أوبرا "توراندوت" لبوتشيني تعود إلى دار الأوبرا السلطانية في 3 عروض بدءا من اليوم

مسقط - الرُّؤية

تعود إلى دار الأوبرا السلطانية مسقط أوبرا "توراندوت" للمؤلف الموسيقي الإيطالي جياكومو بوتشيني، وهي العمل الذي افتتح أول العروض الرسمية لدار الأوبرا السلطانية مسقط في 12 أكتوبر 2011، برعاية سامية من قِبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

وتُعرض أوبرا "توراندوت" -الممول بالكامل من قبل دار الأوبرا السلطانية مسقط- على مدار ثلاث ليال؛ في الأول والثالث والرابع من شهر أكتوبر، في السابعة مساء. وأخرج العمل المخرج ومصمم الأزياء الإيطالي النابغة فرانكو زيفيريللي، وهو مبدع معروف عنه الاهتمام بكافة تفاصيل الأعمال التي يخرجها.

ونال زيفيريللي وسام التكريم من الدرجة الأولى من حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- تقديرا لمكانته العالمية في مجال الفنون الموسيقية والأدائية، وتكريما له على مشاركته البارزة في حفل الافتتاح الرسمي لدار الأوبرا السلطانية. وتقدم عرض "توراندوت" فرقة "فوندازيون أرينا دي فيرونا الإيطالية"، وسيتم تقديمه بنفس الديكورات والأزياء التي قُدّمَ بها في المرة الأولى عام 2011.

وتدور قصة أوبرا "توراندوت" في الإمبراطورية الصينية في الأزمنة الغابرة، وهي مستوحاة بالأصل من حكاية شعرية لشاعر فارسي عاش في القرن الثاني عشر للميلاد. و"توراندوت" هي أميرة ذات جمال أسطوري، لكن قلبها بارد كالثلج. تؤمن "توراندوت" بأن الأميرة لو-لينج، سليلة حكام الإمبراطورية الأقوياء، هي جزء من روحها. كانت لو-لينج تعيش في سلام حتى حلّ القدر عندما احتل العرش أمير غازٍ أرداها قتيلة. بسبب هذه الحادثة تقرر توراندوت ألا تدع رجلا يدخل قلبها، وتبيت النية على الانتقام وحماية نفسها ضد غدر الرجال.يَصدُر إعلانٌ إمبراطوري بأن أي رجل يتقدم لخطبة الأميرة توراندوت عليه أن يجيب على ثلاثة ألغاز، وإذا فشل في ذلك يتم إعدامه. يجد الأمير الفارسي (كَلَف) نفسه متورطا في هذا الشأن عندما يقوم بزيارة للصين ويلتقي بتوراندوت ويقع في غرامها.يقرر كَلَف أنه لابد أن يفوز بالرهان: أن يحل الألغاز الثلاثة، لكن الأميرة الغاضبة توراندوت ترفض مع ذلك الزواج منه. إلا أن حب كلف القوي لتوراندوت يجعله يقرر التضحية بحياته، إلا أن الأمور تتجه إلى منحى آخر.

ويُعرَف عن بوتشيني -المؤلف الموسيقي لأوبرا (توراندوت)- بأنه كان موسيقيًّا سابقا لزمنه. عاش بوتشيني بين 1858 و1924، واتصفت موسيقاه بالتجديد والابتكار، خاصة استخدامه لموتيفات موسيقية جديدة في التعبير الموسيقي، جنبا إلى جنب مع استخدامه أنغاما شرقية، بغرض منح ألحانه قوة درامية ونكهة أكثر إثارة.

ويعد إنتاج عام 2011 من أوبرا (توراندوت)، المملوكة حقوقه لدار الأوبرا السلطانية مسقط، واحدا من أفخم إنتاجات العروض الأوبرالية في السنوات الأخيرة على مستوى العالم.تتمتع ديكورات وإكسسوارات هذا العرض بالجودة والفخامة، في اختيار التصاميم والخامات والألوان، وكذلك في الأزياء، بما ينقلنا إلى إمبراطورية الصين الباذخة في سالف الأزمان وزخرفات البلاط الإمبراطوري المهيبة.

