المركز الوطني للأعمال يستعرض تجربتي "ريما المتكاملة" و"العزيمة للتموين" في ريادة الأعمال

مسقط - الرُّؤية

استضافَ المركزُ الوطنيُّ للأعمال -التابع للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية- ضمن مبادرة "ناجحات" التي يرعاها البنك الوطني العماني، صباح أمس، بأكاديمية التميُّز في البنك الوطني العماني، كلًّا من: ريما بنت صادق الساجوانية صاحبة مؤسسة ريما المتكاملة، وسلمى بنت نور البلوشية مدير عام العزيمة للتموين؛ وذلك للحديث عن تجربتيهما في مجال ريادة الأعمال في السلطنة، وقد بدأتْ الفعالية بعرض توضيحي حول حاضنة "ريادة"، التي انضمت مؤخراً لإدارة المركز الوطني للأعمال، قدّمه إسماعيل بن عامر الحجري باحث تسويق في الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، موضحاً من خلاله أن حاضنات الأعمال هي مؤسسات تعمل على دعم المبادرين الذين تتوافر لهم الأفكار الطموحة والدراسة الاقتصادية السليمة، وبعض الموارد اللازمة لتحقيق طموحاتهم، أيضاً وهي المكان الأمثل الذي يشجع الشباب ممن لا يملكون الخبرة الكاملة لخوض تجربة العمل وليس لديه القدرة المادية.

وأشار الحجري إلى أنَّ تدشين حاضنات ريادة كان في 8 ديسمبر 2014م لتنضم لإدارة المركز الوطني للأعمال في مايو 2015 لتكون منصة رئيسية لتطوير ودعم رواد الأعمال في السلطنة، وتهدف إلى زيادة فرص نجاح المشاريع، وربط المؤسسات الصغيرة مع بعضها، والمساهمة الفاعلة في بناء اقتصادي وطني متماسك، وإيجاد منافذ تسويق متنوعة، إضافة إلى تعريف الجهات الاستثمارية بالإمكانات الحقيقية، وتحقيق مبدأ التنمية الاجتماعية من خلال التنمية الاقتصادية لأفراد المجتمع، وتقليص معدل الباحثين عن عمل، علاوة على دعم المهارات والإبداعات وتوفير بيئة ملائمة لنشأة المشاريع الصغيرة، والتشجيع على إيجاد مستثمرين غير تقليديين.

بعدها، أدارت الجلسة عبير عبدالله المدربة والمستشارة الإدارية، والتي بدأت بالتعريف عن الضيفتين وتوجيه مجموعة من الأسئلة المتنوعة؛ حيث أوضحت ريما الساجوانية أنها بدأت مشوارها عام 2007 كمصممة العبايات، وقد واجهت الكثير من التحديات في انطلاقة مشوارها؛ أبرزها: عدم ثقة المحيطين بها، إضافة إلى عدم توفر الدعم المادي والمعنوي، مضيفة: "كنت أزور زبائني في منازلهم لكي أطرح عليهم أفكاراً للتصاميم والأزياء، وفي مدّة قصيرة تمكّنت من تكوين ما يقارب الـ200 زبون، ودائما ما كانت تراودني الأفكار على الرغم من المصاعب والتحديات، لا سيما وأن المشاريع الصغيرة تواجه تحديات أكبر، فقمت بالبحث عن جدوى المعارض، فوجدت أنها تخلو من الكوادر العمانية، فقمت بأولى الخطوات في هذا المجال من خلال تنظيم أول معرض متخصص للمشاريع العمانية عام 2010 في بريق الشاطئ، وكان بعدد قليل من المشاركين يصل إلى ما يقارب الـ50 مشاركا، ولكنني لم أتوقف ولم أستسلم أمام التحديات؛ بل وجهت رسالة لجمعية المرأة العمانية لتنظيم معارض خاصة بهذه المشاريع، وبدأت بجولة في المنازل وشجعت النساء على البدء بالتجارة المنزلية. وبتوفيق من الله، نلت المزيد من الثقة وواصلت طريقي إلى أن أتيحت لي فرصة تتمثل في تنظيم معرض تحت مظلة المديرية العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بوزارة التجارة والصناعة، والتي تحولت الآن إلى الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة"؛ وذلك بفضل الثقة التي منحني إياها مدير عام المديرية -آنذاك- الشيخ صلاح بن هلال المعولي الذي وثق في كفاءة وطاقة الشباب والشابات العمانيات.

