يا أمّة ضحكت من جهلها الأمم!

إبراهيم الهادي

هل يستفيق العرب من غفلتهم؟ سؤال يتبادر إلى الذهن دومًا.. وتتباين الإجابة عنه.. فهناك الأغلبية التي تقول لا، ولاترى في الأفق أي بوادر أمل، وعلى الطرف الآخر هناك من يقول نعم وهم الأقلية المتفائلة.. فالذين يقولون لا حجتهمأنّاستفاقة الدول العربية من سباتها يتطلب قرونا عديدة،لأنّ المشكلة أصبحت متوغّلة في سلوك الشعوب لا حكامها، فكثير من الشعوب لا تزال تعيش عصرها الجاهلي وهي منشغلة بالطائفية والمذهبية أكثر من أي شيءآخر،بل تقدسما يروّج له الصهاينة في بعض الكتب المشبوهة علىأنّه الحقيقة، فقد روّج الصهاينة أنه كانت هناك حربٌ ضروسٌ دارت بين معاوية وعلي، وخرجت من هذه الحرب عدة طوائف وكل طائفة يملؤها الحقد على الأخرى، وحقق الصهاينة بنشر هذا الفكرانتصارهم؛إذ أضحت هذه الطوائف تتقاتل وتتصارع إلىيومنا،واستغل الغرب هذه الحماقة والجهالة، واستهدفوا موارد العرب النفطية والبشرية، ودخلوا بعتادهم في الوقت الذي يتجادل فيه العرب حول عدد خيول معاوية، وسيف علي ونقوشه.

أمّا المتفائلون الذين قالوا "نعم" فاستندوا إلى أنّ الدول العربيّة ستستفيق من غفلتها فقد عوّلوا على صحوة بعض الشعوب التي أدركت الخدعة الطائفيّة الكبيرة التي لم تفهم المعتقد الإسلامي الحاض على التسامح.. فهذه التنظيمات الهدامةنحت نحو الشطط والتطرف وحصرت الدينفي بعض شكليّات حياة الإنسان، واستطاعت بما لها كتب مشبوهة أن تصرف الإنسان عن الدين الإسلامي الصحيح الذي جاءلينظم حياة الناس ويدعوهم إلى الخير ويجنبّهم الشر ويأخذ بأيدينا من الظلمات إلى النور.

كما يرى من قالوا نعم أن هناك فهمًا توعويًا جديدًا، وثقافة جديدة تستشرف المستقبل، ويحدوهم أمل بأن الانتفاضة قادمة بإذن اللهوسيسترجع العرب نفطهم الذي نُهب منهم، وهويّتهم التي فُقدت، وثقافتهم التي حادوا عن دربها منذ قرون.

القاصي قبل الداني يعلم أنّ أمريكا والغرب لم ولن يدخرا جهدًا في السيطرة علىنفط الشرق الأوسط وعلى رأسهالعراق وليبيا؛وحتى لا تحتج الصين وروسيا قامالغرب برشوة التنين والدب ببعض الأنابيب من هذه الأنهار النفطيّة حتى اتخمتومُلئت مخزوناتها النفطية وبقيت العرب تقاتل بعضها بعضا وتستحضر كتب تحريم حك الرأس وقص الأظافر في أيام عشر موسى! ورغم اتضاح هذاالوهن والخذلان الذي جناه العرب على أنفسهم لم يدركوا فظاعة الفعلة بل زادوا العار نارًا فاستمروا يتقاتلون في سوريا واليمن وخرجت من بينهم جماعات إرهابيّة كداعش وغيرها يذبحون الناس كذبح الانعام !!

إنَّعدم تدخل أمريكا والغرب بصورة فعّالةفي حرب سوريا واليمن إشارة واضحة على أنّها حرب قصد بها استنزاف الدول العربيّة لاسيما النفطيّة؛ فالهدفإنهاكهذه الدول وتحطيمهالتصبح لقمة سائغة في فك دول الغرب.. فيا أمّة ضحكت من جهلها الأمم..استفيقي!

ibrahim@alroya.net

تعليق عبر الفيس بوك