس تلك الجهود التزام السلطنة تجاه تحقيق وحماية البيئة المستدامة؛ حيث أشار جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- في كلمته السامية التي وجهها إلى قمة الأرض، والتي أقيمت في البرازيل عام 1992م بقوله: " لنعمل معا على اختلاف الأيديولوجيات والمصالح الوطنية لمعالجة القضايا البيئية و قضايا التنمية التي نواجهها بروح المصالحة والصداقة والسلام".

وحول التعاون مع اليونسكو، قالت سعادتها: إنَّ جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة تتماشى مع رسالة المنظمة الدولية الأخلاقية، وهي "تحقيق التنمية المتناغمة والسلمية" والأهداف الموضوعة في جدول أعمال التنمية لما بعد عام2015.. مشيرة إلى الدور القوي والبارز الذي تلعبه اليونسكو في الدعوة للمحافظة على البيئة؛ حيث تشارك المنظمة الأممية في بحوث الموارد الطبيعية والتعليم البيئي وبناء القدرات ووضع السياسات وإدارة المناطق المحمية. وتتعاون السلطنة مع اليونسكو في العديد من المشاريع ذات الصلة مثل مشروع انشاء نظام التحذير الوطني المبكر للاخطار. وأكدت سعادتها أنَّ "التحديات البيئية العالمية لا تزال قائمة، وعلينا مواجهتها؛ لذلك فالمبادرات التي تسعى للحفاظ على بيئتنا يجب أن نشجعها وندعمها على أمل أنها تبقي مزدهرة من أجل كوكب قابل للحياة".

ترسيخ الثقافة البيئية

من جانبه، أكَّد سعادة السفير الدكتور موسى بن جعفر بن حسن المستشار بالوفد الدائم لسلطنة عمان لدى اليونسكو، أنَّ فكرة جائزة اليونسكو/السلطان قابوس لصون البيئة انطلقتْ من قناعة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بأهمية حماية وصون البيئة، وأنها عملية شاملة متواصلة عابرة للحدود المحلية، وأن تطور البشرية وتأثير ذلك على البيئة يستحق مشاركة عالمية واسعة للحفاظ على سلامتها.. وقال سعادته: إنَّ مبادرة جلالته بتأسيس الجائزة وانطلاقتها هدفتْ إلى تشجيع وترويج الأنشطة والمبادرات اللافتة التي تهدف إلى حماية البيئة في أي بقعة من العالم ضمن رؤية طموحة لتعميم الثقافة البيئية ونشرها وترسيخها ضمن المناهج الدراسية لتصبح ضمن الأسس والمبادئ التعليمية في العالم.. مؤكدا أنَّ الجائزة لعبت دورًا رائدًا من أجل إرسائها وتفعيلها، والدليل على ذلك أنَّ الفائزين الذين اضطلعوا بجهود ملفتة لحماية البيئة يتوزعون على جميع قارات الكرة الأرضية التي تدعو الجائزة إلى حمايتها. وأضاف بأنه عند الإعلان عن الجائزة من قبل حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- خلال زيارته لمقر اليونسكو عام 1989 لم يكن العالم يُعنى كثيرا بأهمية حماية البيئة. أمَّا اليوم، فقد أضحت البيئة الهاجس الأول والأكبر لدى المسؤولين والخبراء والباحثين الذين أدركوا إدراكًا لا ريب فيه أن سر حماية الأرض واستمرار الحياة -على تنوع نُظمها- سيكون حصرًا من خلال حماية البيئة؛ إذ تُعقد المؤتمرات وتنظم اجتماعات متعددة في العالم لإيجاد الوسائل والسبل لحماية البيئة ومستقبل البشرية؛ لذلك يحقُّ لنا كعمانيين أن نفتخر بهذا النظرة البعيدة المدى والاستشرافية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم.

تعليق عبر الفيس بوك