وعن العرض، يقول إمبرتو فاني المدير الفني لدار الأوبرا السلطانية مسقط والمكلف بأعمال مدير عام الدار: "يتميز فرانكو زيفيريللي بعبقرية تجمع بين تصميم المناظر المبدعة وانسيابية الحركة المتوافقة مع تدفق الموسيقى. تصميمه لهذا العمل يحوي الكثير من التفاصيل البصرية المذهلة. في أوبرا (توراندوت) التفت بوتشيني للشرق الأقصى في العمل الأوبرالي الأخير له، مثلما فعل قبل عشرين عاما في أوبرا (مدام بترفلاي). كانت جاذبية الشرق الأقصى واسعة النطاق بين الملحنين والكتاب والفنانين والمصممين من أوروبا الغربية خلال أوائل القرن العشرين، وقد كانت (توراندوت) لوحة تتخيل ما كانت عليه الصين في سالف الأزمان. ويمكن القول أن إنتاج زيفيريللي لهذا العمل قد حول الخيال إلى حقيقة مجسدة".

ويُشارك في العمل 250 مؤديا من أوبرا فيرونا، بين عازفين ومغنين وممثلين، إلا أن هناك 50 شخصا آخرين تم توظيفهم للمشاركة في العمل من المقيمين بمسقط، وذلك في أدوار ثانوية.يقدم عرضُ توراندوت للجمهور نجوما موهوبين، من أميزهم النجمة الصاعدة أندريا باتيستوني ذات السبعة وعشرين عاما والتي ستقود الأوركسترا. يشارك في العمل أيضا التينور الإيطالي كارلو فينتر الذي يؤدي دور الأمير كَلَف، والسوبرانو السويدية ايرين ثيورين التي رحبّ بها موقع بريطانيا.كوم واصفا إياها بـ "حامل لقب توراندوت في العالم".

ويوصَف كارلو فينتر بأنه "سبينتو" تينور، وهو تركيب لغوي يستخدم للمغني القادر على الغناء والأداء الدرامي معا، والذي يستطيع صوته أن "ينزلق" في وسط الأوركسترا.عندما تصل الأحداث في أوبرا (توراندوت) إلى أولى محطات صعودها الدرامي سيغني كَلف واحدة من أشهر وأجمل الاغاني الأوبرالية في العالم، هي أغنية (نيسون دورما) أو (لن ينام الليلة أحد)، وهي الأغنية التي تعتبر الأيقونة الخالدة للمغني الأوبرالي لوشيانو بافاروتي.

أما إيرين ثيورين -والتي يُوصف صوتها بأنه "نقي و لامع"- فقد أدت دور توراندوت للمرة الأولى عام 2005، وطوال عقد كامل من الزمن جوّدت أداءها لهذا الدور ووصلت به إلى ذرى الكمال.وتعود في هذا العرض أيضا الفنانة إيرينا لونجو التي لعبت دور توراندوت في عرض عام 2011، إلا أنها هذه المرة ستلعب دور "لوي"-الخادمة الملكية التي تحب الأمير كَلَف في السر وتضحي بحياتها من أجله.تعتبر مشاركة إيرينا لونجو إضافة ثمينة لعرض (توراندوت)، فهي مصنفة حاليا ضمن الصف الأول بين أبرز مغنيات الاوبرا حول العالم، وقد وصفت صحيفة نيويورك تايمز صوتها بأنه مليء "بالألق، الدفء والإزهار".

ولدى من شاهدوا أوبرا (توراندوت) في عرضها الأول الأول عام 2011، فرصة جديدة لينغمسوا في تجربة فنية باذخة، أما من يشاهدونها للمرة الاولى فهم على موعد مع جمال آسر.يقدَّم عرض (توراندوت) على مدار ثلاث ليال، في 1 و 3 و 4 أكتوبر، في السابعة مساء.وتسبق العرض محاضرة تعريفية لحاملي البطاقات يقدمها الدكتور ناصر الطائي مستشار مجلس إدارة دار الاوبرا السلطانية مسقط للتعليم والتواصل المجتمعي.

تعليق عبر الفيس بوك