روائع الموسيقى ونجوم الطرب حول العالم في موسم حافل بدار الأوبرا السلطانية

وائل جسَّار وهاني شاكر وحسين الأعظمي يصدحون بأشهر أغانيهم

 

الطائي: حفل الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية يؤكد التزام الدار بقيم السلام والتعايش

عروض أوبرالية عالمية مميزة وحفلات موسيقية متنوعة

 

يحفلُ برنامج دار الأوبرا السلطانية لموسم 2015-2016 بالكثير من المفاجآت هذا العام؛ حيث يضمُّ باقة متنوِّعة من العروض والحفلات، ويزدهر بالكثير من نجوم العرب والعالم، ليقدِّم لجمهوره وجبة مُتكاملة من مختلف أنواع الموسيقى الراقية العربية والعالمية، ويوفر لهم فرصة الاستماع إلى نجوم عالميين في الموسيقى والغناء الأوبرالي والعربي؛ حيث سيغنِّي على مسرح الأوبرا كلٌّ من: هاني شاكر، ووائل جسار، وحسين الأعظمي، وأسماء المنور، باقات من عيون الغناء العربي؛ ليقدِّم كلٌّ منهم باقة منوعة من أهم أغانيهم ومن كلاسيكيات الغناء العربي.

وفي مطلع شهر أكتوبر المقبل، تقدِّم أوبرا توراندوت للمؤلف الموسيقي الإيطالي جياكومو بوتشيني، وهي آخر التحف الفنية الرائعة غير المكتملة حول أميرة قاسية القلب من الشرق الأدنى تُعانق قدر الحب، وهي من إخراج فرانكو زفيريللي. تعد أوبرا "الأميرة توراندوت" من أشهر أعمال بوتشيني التي لم يتسنَّ له إكمالها في حياته، وقد تمَّ أداؤها عام ستة وعشرين من القرن الماضي، بعد أن أكمل مؤلف آخر المقطع الأخير منها، وهي مبنية على مسرحية ألفها بنفس الاسم الكاتب المسرحي الإيطالي كارلو جوتسي، عام 1762.

 

مسقط - الرُّؤية

 

 

 

وفي أمسية من الطرب العربي، يتألق الفنان وائل جسار مساء يوم 11 أكتوبر الجاري، ويصدح بنخبة من أشهر أغنياته لجمهوره، وهو الذي اشتهر بعذوبة صوته الذي أسر قلوب الجميع، وقدرته على إعادة تقديم أغاني عمالقة الطرب العربي.

وعلى طريقتها، تحتفل دار الأوبرا السلطانية بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر؛ حيث يتم تقديم باقة من أجمل الألوان الفنية المحلية والعالمية مهداة إلى المرأة العمانية في يومها السنوي، بالاشتراك مع ضيف الشرف الفنان هاني شاكر. وفي اليوم التالي، يصدح أمير الغناء العربي هاني شاكر بباقة من أشهر أغانيه، إضافة إلى باقة من كلاسيكيات الغناء العربي الأصيل.

وتحت عنوان "45 عاماً من ألحان الوفاء والحب"، تقدم دار الأوبرا السلطانية حفلاً مميزاً يتألق فيه عدد من نجوم الغناء العربي والعماني يستمر لليلتين متتاليتين في حب عمان. بينما تقدم فرقة الباليه الوطنية الكوبية يومي التاسع والعشرين والثلاثين من أكتوبر الباليه الكلاسيكي العالمي الشهير "دون كيشوت"، الذي يجمع بين الرقصات المبدعة واللمسات الكوميدية في سرد لأحداث رواية ميجل دي سرفانتس الشهيرة.

وفي الرابع من نوفمبر، تقدِّم در الأوبرا السلطانية لجمهورها عرضاً تقنياً على المسرح، يعرفهم بالخلفيات التقنية والصوتية والمسرحية لمسرح دار الأوبرا السلطانية.

 

الفرقة العسكرية العمانية

وعلى مدار 3 أيام، تقدِّم الفرق العسكرية العمانية بساحة الميدان عرضاً مميزاً مجانياً للجمهور، يلي ذلك وفي يوم الثاني عشر من نوفمبر تقديم أوبريت أميرة الغجر لإيمريش كالمان، والتي تحتفل بقصة الحب الساخنة التي تدور في مجتمع أوربا المتقلب في بدايات القرن العشرين بذكراها المئوية الأولى.

وفي 29 و30 من نوفمبر، يقدم مسرح بارما للأوبرا والباليه "نافورة الدموع" المستوحاة من قصيدة بنفس الاسم للشاعر ألكسندر بوشكين كتبها عام 1823، وهي من أقدم ما قُدِّم على مسارح الباليه في روسيا.

