السلطنة تشارك دول العالم الاحتفال بيوم المسنين تحت شعار "إضافة حياة للسنوات"

مسقط - العُمانيَّة

شاركتْ السلطنة، أمس، دول العالم احتفالها باليوم العالمي للمسنين، الذي يوافق الأول من أكتوبر من كلِّ عام، تحت شعار "إضافة حياة للسنوات وليس فقط سنوات للحياة"، وتتجاوب برامج رعاية المسنين في السلطنة مع التوجهات العالمية التي تفضِّل رعاية المسن في بيئته وفي داخل أسرته والتقليل قدر الإمكان من الرعاية داخل المؤسسات الإيوائية التي ثبت ظهور سلبيات كثيرة من خلال العمل بها كبرامج رعائية للمسنين.

ويحظى المسنون في السلطنة باهتمام ورعاية كبيرين من كافة القطاعات الحكومية ومن ذويهم وأهل مجتمعهم؛ باعتبارهم مصدرا للمشورة الصادقة بما لديهم من خبرة وحكمة وبصيرة في إدراك الأمور، وكحق من حقوقهم كأفراد ساهموا في تنمية مجتمعاتهم بما قدموه في سن شبابهم وعطائهم وعملهم. ويبرز الاهتمام بقطاع المسنين والاستجابة لاحتياجاتهم كمهمة وطنية وتكريم مجتمعي لشريحة كان لها الدور البارز في بناء الوطن والاجيال، وإضافة لما تمليه علينا قيمنا الدينية والأخلاقية والحقوق الإنسانية التي تحض على الوفاء لكبار السن ممن يستحقون التقدير والاحترام وتوفير حياة اجتماعية وصحية كريمة مليئة بالحيوية وتحقيق الرفاهية لهم.

وترجمة للاهتمام والرعاية اللذين يحظى بهما المواطن منذ فجر النهضة المباركة في مختلف برامج التنمية الشاملة، تقوم وزارة التنمية الاجتماعية -عبر منظومة برامجها- بالاهتمام بالمسنين، كما تقوم الوزارات والجهات الأخرى المعنية بتطوير خدماتها المقدمة لهذه الفئة، وتم في إطار هذا الاهتمام إنشاء البرنامج الوطني لرعاية المسنين منذ عام 2011م وهو برنامج مشترك تتعاون فيه وزارة الصحة ووزارة التنمية الاجتماعية والجمعية العمانية لأصدقاء المسنين وفئات المجتمع المختلفة.

وأدَّى إنشاء البرنامج وتحسّن الخدمات الصحيّة في السلطنة وصحة البيئة إلى ارتفاع متوسط العمرالمتوقع للمواطن العماني وزيادة نسبة المسنين في السلطنة؛ حيث إنَّ كبار السن من فئات المجتمع التي تحتاج لعناية خاصة، وتهدف البرامج إلى تقديم خدمات نوعيّة للمسنين تتناسب مع مرحلتهم العمرية على أن تكون تلك الخدمات المقدمة خدمات نوعيّة وفعليّة تتناسب مع حالة المسن الصحية والاجتماعية، ويهدف منها إلى تحسين نوعية الحياة للمسن والارتقاء بمعرفة الأسرة والمجتمع حول المشاكل الصحيّة والاجتماعيّة للمسنين وتشجيع الأسرة والمجتمع على المساهمة الفاعلة في تقديم رعاية أفضل للمسنين والاهتمام بتلك الفئة بالطريقة الصحيحة التي تناسب احتياجاتهم.

ويقدم البرنامج خدماته من خلال مراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة ومنها يتم تقييم حالة المسن الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة وبناءً على ذلك التقييم يتم تصنيف المسن حسب حاجته وتحويله إلى الجهات المعنية حسب احتياجاته الصحيّة والنفسيّة والاجتماعيّة والعمل على توفير تلك الاحتياجات والاهتمام به حتى تتحقق للمسن حياة أفضل وأحسن في تلك المرحلة العمرية الخاصة.

وتم اشهار الجمعيّة العمانية لأصدقاء المسنين رسميًا من قبل وزارة التنمية الاجتماعية في 17 يناير 2011، وتهدف إلى تقديم المساعدة للمسن في الحصول على الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والوصول إليها بالتنسيق مع الجهات الحكوميّة والأهلية المعنية وتسهيل تعامل المسن مع الحياة اليومية والدوائر الحكومية والمحافظة على حقوق المسن التشريعية وتشجيع وسائل الإعلام على الاهتمام بالمسن وإبراز قضاياه.

ويقول الدكتور حمود بن أحمد اليحيائي مدير عام الرعاية الاجتماعية بوزارة التنمية الاجتماعية، إنَّ حجم شريحة المسنين بالنسبة للحجم الكلي للسكان عالمياً ومحلياً في تزايد مستمر حتى في متوسط أعمارهم حيث تتراوح هذه النسبة في الدول المتقدمة بين (6-8 بالمائة)، وفي السلطنة 5.2 بالمائة من إجمالي عدد السكان العمانيين حسب تعداد 2010م، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة بسبب التحسن الذي طرأ على الخدمات الصحية والتغذوية والاجتماعية والاقتصادية وزيادة نسبة التعليم وانخفاض نسبة الوفيات. واضاف ان ارتفاع نسبة المسنين من إجمالي عدد السكان له انعكاساته المؤثرة سواء على الهيكل العام للهرم السكاني وتركيبه العمومي أو في إنتاجية المجتمع ومعدلات الإعالة فيه أو في حجم ونوعية برامج وخطط التنمية وإنجازاتها، فضلاً عن صيغ وأهداف سياسات الرعاية الاجتماعية وإستراتيجياتها".

وأشار إلى أنَّ دائرة خدمات المسنين التي تتبع المديرية العامة للرعاية الاجتماعية تسعى من خلال المهام المنوطة بها الى النهوض بالأشخاص المسنين وتعزيز دورهم في المجتمع وتمكينهم من المشاركة في الحياة العامة، بجانب تعزيز مبدأ الشراكة والعمل التكاملي في كافة القطاعات الحكومية والاهلية والخاصة لخدمة المسنين، إضافةً إلى إعداد الخطط والبرامج التوعوية في مجال المسنين، والإشراف الفني على جميع مراكز رعاية وتأهيل المسنين، إلى جانب تقديم المشورة الفنية للأشخاص المسنين وأسرهم، كما تعمل الدائرة على توفير قاعدة بيانات احصائية شاملة وتطويرها، ودراسة الطلبات المقدمة لفتح مراكز لخدمة الاشخاص المسنين، الى جانب اصدار التراخيص للمراكز الخاصة والاهلية لمزاولة انشطة خدمات المسنين، وتتضمن الدائرة قسمين أحدهما يختص بالخطط والخدمات الاجتماعية، والاخر يعنى بالرعاية المنزلية.

تعليق عبر الفيس بوك