مواطنون: "التفحيط" خطر محدق بأرواح الشباب.. والحل في التوعية وتغليظ العقوبات

طالبوا بتنظيم برامج ثقافية وترفيهية لشغل أوقات فراغ المراهقين

الشملي: مواجهة الظاهرة مسؤولية مشتركة تبدأ بمؤسسات المجتمع المدني ولا تنتهي بالشرطة

المعمري: ممارسو التفحيط يدمنون التنافس والمخاطرة واستعراض إمكانيات المركبات

الشهومي: المخالفون حوَّلوا السيارات من نعمة إلى نقمة تزهق الأرواح وتقلق المرضى

الحارثي: على كل فئات المجتمع معاونة الشرطة بالإبلاغ عن كل شاب طائش يمارس التفحيط

انتقدَ عددٌ من المواطنين انتشارَ ظاهرة التفحيط بين فئة الشباب، وحذَّروا من مخاطر الظاهرة على مستقبل الشباب وأثرها السلبي على مختلف فئات المجتمع، في ظل ما تخلفه من ضحايا ومصابين وخسائر في الممتلكات العامة والخاصة. وأكدوا ضرورة تشديد العقوبات على من يرتكبون تلك المخالفات؛ لردعهم، والحد من انتشار الظاهرة.

وأشار عددٌ مِمَّن استطلعت "الرُّؤية" آراءهم حول تلك الظاهرة، إلى أهمية الرقابة الأسرية في توجيه المراهقين إلى الممارسات السليمة لدى استعمالهم السيارات، فضلا عن دور المدرسة ومختلف مؤسسات المجتمع المدني في تنظيم الدورات والمحاضرات التوعوية لتعريف الشباب بمخاطر التفحيط والعقوبات المقررة على مَنْ يمارسه. وأكَّدوا على ضرورة تكثيف البرامج التي من شأنها شغل أوقات فراغ الشباب لتجنيبهم تلك الممارسات الطائشة التي تعود عليهم وعلى أسرهم وأوطانهم بكل ضرر.

عبري - ناصر العبري

وقال حميد بن مسعود بن عبدالله الشملي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري: إنَّ المجلس البلدي ومختلف مؤسسات المجتمع المدني يُساهمون بجهود مكثفة تبدأ بالتوعية والنصح وتنتهي بوضع القوانين والعقوبات الرادعة لمثل هذه التصرفات. وأضاف بأنَّ ظاهرة التفحيط في الليل وسط الأحياء السكنية ظاهرة خطيرة، بدأت تنتشر بسرعة بين المراهقين والشباب.. ولا شك أنَّ هذه الظاهرة مزعجة ومقلقة للراحة العامة، فضلا عن تسبُّبها في وقوع الحوادث المميتة والإصابات الناتجة عنها. وليس من الموضوعية إلقاء المسؤولية على جهة بعينها؛ فالمسؤولية هنا مشتركة بين شرطة عمان السلطانية ومختلف مؤسسات المجتمع المدني.

وقال سعيد بن راشد المعمري: إنَّ العديد من الظواهر السلبية انتشرت في مجتمعنا؛ ومنها: ظاهرة باتت تزعج الكثير من فئات المجتمع خصوصا كبار السن والمرضى والأطفال والنساء وهي ظاهرة التفحيط، التي تعدُّ من أخطر الظواهر حاليا. ومن أسباب ودوافع ظاهرة التفحيط: حب الظهور والشهرة والفراغ، وتقليد ومحاكاة رفقة السوء، والتنافس واستعراض إمكانيات القيادة والمركبة، وضعف رقابة الأسرة على أبنائهم، فضلا عن تأثير وسائل الإعلام من خلال ما تعرضه بعض البرامج التي تشجع على ممارسة التفحيط والقيادة بشكل جنوني، وكذلك التأثر بالألعاب الإلكترونية خصوصا بين الأطفال.