وتُكمل دار الأوبرا السلطانية دورها التثقيفي في المجتمع العماني بإقامة ندوة آلة العود، في الثاني من ديسمبر، ويشارك فيها خبراء عالميون يستعرضون من خلالها قدرات آلة العود وتاريخها وتطورها عبر العصور، يلي الندوة مهرجان العود الدولي الذي يقام خلاله حفلان كبيران ويشارك فيه عمالقة الفنانين العرب يجسدون روح آلة العود في أبرز أساليبها وتقنيات عزفها في دار الأوبرا السلطانية.

ومن يوم الثالث عشر وحتى الخامس عشر من ديسمبر، تصطحب دار الأوبرا السلطانية جمهورها في جولة ممتعة في أرجاء مدريد؛ حيث يتم تقديم عروض زاسويلا لمسرح كانال، والتي تتضمن الالحان المفعمة بالحيوية والملابس الرائعة في عمل فريد يحتفي بتقاليد الغناء الإسباني.

وتصدح سوندرا رادفانوفسكي بالغناء يوم الجمعة الثامن عشر من ديسمبر، في حفل موسيقي بمعظم ألحان السوبرانو الشهيرة، يليها الفنان ماهر زين الذي يقدم حفلين في العشرين والواحد والعشرين من ديسمبر؛ وذلك في ساحة الميدان بدار الأوبرا السلطانية.

ويقدم أوركسترا النادي الاجتماعي في بوينا فيستا يوم السابع والعشرين من ديسمبر عرضاً لعازفي هافانا الحاصلين على جائزة جرامي الذين نجحوا في نشر صوت كوبا التقليدي في العالم.

ويختتم شهر ديسمبر بحفل موسيقي مع أوركسترا بلجراد الفيلهارمونية والتينور مايكل شادي والسوبرانو فاطمة سعيد، وعازفة الكمان أنا تيفو بقيادة المايسترو ديفيد ليفي.

وفي الخامس من يناير 2016، تقدم الفرقة السلطانية الأولى للموسيقى والفنون الشعبية عرضاً في الهواء الطلق بساحة الميدان ويشمل أجمل الفنون الشعبية العمانية ما بين الأغاني والموسيقى والرقصات.

وتعزف أنوشكا شنكر يوم الخميس السابع من يناير أعذب الألحان لموسيقى الراجا الهندية، ومن الرابع عشر وحتى السادس عشر من يناير تقدم أوبرا لوتشيا دي لاميرمور لجاتيانو دونيزيني، وفي التاسع عشر يقدم الباريتون العالمي ديمتري هفوروستوفسكي حفلاً موسيقياً يتضمن بعض الأعمال الإيطالية والروسية لمؤلفين كبار.

وبمصاحبة أوركسترا موسيقى الحجرة في بازل تقدم عازفة البيانو إيلين جريمو في الواحد والعشرين من يناير مقطوعات كونشيرتو البيانو لباخ وموتسارت.

 

صوت إفريقيا الذهبي

وتحت عنوان صوت إفريقيا الذهبي يقدم سالف كيتا حفلاً مميزاً يستعرض خلاله مشواره الفني مع موسيقى الجاز الإفريقي، وفي الثاني من فبراير 2016، تحتفل دار الأوبرا السلطانية بذكرى سيدة الغناء العربي أم كلثوم في حفل "كلثوميات" الذي تقدمه الفنانة السورية شهد برمدا والمغربية أسماء المنور.

وللعراق مساحة من ليالي الطرب الكلاسيكي؛ حيث تقدم مساء السادس من فبراير أمسية مخصصة للاحتفاء بالمقام العراقي الأصيل والأغنية الحديثة تجمع بين نماذج من فن المقام العراقي مع حسين الأعظمي وبيدر البصري.

"أكسير الحب".. هو عنوان أشهر أوبرا كوميدية للفنان العالمي دونيزيني، تقدم من السابع عشر وحتى العشرين من فبراير وتحكي قصة مزارع في بحثه وسعيه عن الحب.

ويقدم مسرح أورنيتا الاستعراضي يوم الخامس والعشرين والسادس والعشرين من يناير الاستعراض الغنائي طريق الحرير، والذي يروي حكاية رحالة عربي يجول بين مختلف الثقافات والفنون ويتعرف على البلدان عبر طريق الحرير.

وتنوِّع دار الأوبرا السلطانية في عروضها إذ تقدم يوم الخميس الثالث من مارس عرضاً لفيلم الجنرال لباستر كيتون مع عزف حي على الأرغن؛ وهو عبارة عن رحلة إلى زمن السينما الصامتة ويجمع بين فيلم الجنرال للممثل الكوميدي والمخرج باستر كيتون وبمصاحبة عزف حي.

