مسقط - الرؤية
انطلقت هذه الأيام هبطات العيد في مختلف ولايات السلطنة، وتعد تراثا عمانيا أصيلا يحفل بمختلف السلع والبضائع لتلبية حاجات المستهلك قبل هذه المناسبة التي تشهد احتفالات متعددة.
وتقام الهبطات على مستوى محافظات وولايات السلطنة، وغالبا تقام هذه الهبطات في الحارات والأماكن المفتوحة العامة أو أماكن الأسواق التقليدية وهي أماكن لا تحتاج إلى دليل سواء للبائع أو المشتري بل هي معروفة مسبقًا. أما بالنسبة للتوقيت فهي تبدأ من شروق الشمس إلى الحادية عشرة صباحا وتتجاوز أحيانا إلى الواحدة ظهرا وهذا توقيت ثابت لأغلب الهبطات في السلطنة.ويحرص المواطنون على نزولهم لسوق الهبطة بشكل مستمر حيث يرى المواطن أن هذا السوق يتوافر به جميع ما يحتاجه لأيام العيد ويوفر عليه الجهد وعناء البحث، كما يحرص المواطن على اصطحاب أبنائه لهذه الأسواق ليعرفهم على الهبطة وشكلها فضلا عن اقتنائه ألعاباً وهدايا مشاركا لهم فرحة العيد السعيد.
وتنفرد المعروضات في أسواق الهبطة عن غيرها من الأسواق حيث تكون غالبا مستلزمات العيد بشكل عام، وتعتبر المواشي والأبقار من أهم المعروضات في هبطات العيد وتستخدم كأضاحٍ في عيد الأضحى المبارك أو تذبح عشية عيد الفطر السعيد بالإضافة إلى صغار المواشي والمعروفة (المواليد) التي يفضلها المواطنون لاستخدامها في الوجبة العمانية التقليدية والمعروفة بـ(العرسية) وهي وجبة تؤكل قبل الذهاب إلى مصليات العيد ممزوجة بالسمن البلدي مع اللحم والأرز والمكسرات. كما يباع في الهبطة مختلف احتياجات العيد من الملابس ولعب الأطفال والحلوى العمانية، ولكن يغلب عليها طابع بيع الأبقار والأغنام لدرجة أصبحت معها الهبطة كلمة مرادفة لمكان بيع المواشي. ويتباين موعد إقامة الهبطة بين ولاية وأخرى، وذلك بالقدر الذي يتيح التنوع ويتيح الفرصة لمن تفوته هبطة المنطقة التي يقيم فيها أن يتسوق في هبطة المنطقة المجاورة في اليوم التالي.
ويعتبر التسوق في "الهبطة" تقليدا عمانيا قديما يحرص عليه الأهالي قبل حلول العيد لشراء الأغنام والأبقار والجمال التي يجلبها مسوقوها من داخل البلاد وخارجها، ويزداد الطلب في الهبطات على السلالات المحلية من هذه المواشي.
والهبطة توفر خيارات أوسع من الذبائح بالقدر الذي يُمكن أن يسهم في تخفيض الأسعار في حال وفرة المعروض وتعدد الخيارات المحلية والمستوردة. وتوفر أيضا متطلبات واحتياجات الشواء العماني مثل أوراق الموز الناشف والحطب الذي يستخدم وقودا للشواء، و"الخصفة" وهي كيس مصنوع من السعف يوضع فيه الشواء داخل حفرة النار، وكذلك البهارات التي تعرف محلياً بخلطة "التبزيرة".
ويحرص الأطفال على التجول في أسواق الهبطة التي تباع فيها أيضاً الألعاب بمختلف تشكيلاتها للجنسين، فضلا عن أن شراء "الجدي" أو الثور من سوق الهبطة يعتبر مناسبة احتفالية مفرحة لهم.