على عتبات الأقصى الأسير

علي بن بدر البوسعيدي

تصاعُد وتيرة الاعتداءات من قوى المحتل الإسرائيلي على المسجد الأقصى الأسير، وتنامي مَوْجة التهديدات خلال الفترة الأخيرة، تضع أولى القبلتين وثالث الحرمين تحت وطأة الانكسار مرة أخرى، سيما في ظل تغافل عربي ودولي، فاقم من "عنجهيَّة" المغتصبين وتماديهم في النيل من مقدسات أمتنا.

فالعقلية الصهيونية "العفنة" تعمل جاهدة لطمس كل ما هو إسلامي فوق الأراضي المحتلة، وتهجير سكانها، وحصارهم اقتصادياً واجتماعياً، بعزلهم عن عُمقهم الفلسطيني والعربي، وممارسة كافة أشكال الإذلال والتضييق والاستفزاز؛ تارة بهدم البيوت ومصادرة الممتلكات، وتارة بسحب الهويات وإقفال المؤسسات الوطنية وشقّ الطرق وسط التجمعات الفلسطينية، وتارة ببناء الجدار وعرقلة تحركاتهم والتضييق على عبادتهم، وليس انتهاءً بالاعتداء على المقدسات...إلخ.

والمتابع الحصيف، يَعِي أنَّ كل المعطيات والوقائع تؤكد أن "غطرسة" الاحتلال، باتت أكثر استفزازا عما مضى؛ بسبب عدم وجود خطة مشتركة لدحره أو مواجهته من خلال إيجاد حل جذري عادل للقضية الفلسطينية.. والواقع يقول بأنه ورغم تعاقب الحكومات "الإسرائيلية" يمينها ويسارها ليكودها وعملها؛ إلا أنها متفقة جميعا على تهويد القدس واعتبارها العاصمة الأبدية لدولة الكيان الغاصب "إسرائيل" غير عابئة أبداً بأيّ قرارات تعارض هذا الاتجاه سواء كانت عربية أم إسلامية أم دولية.

ومن هنا أقول: "حان الوقت للعالم كله أن يتحرك باسم هذا الشعب المنتقصة حقوقه والمسلوبة أرضه".. حان الوقت للعمل بكل جد لضمان الاستقلال الفلسطيني وقيام دولته المستقلة، خصوصا وأن تصعيد الوضع في القدس المحتلة سيفضي بلا شك إلى تبديد فرص حل القضية، وأن توتر الوضع في القدس يهدد فرص التسوية وينذر بتصعيد في المنطقة بشكل عام.

... إنَّ الخطر الذي يُواجه المسجد الأقصى المبارك يدق ناقوسه منذ أمد بعيد، وكلما زاد التقاعس عن كبح هذا الخطر الصهيوني والتصدي له، يُكثَّف المحتل من وتيرة تهويده للمدينة المقدسة علانيةً، الأمر الذي يفرض على كافة المعنيين بالقضية من المسؤولين والسياسيين والأميين وضع حدًّا لتلك المهزلة وفي أسرع وقت.

تعليق عبر الفيس بوك