وأضافت الساجوانية: ومن ثمَّ توالت هذه الفرص بتنظيم مثل هذه المعارض إلى أن تم اختياري لتنظيم ركن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في معرض ومؤتمر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الرابع والخامس، وتم تكريمي لسنتين متتاليتين على جهودي من وزارة التجارة والصناعة، وواصلت مشواري إلى أن قمت بتدشين مجلدي "قصتي" و"مؤسستي" اللذين يختصان بالقصص والتجارب المتعلقة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كصاحبة للفكرة والمنفذة لها تحت مظلة الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة؛ وذلك في معرض إبداعات عمانية 2013، كما تم تكريمي في المعرض نفسه من الهيئة، وتوالت بعدها المعارض التي قمت بتنظيمها، حيث إنني قمت خلال الفترة بين عامي 2010 و2015 بتنظيم الكثير من الملتقيات والمعارض الناجحة؛ أبرزها: ملتقى المرأة العمانية في ريادة الأعمال تحت إشراف شركة عمانتل عام 2014، وملتقى الأزياء والتجميل تحت إشراف الكلية العلمية للتصميم عام 2014، إضافة إلى آخر فعالية قمت بتنظيمها عام 2015 وهي معرض ذا جلامور شو، الذي تم تدشينه مؤخرا في 30 أغسطس 2015، وأطمح أن أستمر في تنظيم مثل هذه فعاليات كي أصل بهذه المشاريع الصغيرة إلى قمم الشركات الرائدة.

أما سلمى البلوشية؛ فقد أشارت إلى أنها حصلت على شهادة البكالوريوس بتخصص اقتصاد وإحصاء في الجامعة الأردنية عام 1991م، وقد حضرت وشاركت في الكثير من الدورات في مجال الإدارة والقيادة وريادة الأعمال وذلك لطبيعة العمل في شركة شل لمدة 15 سنة كمديرة الاستشارات التجارية ومديرة التخطيط التجاري وبرنامج "انطلاقة"، وقبلها العمل في في المديرية العامة للصناعة بوزارة التجارة والصناعة لمدة 5 سنوات، وأوضحت البلوشية: بدأت مشروع العزيمة للتموين عام 2011م، وباختصار: المشروع عبارة عن شركة إعاشة وتموين لتقديم وجبات غذائية خاصة للمقاهي التابعة للشركة في عدة مواقع منها واحة المعرفة مسقط المبنى الرابع، وفي مبنى الخدمات مؤخراً، وكذلك مبنى شركة عمانتل ومبنى وزارة التعليم العالي، إضافة إلى تموين الحفلات والاجتماعات والمؤتمرات والمناسبات المختلفة، وقد بدأت بمزاولة المشروع في شهر مايو من عام 2011م، وما دفعني لذلك هو أنه كانت لدي الفكرة منذ مدة طويلة لممارسة عملي التجاري الخاص وسنحت لي الفرصة بعد تقديم استقالتي وقد تفرغت لتجهيز وإقامة مشروعي الخاص الذي أطمح بأن يتوسع بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة. يذكر أن مبادرة ناجحات تعقد مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وتلتقي من خلالها رائدات الأعمال ورواد الأعمال في موقع عمل تابع لرائدة أعمال لتتحدث عن تجربتها في ريادة الأعمال ومسيرتها منذ البدء في مشروعها؛ حيث تسعى المبادرة إلى الاستفادة من المواهب والقدرات التي تمتلكها المرأة العمانية وإيجاد بيئة متكاملة لريادة الأعمال، وتسليط الضوء على تجارب رائدات الأعمال العمانيات الناجحات، وتحفيز الشابات لبدء مشاريع خاصة بهن، كما يسعى المركز الوطني للأعمال من خلال هذه المبادرة إلى إيجاد قاعدة بيانات من الدروس والأفكار لرائدات الأعمال المحتملات أو اللاتي يعملن في الشركات الناشئة والمحتملة، وتشجيع رائدات الأعمال العمانيات والمقيمات في السلطنة لخلق الوعي حول ريادة الأعمال، وأيضاً تحويل الأفكار الإبداعية النسائية إلى مشاريع.

تعليق عبر الفيس بوك