وأضاف المعمري: إن ظاهرة التفحيط تترك الكثير من الآثار السلبية على الفرد والمجتمع؛ لأنها تقتل النفس وتعتدي على الآخرين بإتلاف أرواحهم وترويعهم، وتتسبَّب في خسائر مادية في الممتلكات العامة والخاصة بسبب الحوادث، كما تسبِّب الفوضى وانتهاك الأنظمة وتعطيل الحركة المرورية.. وأشار إلى أنَّ قضية التفحيط ليست قضية مرورية وأمنية فحسب، بل هي قضية وطنية اجتماعية أسرية وإعلامية مشتركة بيننا جميعا، ويجب على شرطة عمان السلطانية التشديد على المفحطين والتضييق عليهم ومراقبة الأماكن التي تكون ميداناً لتفحيط، وعلى المجالس البلدية في المحافظات ان تعمل على الحد من هذه ظاهرة من خلال نشر الوعي بين الشباب والتذكير بأضرار الظاهرة الخطرة، وعلى الأسرة أن تراقب الأبناء للتأكد من سلامة تصرفاتهم وعدم تسليمهم لسيارة إلا عند الحاجة مع مراقبة استعمالها.

من نعمة إلى نقمة

وذكر سيف بن راشد الشهومي الآية الكريمة: "وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق مالا تعلمون".. مضيفا: إنَّ ظاهرة التفحيط تفشت في مجتمعنا، ولم تقتصر على الأحياء السكنية، بل وصلت إلى أبعد من ذلك؛ فشوَّهت الطرقات العامة وتسبَّبت في زهق الأرواح دون أن يكترث صاحبها للعواقب والنتائج، على الرغم من أن السيارة نعمة كبيرة في حياة الإنسان فكم أسعفت من مريض وكم أغاثت من ملهوف فضلا عن الطاعات والقربات من سير إلى المساجد أو حج وعمرة أو بر والدين أو صلة رحم أو عيادة مريض.

وأكد الشهومي أن ظاهرة التفحيط مزعجة وأغلب فئة تمارسها هي الفئة المحصورة بين 18 سنة وحتى 30 سنة، وأمرها خطير إن لم تتدخل الجهات المعنية وتردع هؤلاء مع تغليظ العقوبات عليهم للحد منها. والمسؤولية مشتركة بين الأسرة داخل البيت والمدرسة والشرطة ومؤسسات المجتمع المدني فالأسرة تعلب دورا أساسيا ومحوريا في المقام الأول من خلال تنشئة الأبناء وتربيتهم التربية الصحيحة ونصحهم وإرشادهم ومراقبتهم وعدم السماح لهم بممارسة هذه الظاهرة التي ربما تكلفهم الكثير، ونحمل الأسرة المسؤولية الأساسية عن هذه الظاهرة. أما المدرسة فدورها مكمل لدور الأسرة وتعمل على تعزيز الوعي لدى الطالب بخطورة هذه الظاهرة والسلوكيات الخاطئة.

وعن الناحية القانونية في ردع المتهورين وعشاق التفحيط الذين يمارسون هوايتهم الجنونية خارج الحلبات المخصصة، قال: إنَّ الشرطة سلطة تنفيذية قائمة بدورها في متابعة ومراقبة المواقع التي تكثر فيها ممارسة التفحيط وتعمل على تطبيق القانون لردع هؤلاء المفحطين وإحالتهم للعدالة. وإلى جانب مؤسسات المجتمع المدني بما فيها الحملات التوعية والفرق الأهلية والتطوعية؛ فدورها مهم في توعية وتثقيف الشباب وغرس السلوك الصحيح في داخلهم من خلال التوعية وإقامة الندوات والمحاضرات الهادفة للحد من هذه الظاهرة.

رقابة مجتمعية

وقال عوض بن راشد الحارثي: إنَّ شباب اليوم والغد هم طفرة التطور للوطن، ولا يليق بهم كل ما يصنف بأنه أسلوب غير حضاري وطيش غير مبرر ويلقى اللوم الأول والأخير على العائلة التي نشأ فيها الشاب الذي لم يجد رقابة من ولي أمره عما يفعله خارج المنزل؛ فنجد الآن الشباب يسرحون ويمرحون في طرقات المساكن العائلية دون حسيب ولا رقيب. وهنا يأتي دور المجتمع قبل كل شيء في محاربة ظاهرة التفحيط بالإبلاغ عن كل شاب يمارس التفحيط بالشوارع سواء كان وسط المساكن العائلية أو غيرها من الأماكن التي يتواجد بها المارة ومستخدمي الطريق حتى يتم القضاء على هذه الظاهرة قدر الإمكان. وأكد على أهمية دور رجال الشرطة في مراقبة الشوارع وإلقاء القبض على من تسوِّل له نفسه إزعاج المواطنين وتعريض حياتهم للخطر. وتحويل كل طائش من هؤلاء الشباب للمسألة القانونية ومعاقبته على استهتاره في ممارسة مثل هذه السلوكيات غير الحضارية. ويجب على كل مواطن غيور على بلده ويخاف على أبناء وطنه أن يتعاون مع الجهات الأمنية للحد من ظاهرة التفحيط في شوارع وطرقات الأحياء السكنية وإقلاق راحة المرضى وكبار السن والأطفال.

