التعريف بشروط المنافسة في النسخة الثالثة لـ"جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" بالبريمي

فرع "الغرفة" يستضيف المحطة السادسة من سلسلة الحلقات التعريفية برعاية الإسحاقي

البريمي - سَيْف المعمري

تصوير/ هلال النقبي

استضافتْ غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة البريمي، أمس، المحطة السادسة من اللقاءات التعريفية بجائزة الرؤية لمبادرات الشباب في نسختها الثالثة 2015، ورعى الفعالية سعادة الشيخ الدكتور خلف بن سالم بن عبدالله الإسحاقي والي البريمي، بحضور أصحاب السعادة والمشايخ والرشداء ومسؤولي المؤسسات الحكومية والخاصة وطلاب وطالبات الجامعات والكليات المعاهد ومركز التدريب المهني بالبريمي وطلاب وطالبات تعليمية محافظة البريمي.

واستُهل برنامج الحفل بكلمة قدَّمها حاتم الطائي؛ رحَّب فيها بسعادة الشيخ الدكتور خلف بن سالم بن عبدالله الإسحاقي والي البريمي والمشايخ والرشداء بمحافظة البريمي.. وأضاف بأنَّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعث بمجموعة من الرسائل إلى الأمصار وهي خمسة من الدول والشعوب التي تأسست فأرسل رسالة إلى بلاد فارس ورسالة إلى إمبرطورية الروم ورسالة إلى مصر ورسالة إلى اليمن والرسالة الخامسة إلى أهل عُمان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- "لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"، وهي رسالة سماوية مقدسة لدعوتنا إلى السلام والإسلام.

ووجَّه الطائي كلمته للشباب الحاضرين.. قائلا: وأنتم يا شباب عُماب عليكم أن تحملوا هذه الرسالة عاليا؛ لأنها أمانة في أعناقنا جميعا، والتاريخ العماني والذي علينا أن نعرفه جميعا كجزء من المسؤولية الاجتماعية يمتد إلى آلاف السنوات قبل الميلاد، وقد تحدثنا قبل ذلك قبل بداية النبوة 1400 سنة ولو توغلنا في التاريخ وسألنا لماذا جاءت رسالة الإسلام إلى أهل عُمان لوجدنا أن الاكتشافات الأثرية والتنقيب امتد 8000 سنة قبل الميلاد، وهذه مواقع أثرية في رأس الجنز وموجودة في بات وفي البريمي ورأس الحمراء في مسقط، وهي تعتبر من أقدم المواقع الأثرية في العالم؛ حيث يعد علماء الآثار -ومن بينهم سيرج كلوزا فرنسي الجنسية، والذي توفي قبل عامين، والذي وهب حياته لدراسة الآثار العُمانية، وله كتاب أصدرته وزارة التراث والثقافة؛ أهمها ابتكار السفن والقوارب العابرة للبحار المفتوحة بيننا وبين الهند وهو اكتشاف للعُمانيين يسجل في فترة مبكرة من التاريخ عندما كانت أوروبا في عصور الظلام، حيث كان العُمانيون يبتكرون السفن العابرة للمحيطات والبحار المفتوحة، ووصولوا إلى شمال الهند في منطقة كوجيرات، ووصلوا إلى البصرة ومع دلمون والخليج، واكتشفوا الأختام في رأس الجنز، وكذلك اكتشاف الأفلاج وهي معجزة إنسانية.

وأضاف الطائي بأنَّ اكتشاف العمانيين للأفلاج كان في منتهى الأهمية في علم الجيولوجيا والهدرولوكس، وبعد ذلك توالت مسيرة الإنسان العماني على هذه الأرض الطيبة وفي العصر الحديث لدينا خطاب صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في 23 يوليو 1970م، وهو من أقصر خطابات صاحب الجلالة، تحدث جلالته آنذاك في رسالتين مهمتين؛ وهما: الإسراع في بناء الدولة العصرية ولله الحمد الآن نحن نشهد هذه مكونات الدولة الحديثة حيث الجامعات والمدارس والمعاهد والمؤسسات العصرية. أما الرسالة الثانية؛ فهي: استعادة أمجاد عُمان وهي أمانة في أعناقنا جميعا لأن نكون في مستوى المسؤولية لأسلافنا القدامى الذين قدموا للحضارة الكثير والكثير.

وتابع الطائي بأنَّه في عهد صاحب الجلالة أصبحت عُمان دولة سلام ومحبة للخير ودولة صلح، وقد كنت في جمهورية بروندي قبل فترة، وسألت الأخوة العمانيين كيف استطاعوا العيش بين الحروب الأهلية في بوروندي، فقالوا لي كنا محايدين لا نميل عن فئة على حساب الآخرى؛ فكنا نعمل على الصلح وهذا هو النهج العماني، وكما يقول في الذكر الحكيم: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الأثم والعدوان".