وتتألق آلة الأرغن في حفل بالخامس من مارس بعنوان "حفل الأرغن"، وتقدم فرقة الباليه الوطنية الإنجليزية عرض القرصان في العاشر والحادي عشر من فبراير والذي يحكي قصة مغامرة جريئة تقدم على شكل رقصات ترفيهية.

 

الناي السحري

وفي تجربة جديدة ومثيرة، تقدم موسيقى الناي السحري التيى تعد أشهر تحفة فنية لموتسارت يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين من مارس وهي أول أوبرا تفاعلية في المنطقة، ويشارك فيها المئات من طلاب المدارس في عرض طلابي باهر. ويلي الحفل أمسية لأوركسترا فلسطين للشباب، والتي تضم عدد من المواهب الفلسطينية المميزة، بينما يقدم في الواحد والثلاثين من مارس عرضاً راقصاً لفرقة نار الاناضول ويحمل عنوان "طروادة"، والذي يستمر لثلاثة ايام.

وتتوالى العروض خلال شهر أبريل، والتي تقدمها فرقة جوقة الصغار في ريجنسبورج، وأوركسترا بامبيرج السيمفوني، وعرض الآلات الوترية، والحفل الغنائي للمطربة ناتالي كول، وأوبرا لجايتانو دونيزيتي وحفل للسوبرانو ديانا دامروا، ويختتم الموسم بحفل لفرقة أكروبات التنين الذهبي.

 

تتويج مسيرة الأوركسترا

وكانت دار الأوبرا السلطانية قد استهلت موسمها الجديد، بمفاجأة مختلفة اللون والمذاق؛ حيث أقيمت ليلة موسيقية عمانية خاصة، بأنامل وأوتار الاوركسترا السيمفونية العمانية التي قدمت للجمهور باقة من اروع الألحان العمانية والعالمية، وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عاماً منذ التوجيهات السامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بتأسيس الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية في شهر سبتمبر عام 1985، ومن يومها صدحت الموسيقى من عمان وكأنها صوت السلطنة يتلاقى مع أرقى الفنون في العالم. لهذا اكتسب حفل الاوركسترا الذي أقيم في دار الأوبرا السلطانية أهمية بالغة؛ حيث كان مناسبة لتتويج هذه المسيرة الفنية الراقية التي شهدت وعبرت عدة محطات، ممثلة السلطنة في العديد من بلدان العالم، من قلب مسقط الى برلين وباريس وبلجيكا وغيرها من عواصم الفن والثقافة في العالم.

ومن جهته، قال الدكتور ناصر بن حمد الطائي مستشار مجلس الإدارة للتعليم والتواصل المجتمعي بدار الأوبرا السلطانية: إنَّ الأوركسترا قامت على مدى الثلاثين سنة الماضية بعزف مقطوعات تمزج بين التراث العماني والعالمي، كما شاهدنا في عمل الدكتور يوسف شوقي (المتتالية السيمفونية العمانية عام 1985) وعمل عزيز الشوان في سيمفونية (عمان) وفي (الرقصات السيمفونية العمانية) لعزيز الشوان والدكتور يوسف شوقي، وهناك أيضاًعمل الفنان العماني حمدان بن سعيد الشكيلي (النهضة المباركة) والذي ألفه في 2007. وأوضح الطائي أن كل هذه الأعمال مستوحاة من التراث العماني، إذ تعيد تقديمه بصورة جديدة أوركسترالية مع إدخال الهارموني من أجل إعطائها بعداً مغايراً وأكبر، وهناك أيضاً بُعد سيمفوني درامي يتجاوز الطابع المحلي ويصل الى العالمية.

 

سلام ووئام

وحول الهدف المنشود من هذه الحفلات المميزة، أكَّد الطائي أن هذه الحفلات الموسيقية تسهم في تعزيز إيماننا بالقيم الإنسانية وبدور الموسيقى كلغة عالمية مبنية على الاستثمار في القيم الإنسانية المشتركة، ولا يوجد شك أن القادة العظماء أصحاب الرؤى المستقبلية يتمتعون بالقدرة على توحيد الصفوف وإلهام الأفراد، ولا شيء أدل على عظمة وريادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من هذه المشاريع المبتكرة التي تهدف لخير عُمان ووفاء لتراثها وتاريخها التليد.

وشدَّد الطائي على دور الموسيقى في تعزيز مبادئ الدبلوماسية الثقافية والإنسانية.. قائلا: "البرامج الموسيقية العالمية، مثل حفل الأوركسترا الذي تقدمه الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، تؤكد مرة بعد مرة على التزامنا بقيم السلام والتعايش؛ لأنه بين هذه الجدران المقدسة، لم يعد هناك وجود للشرق أو الغرب؛ لثقافات متقدمة أو متأخرة؛ لحضارات شفهية أو مكتوبة؛ لا يوجد هنا سوى الموسيقى... لغة السلام والحب والوئام".

تعليق عبر الفيس بوك