وقال مُحمَّد بن عبدالله بن حارب الغافري: تظل الحوادث المرورية في أي مجتمع من المسببات الأساسية للوفيات والإعاقات بشتى أنواعها، وهى من أولويات المشاكل التي تؤرق الفرد والمجتمع. وما يحدث حاليا من مظاهر استهتار بعض قائدي المركبات سواء من خلال التجاوز الخاطئ أو السرعة الزائدة هي مسببات قد تكون أقل استهتارا من ظاهرة التفحيط بالمركبات خاصة بين فئات المراهقين المستهتر بِكُل شيء حوله. لذا فإنه من الضروري بمكان وجود قوانين ردع صارمة تجاه هؤلاء المراهقين وأول تلك القوانين أرى أن العقاب الجسدي أو السجن أو ما شابه ذلك من عقوبات لن يكون رادعاً من أول مره بل لابد من وجود إرشاد نفسي واجتماعي من الأب والأم ومن الأخ الأكبر والأخت الكبرى؛ فالعقل الراجح والنفس الواثقة والطموح والحرص على السلامة الشخصية والسلامة العامة هي من الأساسيات التي تدرك على أن محبة الآخرين من محبة النفس وأن محبة الآخرين هي وسام خير وفضيلة مهما تعاقب السنون والأشهر والأيام.

وقال يوسف بن عوض البلوشي إنَّ من الظواهر السلبية التي تفشت بين الشباب ظاهرة التفحيط، التي حصدت بسببها كثير من أرواح الشباب اللذين هم عماد الأمة وينتظر منهم المجتمع الكثير من العوائد الإيجابية والمساهمة الفاعلة في بنائه وتطوره؛ فالقلب يبكي عليهم قبل العين، فمنهم من زهقت روحه وهو يشاهد ويشجع ومنهم من مات وهو يمارس هذه الهواية الغريبة التي ظهرت من فترة ليست بالقريبة ثم خمدت ثم عادت بقوة للظهور لدرجة وصلت إلى أن يطالب الشباب بقوة بصالات لممارسة هذه الهواية ويعبروا فيها عن المشاعر المكبوتة داخلهم. وبالبحث في أسباب ظهور الهواية بقوة في الوقت الراهن سنجد أن هناك عدة أسباب؛ منها: تساهل الآباء، وانتشار كثير من الألعاب الإلكترونية التي يمارس فيها الشباب ألعاب تشجع على السرعة في القيادة وممارسة لعبة التفحيط وكذلك تنمي لديهم غريزة شراء السيارات الرياضية التي يمكن أن يسير بها الشاب بسرعات جنونية، وكذلك انتشار مثل هذه الألعاب بنظام تشغيل 3D؛ الأمر الذي يمكن أن يثير الشباب لمحاكاة ما مارسوه خلال تلك الألعاب في البيئة الواقعية.

استثمار أوقات الفراغ

وأضاف حمود بن سيف الشندودي: انتشرت هذه العادة السيئة بين الشباب بسبب غياب الوازع الديني وعدم استغلال وقت الفراغ في شيء مفيد وغياب النصح والإرشاد من قبل الأسرة والمجتمع، ولرجال الشرطة الدور الأهم من حيث التوجيه والإرشاد وتوعية الشباب بخطورة هذه العادة الدخيلة على المجتمع العماني المحافظ، ولابد من الردع واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة الظاهرة وللمجلس البلدي دور لا يقل أهمية من خلال التعاون مع الجهات المختلفة لإيجاد حلول لمواجهة هذه المشكلة وإيجاد وسائل لشغل أوقات الشباب من خلال التعاون مع الأندية والجمعيات والفرق الأهلية والتطوعية، ومن المفترض أن يحارب المجتمع هذه العادة السيئة، وأن تتكاتف الجهود من الجميع في سبيل إبعاد الشباب عن هذه الممارسات.

