خطط السياحة الداخلية تبشر بموسم شتوي مميز مع توقعات بانخفاض درجات الحرارة

الرؤية - يوسف البلوشي

مع اقتراب انتهاء فصل الصيف وتزامن دخول موسم الشتاء مع إجازات عيد الأضحى ثم إجازة العيد الوطني المجيد في نوفمبر المقبل، تخطط العديد من الأسر إلى القيام برحلات سياحيّة داخلية، ما يبشر بحركة سياحيّة منتعشة خلال هذا الموسم.

وقال منير نور محمد البلوشي: "إنني من محبي سيّارات الدفع الرباعي، وأخطط للانطلاق إلى الصحاري؛ لما تتمتع به من مناظر خلابة لاسيما عند المرور بالمعالم البارزة في الولايات". وأضاف البلوشي أنّ الرحلات الداخلية تسهم في إنعاش السياحة الداخلية، وما حققته من تطور كبير، مشيرا إلى أنه يهوى زيارة رأس الحد، التي تتميز بالمقومات السياحيّة التي تمكنها من أن تكون وجهة سياحيّة من الدرجة الأولى، وتستقطب الآلاف من السياح للاستمتاع بالتخييم ومشاهدة السلاحف الجميلة، لاسيما السلاحف الخضراء المهددة بالانقراض التي عادت للتعشيش في هذه المنطقة. وتابع أنّه يستمتع كذلك بزيارة المركز العلمي الذي من خلاله يشاهد مراحل تطور السلاحف وغيرها من معالم المركز.

رحلات التخييم

فيما قال سالم هاشم عثمان (من الإمارات) إنّه يرى العديد من عوامل الجذب السياحي في السلطنة، لاسيما المواقع الساحلية فيها، وكذلك الصحارى، التي تشجع على التخييم وقضاء أمتع الأوقات تحت ضوء القمر وسط الطقس المعتدل ليلا. وأضاف أنّه عندما يزور السلطنة يحرص على الذهاب الى الجبل الأبيض في دماء والطائيين، والذي يعود إلى حضارة تمتد إلى آلاف السنين، ويضم الكثير من الآثار التي تعود إلى حقبة حضارة "أم النار"، أي 2500 عام قبل الميلاد، والتي تزامنت مع الحضارة الفرعونية في مصر، وهو ما يعكس استمرارية الحياة في هذه البقعة، وما يدل على هذه الحضارة وجود حوالي 90 مقبرة على شكل أبراج تعود إلى سنة 2500 ق.م تنتشر على مساحة واسعة من الجبل الأبيض.

وأضاف أنّ الجبل الأبيض يضم العديد من الأبراج والبيوت الأثرية التي بنيت في فترات مختلفة حيث تشاهدها شامخة وأنت تشق طريقك إلى عمق الجبل الأبيض وهناك الكثير من المساكن المبنيّة من الصخور وكذلك الكهوف التي يستخدمها الأهالي حتى الآن كبيوت تقيهم برودة الشتاء وأشعة الشمس، كما لا يخلو أي مكان في الجبل من وجود مسجد فتجد المساجد على الطرق وفي الأماكن التي ينتقل إليها أهالي الجبل في بعض الأوقات من السنة.

لوحة جماليّة

وبالحديث عن الجبل الأبيض، فالموقع يتميّز بأنّه يعانق السحب في لوحة جماليّة يمتلك الجبل الأبيض حقوق ملكيّتها، ولا يمكن نسخها لمكان آخر، ففي أغلب الأوقات تكون سماء الجبل الأبيض الضاربة في الزرقة تتلبد بالغيوم في وقت الظهر أو بعده حيث تتراكم السحب الركاميّة على ارتفاع منخفض. ويتميّز الموقع بطقسه بالبرودة شتاء مع هطول الأمطار على فترات متقاربة بهذا الفصل، وتكون الرياح غير محملة بالأتربة نتيجة لارتفاع الجبل الشاهق لذا تجد السماء بالجبل الأبيض صافية والهواء نقيا. ونظرًا لأنّ الجبل الابيض يطل على المسطحات المائية فهو يتمتع برطوبة معتدلة على مختلف فترات السنة نظرا للرياح القادمة من هذه المسطحات والتي عادة ما تكون محمله ببخار الماء فينتج عن هذه الرياح السحب الركامية وتكون الندى في الصباح الباكر.

وللجبل الأبيض ثلاثة مداخل فيمكن الصعود إلى الجبل الأبيض عن طريق وادي الطائيين من قرية اسماعية وكذلك له مدخل آخر من ولاية قريات من قرية المزارع والمدخل الثالث عن طريق ولاية صور من بلدة طيوي وكل هذه المداخل ترابية غير مرصوفة.

وعند بداية الصعود إلى الجبل الأبيض قد يمر الزائر بكثير من المناظر الساحرة التي ينفرد بها وتتمثل هذه المفردات الجمالية في تلك الصخور المتناثرة على تلك المساحات الواسعة وتلك الشجيرات العشبية المطرزة بأزهار ذات ألوان مختلفة كشجرة الظفراء ذات الأزهار الوردية وهناك الأشجار الكبيرة مثل السدر والسمر والسلم والسرح والغاف وبعض الأشجارالاخرى.

شتاء صور

فيما قال سعود السيابي من ولاية سمائل إنه يفضل زيارة ولاية صور في الشتاء، كما ينصح محبي التنزه بزيارتها كونها تتمتع بواد من أروع الشواطئ في السلطنة ولا مبالغة أنّه إذا كان من بين أفضل الشواطئ في المنطقة. ويبدي السيابي إعجابه بسوق الساحل المصنف كأحد أفضل الأسواق، وهو سوق يمتد من المناطق السكنية في الساحل وتصل إلى حدود دوار العفية. وأضاف أنّ هذا السوق يتمتع بوجود العديد من المحلات التجارية المختلفة كسوق الأسماك وسوق الخضروات وهناك جانب آخر للصناعات الحرفية التي تتمثل في العصي والخناجر والسيوف القديمة التي عرف بها العمانيون. وأسهب السيابي في الحديث عن هذا السوق من شدة إعجابه، قائلا إنّ السوق يتميّز بوجود الكثير من المحلات الحديثة التي تبيع الأدوات العصرية مثل الأجهزة التكنولوجية والكهربائية والغذائية والمطاعم السياحية التي تمتاز بالوجبات الشعبية الصورية كالمالح والقاشع والمكبوس الصوري وغيرها.

وأوضح أنّ ولاية صور تمثل مركزًا تاريخيًا وطنيًا وتحتوي على مزارات جميلة مثل قلهات الأثرية وأيضا وادي شاب في نيابة طيوي، وكذلك منظر السفن السياحية الكبيرة التي تزور ولاية صور وتقف على ساحل ميناء صور.

تعليق عبر الفيس بوك