دعاة سعوديون يحثون على الجهاد في سوريا.. وجماعات سورية تدعو لتحالف إقليمي ضد روسيا وإيران

الرياض -رويترز

دعا عشرات الدعاة السعوديين البلدان العربية والإسلامية "لمد يد العون المعنوي والمادي العسكري والسياسي" لما يقولون إنه الجهاد لقتال الحكومة السورية وحلفائها من الإيرانيين والروس.

ورغم أن الدعاة الموقعين على البيان المنشور على الإنترنت لا يتبعون الحكومة فإن لغتهم الطائفية القوية والمعادية تعكس غضبا متناميا بين سعوديين كثر من التدخل الروسي والإيراني في الحرب الأهلية بسوريا.

والأسبوع الماضي بدأت روسيا شن غارات جوية على أهداف للمعارضة السورية وتقول إنها تهدف لإضعاف تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد لكن الرياض أدانت هذه الخطوة. وشبه بيان الدعاة التدخل الروسي بالغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1980 الذي أثار موجة جهادية عالمية.

وقال البيان "المجاهدون في الشام اليوم يدافعون عن الأمة جميعها فثقوا بهم ومدوا لهم يد العون المعنوي والمادي العسكري والسياسي فإنهم إن هزِموا- لا قدر الله ذلك- فالدور على باقي بلاد السنة واحدة إثر أخرى."

والسعودية ومعها تركيا ودول عربية خليجية أخرى هم الداعمون الرئيسيون للمعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد المؤيد من إيران وروسيا. لكن السعودية وحلفاءها قلقون أيضًا من صعود جماعات جهادية أخرى في صفوف المعارضة كتنظيم الدولة الإسلامية.وانضمت مقاتلات سعودية لتحالف يشن غارات جوية على الدولة الإسلامية في سوريا وأصدرت الحكومة قانونا يقضي بالسجن لفترات طويلة على من يدعم التنظيم الذي قتل متعاطفون معه عشرات الأشخاص في هجمات بالمملكة هذا العام.وفاقم حمام الدم في سوريا- وهو جزء من صراع أوسع نطاقا على الهيمنة الإقليمية يجري بين السعودية السنية وإيران الشيعية- الغضب الطائفي في عموم الشرق الأوسط ودفع مقاتلين أجانب يحركهم التعاطف الديني للانضمام لطرفي الصراع.وسبق لعلماء رسميين في الرياض تسمية الحرب في سوريا بأنها جهاد لكنهم أيضا أدانوا الدولة الإسلامية وتنظيم القاعدة وقالوا إن المواطنين السعوديين عليهم ألا يذهبوا للخارج للقتال أو تقديم المال لفصائل المعارضة إلا من خلال القنوات الحكومية.وحرص الدعاة الموقعون على البيان وعددهم 53- وبينهم علماء إسلاميون بارزون لهم تاريخ من معارضة الحكومة- على عدم التناقض في الرسالتين فدعوا السعوديين على سبيل المثال للانضمام للجهاد لكنهم أيضا لم يجهروا بحديث ضد السفر للجهاد.وفي بيانهم- الذي استخدم تعبيرات طائفية لكل من إيران والطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد- صور الموقعون التدخل الروسي كجزء من "غزو صليبي أرثوذوكسي" وشنوا هجوما على الغرب لرفضه تزويد فصائل المعارضة بأسلحة مضادة للطائرات.وقال البيان "إن التحالف الغربي-الروسي مع الصفويين والنصيرية حرب حقيقية على أهل السنة وبلادهم وهويتهم لا تستثني منهم أحدا.وفي سياق مواز، دعت أكثر من 40 جماعة سورية معارضة بينها فصيل أحرار الشام الإسلامي القوي في بيان أمس دول المنطقة إلى تشكيل تحالف إقليمي ضد روسيا وإيران في سوريا متهمين موسكو باحتلال هذا البلد واستهداف المدنيين.وقالت الجماعات المعارضة وبينها أيضا جماعات تحت مظلة الجيش السوري الحر في البيان الذي اطلعت رويترز على نسخة منه إن التعاون لازم لمواجهة "التحالف الروسي الإيراني الذي يحتل سوريا."وقعت على البيان 41 جماعة ليس بينها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.وانتقد البيان المشترك لجماعات المعارضة ما قال إنه "العدوان العسكري الروسي في سوريا والاحتلال الصارخ للبلاد" واستهداف المدنيين بغارات جوية في ريف حمص بغرب سوريا.وقال البيان دونما إسهاب إن المدنيين كانوا مستهدفين بشكل مباشر بطريقة تعيد الى الأذهان سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها روسيا في حروبها السابقة.ولم يذكر البيان أي الدول يجب أن يشارك في التحالف ولكن تركيا والسعودية وقطر تدعم مقاتلي المعارضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد.وكانت جماعات المعارضة السورية جددت الدعوة إلى مناصريها من العرب لتزويدهم بأسلحة أشد قوة مثل نظم مضادة للطائرات في ضوء التدخل الروسي في الحرب لكن بيان أمس كان فيما يبدو أكثر دعوات المعارضة تنسيقا للتحرك ضد التدخل الروسي.وكان عشرات من رجال الدين الإسلامي السعوديين غير المرتبطين بالحكومة دعوا في وقت سابق الدول العربية والإسلامية إلى تقديم "كل دعم معنوي ومادي وسياسي وعسكري" لما سموه الجهاد ضد الحكومة السورية وأنصارها الإيرانيين والروس.

تعليق عبر الفيس بوك