وقال سليم بن حمود بن علي الدرعي: إنَّ التّفحيط بالسيارات والدراجات النارية ظاهرة منتشرة للأسف لدى فئة الشباب والمراهقين. وتسبّبت لكثير من النّاس بكوارث وذكريات مؤلمة، فكم من شخص مات، وكم من شخص أصبح معوقاً وبه عاهات مستديمة، وكم من شخص تأذّى نفسيّاً، ولابدّ من القضاء على هذه الظّاهرة بمعرفة أسباب تفشّيها، وكيفيّة علاجها والحدّ من أسباب انتشارها، ومنها إهمال الأهل لأبنائهم، إذ ينشغل كلّ من الأب والأم بنفسَيهما مع نسيان الأولاد، ومع التّرف الزّائد، والدّلال السّلبيّ، خاصة في فترة المراهقة من بعد الصف العاشر؛ فيبدأ الأبناء بالتّصرّف دون أيّ اعتبار للأهل، فالولد الذي يجد مفتاح سيّارة والده في متناول يديه، لن يتوانى عن أخذها، فهو يعلم بأنّه مدلّل، وبأنّه لن يشعر أحد بخروجه، وهو لا يملك أدنى شعور بالمسؤوليّة، ولا يقدّر عواقب الأمور فضلا عن متابعة الفيديوهات والأفلام في برامج التواصل الاجتماعي من (واتساب وإنستجرام وسناب شات) التي تعرض سلوك التّفحيط بطريقة إيجابيّة وبمظهر جذّاب للمراهقين. والمراهق يعجبه ذلك لما فيه من إثارة، وبالتّالي سيبدأ بالتّقليد، لا سيّما أنّ هذا السّلوك يعرض على أنّه عمل بطوليّ وخارق، وفيه من الإيجابيّات ما لا يعدّ ولا يحصى.

وأوضح الدرعي أنَّ من أسباب انتشار الظاهرة وجود تجمّعات لممارسة التّفحيط بالسيارات أو الدراجات النارية؛ فهناك أماكن معيّنة يتجمّع فيها الشباب ويبدؤون بالمنافسات والاستعراض أمام جماهير من النّاس، وهذا الأمر يستقطب المراهقين، ويحمّسهم على ممارسة التّفحيط وتعلّمه، والإدمان عليه دون تقدير للعواقب والمخاطر المترتّبة على القيام به وممارسته.

تحريم وتجريم التفحيط

وقال مسعود بن بطي الهنائي إنَّ التفحيط بالسيارات أو الدرَّاجات النارية محرم في الشريعة الإسلامية ومرتكبه متوعد بالعقوبة جزاء إيذائه نفسه وإيذائه عباد الله الأبرياء. ومن مات بالتفحيط فهو يعد منتحرا كما قال أهل العلم ومن أودى بحياة الآخرين فيعد قتل شبه العمد والله جل وعلا توعده بالعقوبة، حيث قال تعالى "والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وأثماً مبيناً"، ومن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كـره لكم ثلاثاً: القيل والقال، وإضـاعة المال، وكثرة السؤال". فعلى كل التوعويين من شرطة عمان السلطانية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة التربية والتعليم أن ينظموا محاضرات وندوات ينددون فيها بهذه الظاهرة الخطيرة ويبينون عواقبها لجميع فئات المجتمع.

وأضاف حسام حمدان سالم الناصري: انتشرت الكثير من السلوكيات غير العقلانية من بعض المواطنين خصوصا فئة الشباب وباتت تقلق راحة المواطنين خصوصا كبار السن والأطفال، وأصبحت هذه الممارسات كالتفحيط سببا في حصد عشرات الأرواح سنويا، وتغرس الرعب في قلوب الآمنين. وهناك العديد من الأسباب التي تدفع الشباب لممارسة هذهالسلوكيات؛ منها: الإهمال من جانب الأهل تجاه الابن، وعدم تنشئته بالطريقة الصحيحة، فمن يزرع شوكا لا يحصد ريحانا. كما أن لرفقاء السوء دورا كبيرا في انجراف الابن مع التيار خصوصا في سن المراهقة. أما المسؤولية فهي موزعة على عدة فئات، فللشرطة دور مهم في القضاء على هذه المشاكل، من خلال اقتراح قوانين صارمة وعقوبات شديدة للمخالفين. كما أن للمجلس البلدي دورا مهما من خلال التوعية والإرشاد.

