أمسية شعرية لتأبين الشاعر حمد الخروصي بجمعية الكتاب والأدباء العمانية

مسقط - الرؤية

تنظم الجمعية العمانية للكتاب والأدباء مساء يوم الثلاثاء المقبل، ليلة لتأبين الشاعر العماني الراحل حمد بن عبد الله الخروصي، والذي رحل عن عالمنا في الخامس من أغسطس الماضي إثر سكتة قلبية ألمت به في سويسرا في رحلة خاصة، وذلك بمقرها بمرتفعات المطار، وسيتحدث خلال الأمسية عدد من الشعراء والأدباء، كما ستتضمن الليلة عددًا من الفقرات أهمها كلمة الجمعية يلقيها الكاتب الخطاب المرزوعي، إضافة إلى كلمة عائلة الراحل وسيلقيها خالد الخروضي، كما سيلقي الشاعر عبد الحميد الدوحاني قصيدة شعرية بالمناسبة بعنوان (يا صاحبي)، أما الشاعر خميس بن محمد المقيمي فسيتحدث عن الجانب الإنساني لدى الشاعر الراحل حمد الخروصي، فيما سيقدم الشاعر مختار السلامي قصيدة بعنوان "ليه ترحل" بعدها سيقدم الكاتب والشاعر خالد نصيب العريمي ورقة عمل بعنوان "التجربة الشعرية عند حمد الخروصي"، وقبل الختام يلقي الشاعر عبد العزيز السعدي قصيدة بعنوان "بسمة حمد"، كما سيقدم المخرج والفنان عبد الله البطاشي فيلما تسجيليا بعنوان "سيرة الشاعر حمد الخروصي".

وقال الشاعر طاهر العميري بهذه المناسبة: بين مرحلتين من عمر وحياة، يموت الإنسان ليحيى الشاعر، يموت الجسد ليبقى الكلام، هكذا يرحل الشعراء بأجسادهم لتخلد بعدهم كلماتهم وقصائدهم، وليأتي من بعدهم أصدقاؤهم يكملون رحلة المجد، رحلة الشعر ورحلة الكلمات. وإذ إن الشاعر لا يموت فهو الخالد من بين كل الأحياء خلودا شعريا يبقيه أبد الدهر فقد جاءت هذه التظاهرة الثقافية لستكمل مسيرة شاعر أثث الأرواح بحضوره وبشعره وبقصائده. ويضيف يرحل الشاعر حمد الخروصي جسدًا مودعًا هذا العالم الذي كان يومًا محطة عبور ومحرضًا لكتابة الشعر ومرسما للكلمات، وتأتي هذه الفعالية التأبينة لتؤكد حضوره الشعري ولتؤكد بقاء الشاعر الأبدي.مؤكداً أن الشاعر حمد الخروصي كان أحد أهم الأسماء الشعرية في سماء القصيدة العمانية، إذ كان قلما شعريا يرفد الساحة بعطائه شعرا ونقدا، مبيناً أن عاش عمرا من الكتابة وفناءً بها حتى الموت وما هذه الفعالية إلا تكريما وتأبينا لعطائه مذكرين به ومواصلين طريق الشعر الطويل. هكذا يجتمع أصدقاؤه ومحبوه مستحضرين روحه ساردين سيرته شعرا ونثرا مقسمين على الاستمرار على طريق الكتابة بعده، يحضر الشعر ويحضر النثر .. تحضر الكلمات مشكلة عرس وداع لشاعر كان يزرع الطرقات من أشجار كلامه وينثر الورد أطواق عشق ومديح للحياة، هكذا نحاول أن نوثق لمسيرة شعر كانت ومازالت تثمر أشجارها وكلماتها علها تكون محرضا لأجيال قادمة تأتي من بعدنا، أجيال تتلمس طريق الشعر وتبحث فيه عن ملح الحياة، قائلاً لا يموت الشعراء وإنما يبقون ببقاء الشعر وببقاء الكلام، فالمجد للشعر الذي يجمع القلوب حوله والمجد للشعراء الذين يحيون بعد موتهم ناهضين من بين ركام الكلام.

الجدير بالذكر أنّ الشاعر حمد الخروصي له الكثير من الأعمال الأدبية والثقافية ومن أهمها عضويته في لجنة تحكيم مسابقة البيت (تحكيم مسابقة الصورة)، وهو أيضًا محكم لعدد من الأنشطة الشعرية في السلطنة، وخاصة الملتقى الأدبي الذي حضره لأكثر من مرة، كما كان رحمه الله يقوم على مشروع جمع التراث غير المادي في المناطق الوسطى من السلطنة والالتقاء بالحفظة هناك، واستقصاء ذلك التراث من كبار السن وغيرهم، وتدوين وتفريغ تلك التجربة لترى النور، كما كان يعمل ويستعد لتقديم "دراسة مقدمة لمشروع البحث الأدبي: حياة البادية المرويّة في محافظات الوسطى وجنوب وشمال الشرقية" إلى وزارة التراث والثقافة المعنية بمشاريع توثيق الأدب الشعبي في السلطنة والتي وتهدف إلى توثيق الحياة المرويّة (غير المادية) لدى سكّان البادية قبل النهضة المباركة في المحافظات، كما عمل الشاعر الراحل رحمه الله على إيجاد سبل للحوار الأدبي والشعري في السلطنة من خلال تقريب الأجيال ببعضها البعض، حيث تقرّب من الكثير من الشعراء الشباب وتأثروا به.

تعليق عبر الفيس بوك