وأشار حاتم الطائي في خطابه للشباب قائلا: كما تعلمون فإن العالم يعيش خلال العصر الحالي ثورة الإنترنت وهي أكبر ثورة معلوماتية في التاريخ، بعد ثورات عديدة في التاريخ كالثورة الزراعية والثورة الصناعية، والتي قامت على الإنتاج وصناعة الآلة، ونحن الآن نعيش في الخمسة عشرة سنة الفصل الأول من الثورة المعلوماتية، وبالتالي علينا نحن كمؤسسة أعلامية في جريدة "الرُّؤية" وعلى المؤسسات الأخرى في السلطنة إعادة ترتيب الأولويات بشكل جديد حتى يمكننا الاستفادة من الثورة التكنولوجية، والآن أصبح الخبر موجود على الهاتف النقال فعلى الإعلام أن يتوجه إلى أشياء أخرى فيما يعرف الأن بإعلام ما بعد الخبر، ونحن في جريدة "الرؤية" لدينا صفحة الرأي وأفضل الشباب العُماني يكتبون في جريدة "الرؤية" بشكل يومي، وبالتالي يجب علينا التكيف مع الخبر والمقال بما يتلاءم مع منجزات التنمية، ونحن هدفنا في الأساس التنمية التي هي بناء الإنسان المستنير الذي يقدم القيمة المضافة للوطن ونكون جميعا صفًّا واحدا، وسيظل التعليم هو الأساس، وإن كانت الفترة الأولى من عمر النهضة اهتممنا بانتشار التعليم وبناء المدارس وقد استمرت 45 سنة، فالآن التركيز على جودة التعليم، ويمكنكم ما بعد الدراسة أن تتعلموا الكثير من الإنترنت في العلوم الدينية أو في علوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات وغيرها، وهناك أكاديميات في اليوتيوب تستطيع أن تتعلم من خلاها درسا معينا في جميع المواد الدراسية، فهناك مجالات كثيرة تفتحها لنا ثورة الإنترنت في التطوير الذاتي، ونحن لدينا شباب في جريدة "الرؤية" بدأوا العمل بالجريدة بإمكانياتهم البسيطة جدا، وأصبحوا الآن ولله الحمد لهم حضورهم على مستوى السلطنة ومشاركات دولية، حيث كانوا يواصلون الدراسة وكسب المعارف المهنية من أكاديميات اليوتيوب. ووجه الطائي الشباب إلى إلغاء مفردات اليأس والإحباط والأبواب المغلقة، وحث الشباب على حفز الهمم والطاقات لخدمة الوطن كما عمل أسلافنا.

وأضاف الطائي بأنه في "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" نعمل على تمكين الشباب في مختلف المجالات العلمية والثقافية المختلفة؛ وذلك لأن الشباب بحاجة إلى توجيه واختيار هدف في الحياة، فعليك أن تختار المجال الذي يتناسب مع اهتماماتك وإمكانياتك، فكل إنسان لديه ملكات معينة، عليه أن يكتشفها، فأنت قادر على أن تصل إلى الدرجات الآولى، فموذج مثل علي الحبسي اللاعب الدولي العماني الذي لا يوجد من أمثاله العرب الذين يلعبون في الملاعب البريطانية إلا القليل، حيث صعد من ولاية المضيبي إلى أن وصل إلى ما وصل إليه من نجاح، فالتدرج هو الذي يصل بالإنسان إلى المراتب المشرفة، ونحن في جريدة "الرؤية" واجهنا الكثير من التحديات ولكن وصلنا إلى مكانة مثالية جدا، من خلال فريق العمل بالجريدة، فجائزة الرؤية لمبادرات الشباب تبعث رسالة إلى الشباب مفادها يا شباب عُمان أنتم قادرون على الوصول إلى الأفضل.

وشهد الحفل تقديم عرض مرئي عن "جائزة الرؤية لمبادرات الشباب" والذي تضمن استعراض أهداف الجائزة ومجالاتها (العلمية، والثقافية، والإعلامية، والإجتماعية، والتطوعية) وشروط وآلية الترشح للجائزة، ومن ثم تم فتح باب الحوار خلال الجلسة النقاشية التي تميزت بتفاعل ملحوظ من قبل الحضور، وقد أجاب حاتم بن حمد الطائي عن استفسارات الحضور وحثهم على المشاركة الفعالة في الجائزة.

وفي ختام الحفل سلم سعادة الشيخ الدكتور والي البريمي هدية تذكارية إلى فرع غرفة تجارة وصناعة عُمان بمحافظة البريمي؛ تقديرا لجهوهم في استضافة اللقاء التعريفي، وسلم حاتم بن حمد الطائي المدير العام ورئيس التحرير هدية تذكارية إلى راعي الحفل.

تعليق عبر الفيس بوك