وقال إبراهيم عبدالله سليمان المجرفي: إنَّ المواصلات نعمة من نعم الله، لكن للأسف استخدم شبابنا وسيله النقل بطريقة سلبية فقد انتشرت ظاهرة التفحيط التي تسمى بـ"لعبة الموت". ومن أسباب ودوافع الظاهرة: حب الظهور والشهرة وكثرة الفراغ وتقليد رفقة السوء والتنافس واستعراض إمكانات السيارة وغياب رقابة الأسرة وغفلة كثير من الآباء عن أبنائهم.

وقال الوليد بن خالد اليعقوبي: إنَّ هذه سلوكيات غير أخلاقية، وللأسف بدأت تكثر في مجتمعنا ونحن كشباب عاقل لا نقبل بها ولكن هناك بعض الشباب غير المهتمين والمستهترين يمارسون هذه العادات والتصرفات التي تزعج المجتمع كثيرا. وأعتقد أنَّ من أسباب هذه الظاهرة قلة النصح والإرشاد من قبل الأهل، فضلا عن الابتعاد عن الدين وعدم الاهتمام بحريات الآخرين وكذلك أصحاب السوء لهم دور كبير في تفشي هذه الظاهرة. ورجال شرطة عمان السلطانية لهم دور كبير في إرشاد الشباب، لكن الأساس يعود للأسرة و الأصدقاء، كما أن هناك دورا للمجلس البلدي وغيره من المجالس في إيجاد حلول لهذه المشكلة من خلال تقديم النصح وطرح بعض الأفكار الإيجابية النافعة للشباب لتبعدهم عن مثل هذه التصرفات.

وأضاف أحمد بن سعيد الغريب بأنَّ التفحيط ظاهرة خطيرة انتشرت بشكل كبير وخطير في مجتمعاتنا بين فئة الشباب. والتفحيط عبارة عن مخالفة سير مرورية يقوم بها المفحط بالسير بسرعة كبيرة وبشكل مفاجئ بحيث يجعل الإطارات تدور بسرعة دون تحرك السيارة وتحدث صوتا عاليا ومزعجا مما يترك آثار سوداء على الطريق وينتج عنه دخان كريهالرائحة وملوث. وتابع: لا يخفى على أحد أن لهذه الظاهرة آثارا سلبية على الفرد والمجتمع، ومنها ما قد يؤدي لقتل النفس والمغامرة بالروح ولا تكاد تمضي أيام إلا ونسمع خبر مفجع من هذا القبيل. ومن آثار التفحيط إحداث أضرار في الممتلكات العامة والخاصة للناس والدولة. وكذلك يؤدي إلى ترويع الناس في الشوارع وداخل منازلهم بسبب التهور وتعطيل حركة المرور في كثير من الأحيان وتقلق راحة المرضى وكبار السن.

وأشار الغريب إلى أنه لمواجهة هذه الظاهرة لابد من تكاتف جهود المجتمع فالتفحيط قضية وطنية اجتماعية وأسرية وإعلامية وليست قضية مرور فقط. كما أن الشرطة لها دور في منع هذه الظاهرة والتصدي لها وتتبع ومعاقبة مرتكبيها وللأسرة دور في توجيه أبناءهم ومراقبتهم وللمدرسة ووسائل الإعلام المختلفة ودور العبادة والمؤسسات لكل دوره في القضاء علىهذه الظاهرة وتوعية الشباب على خطورتها وآثارها. وإن كان بعض الشباب يعتبر هذه الظاهرة نوعا من الرياضة فلا مانع من المؤسسات المختصة كالبلديات أن تقوم بتهيئة حلبات مناسبة للقيام بممارسة هذه الرياضة بحرية وتنظيم وبعيدا عن المناطق السكنية أو الشوارع والمؤسسات العامة.

وقال عبدالله بن حمد بن سيف العبري: إن إزعاج المواطنين من قبل فئة من الشباب تقوم بالتفحيط بين شوارع القرى والمدن أثناء الليل تصرف يثير الغضب، خصوصا وأن هناك فئات من المرضى بحاجة إلى الراحة، كما أن مسؤولية الحد من هذه الظاهرة مشتركة بين رجال الشرطة والمجتمع المدني، كما أن هذه الفئة من الشباب لا تحترم حرمات المقابر وأسر المتوفين لذلك لابد من تضافر الجهود والتعاون مع رجال الشرطة بالإبلاغ عن هذه الفئة التي تعبث بحقوق المواطنين والأطفال والمرضى.

تعليق عبر الفيس بوك